دعا المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، الليلة، الدول العربيّة إلى إعادة دعمها المالي أو زيادته لوكالة "أونروا" التي باتت تواجه خطر الانهيار، وتكافح من أجل الوفاء بولايتها وتقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح لازاريني خلال حضوره القمة العربية التي عقدت في جدة، أنّ دعم اللاجئين الفلسطينيين هو التزام جماعي، ويشمل ذلك الدول العربية، لذلك قلل الشركاء القدامى من تمويلهم في السنوات القليلة الماضية، مما أثر بشكلٍ كبير على قدرتها على الحفاظ على خدمات ذات جودة عالية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، بينما تواجه البلدان التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين تحدياتها السياسية والمالية الحادة، لذلك أدعو جميع المانحين العرب بدعم وكالة "أونروا" وأن يكونوا من بين الشركاء المقربين.
وأشار لازاريني، إلى أنّ "أونروا" ناشدت في بداية العام للحصول على 1.6 مليار دولار أمريكي لدعم برامجها وعملياتها والاستجابة الطارئة في كل من سوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن، ولكنها لم تتلق لغاية الآن سوى أقل من 25٪ من متطلباتها المالية، أو ما يعادل 364 مليون دولار أمريكي ولا تزال بحاجة إلى 1.3 مليار دولار، مُبيناً أنّ "أونروا" عانت خلال العقد الماضي، من نقص التمويل بشكلٍ سنوي، مما أدى إلى خسائر جسيمة في جودة بعض الخدمات في مناطق عملياتها، لكنّ تحديات اللاجئين استمرت في التزايد بشكلٍ هائل وسط فقر غير مسبوق، وبطالة، وأزمات مالية، وتجاهل، وفي بعض الحالات نزاعات وكوارث طبيعيّة.
وبيّن لازاريني، أنّ الدول العربية كانت من بين مؤسّسي "أونروا" وأشد الداعمين لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، واليوم، بينما تواجه "أونروا" خطر الانهيار، أسمع تصريحات من المنطقة داعمة للفلسطينيين وأدعو إلى توسيع نطاقها لتشمل اللاجئين أيضاً من خلال "أونروا"، مُؤكداً أنّ التمويل المقدّم للوكالة من قبل المانحين العرب شكّل في عام 2018، ربع إجمالي تمويلها، وانخفض منذ ذلك الحين بشكلٍ كبير، مما أدى إلى تعميق الأزمة المالية التي تُعاني الوكالة منها.
وأكَّد لازاريني، أنّ "أونروا" هي من أكبر وكالات الأمم المتحدة في العالم، لذلك فإنّنا نعيش الكفاف في نهاية كل شهر، وغالباً ما نكون غير متأكدين مما إذا بإمكاننا دفع رواتب لموظفينا البالغ عددهم 30.000 تقريباً الذين يعتبرون الركيزة والمحرّك للخدمات الأساسيّة للوكالة.
وفي وقتٍ سابق، حذّر المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني من انهيار الوكالة بسبب نقص التمويل، مؤكداً أنّ "أونروا" منظمة غير قابلة للاستبدال في ظل عدم الوصول إلى حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.