شنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدواناً موسعاً على مخيمات جنين، الفارعة، وطولكرم، ونور شمس، شمال الضفة الغربية المحتلّة، بعد منتصف ليل أمس الثلاثاء/ فجر الأربعاء، أدى إلى ارتقاء 11 شهيداً، فيما يواصل الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، كما فرضت قوات الاحتلال حصاراً على مستشفيات مدينة طولكرم، مما أعاق وصول المصابين.
الهلال الأحمر الفلسطيني أعلن ارتفاع عدد الشهداء إلى 11، بينهم سبعة ارتقوا بغارات جوية، حيث استخدم الاحتلال في هذه العملية طائرات مسيرة، مروحيات، وقوات برية كبيرة، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة مع مقاومين فلسطينيين.
وأضافت الهلال الأحمر الفلسطيني أن حصيلة الشهداء توزعت على مدينتي جنين وطوباس، حيث شن الاحتلال غارتين جويتين استهدفتا مركبة في جنين ومنزلاً في مخيم الفارعة بمدينة طوباس.
وفي وقت لاحق، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تمكن من انتشال جثماني شهيدين لم يكن الوصول إليهما ممكنًا سابقاً بسبب القصف في منزل بمخيم الفارعة، جنوب طوباس.
ومنذ بدء الهجوم بعد منتصف ليلة أمس، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشابين: قسام محمد جبارين (25 عاماً) وعاصم وليد ضبايا (39 عاماً) نتيجة إصابتهما برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مدينة جنين.
وذكرت مصادر محلية أن عدداً كبيراً من الآليات العسكرية اقتحمت المدينة من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات عنيفة.
واشتدت الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في عدة مناطق منها منطقة المثلث، دوار الحارثة، دوار الشهداء، دوار عصفور، ومنطقة سيلية الحارثة. واستخدم المقاومون عبوات محلية الصنع في استهداف الآليات العسكرية التابعة للاحتلال.
وأشارت مصادر محليّة، أنّ الاشتباكات اندلعت فور اكتشاف مقاومين فلسطينيين وجود وحدات خاصة تابعة لجيش الاحتلال في مخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال المواجهات.
وحاصرت قوات الاحتلال مدينة جنين بشكل تام، وأغلقت جميع مداخلها ومخارجها. كما استقدمت تعزيزات عسكرية من جهة شارع الناصرة، شملت جرافات عسكرية لزيادة قوة الحصار على المدينة.
وفي مخيم الفارعة جنوب طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بعدد كبير من الجنود، مدعومة بتعزيزات عسكرية من حاجز الحمرا العسكري، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في المنطقة، بالتزامن حركة نشطة لطائرات الاستطلاع المسيرة وانتشاراً لقوات الاحتلال في محيط المخيم.
أما في مدينة طولكرم، تواصل قوات الاحتلال محاصرة مستشفيات المدينة بعد اقتحام المدينة من المحور الغربي.
وتمركزت آليات الاحتلال في محيط مستشفيي الإسراء التخصصي والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفرضت حصاراً عليها، مما أعاق حركة تنقل مركبات الإسعاف، واحتجزت إحداها أمام المستشفى الحكومي.
كما انتشرت الآليات العسكرية في أحياء ومفارق المدينة، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض، فيما يشهد مخيم نور شمس شرق المدينة اشتباكات عنيفة، واستهدف مقاومون فلسطينيون سيارات الاحتلال العسكرية بعبوات ناسفة، وأوقعوا فيها خسائر.
وفي السياق ذاته، أصيب طفل فلسطيني (15 عاماً) بالرصاص الحي في فخذه خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة عنبتا شرق طولكرم.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. جاءت هذه الاشتباكات بعد اقتحام قوات الاحتلال البلدة من حاجز عناب العسكري، حيث جابت دورياتها الشوارع والأحياء المختلفة، واقتحمت عددًا من منازل المواطنين.
ومن جانبها، أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش "الإسرائيلي" شمال الضفة الغربية هي الأوسع نطاقًا منذ عملية "السور الواقي" التي جرت في عام 2002، حيث أطلق جيش الاحتلال على عمليته العسكرية الجارية شمالي الضفة اسم "المخيمات الصيفية".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش "الإسرائيلي" استخدم مروحيات ومقاتلات بشكل مكثف خلال العملية، مؤكدة مشاركة جهاز الشاباك ووحدات المستعربين إلى جانب الجيش في هذه العمليات.
وبحسب "هيئة البث العبرية"، فإن العملية تنفذ بمشاركة كبيرة من القوات البرية والجوية الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق ما تعتبره "جهودًا لتفكيك خلايا المقاومة" في المنطقة، وفق زعم الاحتلال.
يذكر، أنّ هذا العدوان هو الأكبر من نوعه الذي يشنه الاحتلال على مناطق في الضفة الغربية من بدء حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 662 على الأقل، إضافة إلى نحو 5400 جريح.