دمّر الاحتلال "الإسرائيلي" خلال حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، عشرات المكتبات العامة والخاصّة، وحرق الاف الكتب التاريخية والوثائق النفيسة، واستهدف مباني المراكز الثقافية والمتاحف المباني الأثرية بشكل واسع.

وكشف توقف الاعمال الحربية بموجب الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة الفائت 24 تشرين الثاني/ نوفمبر ودخلت اليوم الاثنين يومها الرابع، عن دمار واسع حلّ بالبنى التحتية الثقافية لقطاع غزّة، وأبرزها تدمير المكتبة العامة لبلدية غزّة وتضم الاف الكتب.

وقالت بلدية غزّة، إنّ الاحتلال "الإسرائيلي" قصف بشكل متعمد مبنى المكتبة العامة التابع للبلدية في شارع الوحدة وسط المدينة، وأعدم الوثائق والكتب التاريخية في مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية.

ولفتت البلدية إلى أنّ قصف الاحتلال أدى إلى تدمير مبنى المكتبة العامة، وتحويله إلى ركام وأدّى إلى حرق وإعدام آلاف الكتب والعناوين والوثائق التي توثق تاريخ المدينة وتطورها بالإضافة إلى تدمير قاعة دورات اللغات في المكتبة ومرافق أخرى تابعة للمكتبة.

نلان.JPG
مكتبة بلدية غزة بعد القصف

 

مىم.JPG
مبنى مكتبة البلدية 27/نوفمبر 2023


ودمّر طيران الاحتلال، إضافة إلى مباني المكتبة العامّة في المدينة، كلّ من مركز رشاد الشوا الثقافي، ومكتبة ديانا تماري صباغ، ومطبعة البلدية، ومركز اسعاد الطفولة ومكتبّة لبّد في الشجاعية، وعشرات المكتبات المتخصصة ببيع الكتب.

ووضعت البلدية، استهداف المكتبات والمراكز الثقافية في المدينة، في إطار سعي الاحتلال لتدمير البنى الثقافية في المدنية ونشر الجهل وتدمير كل ما يوثق ثقافة وتاريخ مدينة غزّة.

وإضافة إلى المكتبات ومراكز الإنتاج الثقافي والفكري، استهدف الاحتلال متحف مدينة رفح الذي يضم المئات من المقتنيات النفيسة والقديمة، المتعقلة بالتراث الفلسطيني الضارب بالقدم، والمتعلق بالتراث البدوي والريفي لمنطقة رفح، وتراثها المادي والمعنوي.

405734837_673571178298286_8855725062497087448_n.jpg
متحف رفح بعد قصفه


وعمد طيران الاحتلال، على تدمير المسجد العمري الكبير التاريخي وسط مدينة غزة، وتدمير مئذنته، والذي يعد من أقدم المساجد في مدينة غزّة والعالم، والعائد لفترة "صدر الإسلام" قبل 1400 عام.

ويقع المسجد العمري وسط مدينة غزّة القديمة، وتبلغ مساحته الكليّة مع حرمه ومساحاته الخارجية نحو 4100 متر مربع فيما تبلغ مساحة البناء 1800 متر مربع.

كما استهدف طيران الاحتلال، العديد من المباني التراثية في غزّة القديمة، وأبرزها “بيت السقا" الأثري داخل حي الشجاعية الذي يعود تاريخه لأكثر من 400 عام.

ويعتبر "بيت السقا" من اهم المعالم التي تجسد منازل وطريقة حياة الغزّيين قبل قرون، أعيد ترميمه عام 2014 ليتحول إلى مركز ثقافي، وتبلغ مساحة البيت 700 متر.

بيت السقا الاثري.jpg
بيت السقا قبل الحرب

 

400271344_665726809082723_4081067807641419469_n.jpg
بيت السقا بعد استهدافه بطائرات الاحتلال

وتعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة لدمار كبير، وتضم فيها 146 بيتاً قديماً إلى أضرار عديدة إضافة إلى مساجد وكنائس مثل كنيسة القديس برفيريوس العريقة والتي استهدفها الاحتلال يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وتعد من أقدم الكنائس في العالم.

وطالما عمد الاحتلال "الاسرائيلي" على استهداف المكتبات والمراكز الثقافية خلال اعتداءاته السابقة على قطاع غزّة، قبل ان يأخذ العدوان منحى حرب الإبادة الشاملة مع عملية "السيوف الحديدية" التي اطلقها يوم 7 اكتوبر. وكان الطيران الحربي قد استهدف مكتبات تضم الاف الكتب خلال عدوانه على القطاع عام 2021، ومنها مكتبة سمير منصور التاريخية، التي اعاد الشعب الفلسطيني بعثها من جديد في حي الشخ جرّاح.

اقرأ/ي: "سمير منصور" قصّة مكتبة دمرّها الاحتلال في غزّة وبُعثت في حي الشيخ جرّاح

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد