أعلنت كندا والسويد استئنافهما تقديم التزاماتهما المالية إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد تعليقها على خلفية مزاعم "إسرائيلية" بخصوص مشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتقولان: إن استئناف الدعم جاء بعد تحقيق لـ "أونروا" بخصوص هذا الشأن.
وقال وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين في بيان الجمعة: إنه "صدر قرار استئناف التمويل، بعد مراجعة التقرير المؤقت للتحقيق الذي أجرته الأونروا وقد طمأننا محتواه".
وأضاف: إن "هذا القرار اتخذ "بسبب الوضع الإنساني الكارثي على الأرض، فكندا أول دولة في مجموعة السبع تستأنف التمويل".
وكانت كندا واحدة من 16 دولة أوقفت التمويل، بعد مزاعم "إسرائيلية" بوجود "أدلة من قبل موظفين بوكالة الأونروا حول مشاركتهم في عملية طوفان الأقصى"، حيث تحتل كندا المرتبة الحادية عشرة في ترتيب الدول المانحة لعام 2022.
ولكن في تقرير لوكالة "أونروا" نشرت عنه وكالات أنباء عدة، أكدت الوكالة أن "إسرائيل" أجبرت بعض موظفي الوكالة على الاعتراف كذباً وعبر وسائل التعذيب والضرب المبرح والإيهام بالغرق بوجود صلتهم لهم بحركة حماس.
واتهمت وكالة "أونروا" كيان الاحتلال "الإسرائيل" بتعذيب بعض موظيفها وإجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة "حول علاقات الوكالة مع حـماس وضلوعهم في عملية طوفان الأقصى يوم السابع من تشرين الأول / أكتوبر"، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بهدف زيادة نشر معلومات مضللة عن الوكالة كجزء من محاولات تفكيكها.
تصريحات "أونروا" هي جزءٌ من تقرير يتحدث عن قيام "إسرائيل" بتعريض الأسرى من قطاع غزة للإيذاء الجسدي والنفسي، بما في ذلك 21 موظفًا في الوكالة، قال بعضهم: إنهم تعرضوا للضرب والتهديد.
ولفت الوزير الكندي إلى أن بلاده تتشارك مع الأردن وبرنامج الأغذية العالمي لإيصال مساعدات إنسانية جواً إلى غزة، التي صار سكانها مهددين بخطر المجاعة، قائلاً: إن كندا ستوفر 300 مظلة لإيصال أطعمة وسلع أساسية.
بدورها أكدت السويد، استئناف التزاماتها المالية لوكالة "أونروا" بمبلغ أولي قدره 20 مليون دولار، بعد حصولها على ضمانات بإجراء تحقيقات إضافية، بشأن إنفاق الوكالة، وطواقمها.
وجاء في بيان للحكومة السويدية، إنها "من أجل الإفراج عن حزمة المساعدات، وافقت الأونروا على السماح بالضوابط وعمليات التدقيق المستقلة لتعزيز الإشراف الداخلي والضوابط الإضافية على الموظفين".
وذكر البيان أن "السويد خصصت 400 مليون كرونة للأونروا لعام 2024 ما يعادل (40 مليون دولار)".
ويأتي الإعلان السويدي بعد إعلان المفوضية الأوروبية مطلع الشهر الجاري عزمها صرف 50 مليون يورو لدعم "الأونروا" قبل الإفراج المحتمل عن 32 مليون إضافية.
وسبق أن أعلن العراق تقديم 25 مليون دولار كدعم لوكالة "أونروا"، ومثلها من الحكومة القطرية، فيما أعلنت السعودية عزمها تقديم تمويل إضافي للوكالة خلال شهر آذار/ مارس الجاري لم تعلن عن قيمته بعد.
وبحسب رئيس دائرة شؤون اللاجئين لدى منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي فإن الدعم القطري والعراقي والسعودي الإضافي يعد انتصاراً للوكالة في ظل الهجمة "الإسرائيلية" عليها، وسيفتح نافذة جديدة لحث المانحين على تقديم دعم إضافي للوكالة لدعم ميزانيتها للعام الحالي الذي يعاني فجوة تمويل كبيرة.
اقرأ/ي الخبر: أبو هولي: الدعم الجديد من 3 دول عربية انتصار لـ "أونروا" في ظل الهجمة "الإسرائيلية"
وأدى الإعلان عن تعليق عدد من الدول المانحة التزاماتها المالية للوكالة إلى دق ناقوس الخطر بخصوص استمرار عمل الوكالة في أقاليم عملها كافة، وأثار مخاوف وقلق الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة الذي يواجه حرب تجويع ممنهجة وحصاراً خانقاً في ظل مجازر الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة، وأيضاً في لبنان الذي يعتمد أكثر من 80 % من اللاجئين الفلسطينيين فيه وأيضاً اللاجئين المهجرين من سوريا على وكالة "أونروا" في حياتهم المعيشية.
اقرأ/ي أيضاً: قلق يستحوذ على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من احتمال توقف خدمات "أونروا"