سوريا
مئات الأطفال من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين في مخيّمات دير بلّوط وأعزاز، يقضون شهرهم السابع في ما يشبه العراء، منذ تهجيرهم مع عائلاتهم من مخيّم اليرموك وجنوب دمشق ومخيّمات أخرى في سوريا، على مرأى ومسمع منظمات الأمم المتحدة ووكالة " الاونروا" وكافة المعنيين.
لا تعليم ولا صحّة، خيام تتيح لبرد الشتاء أن ينخر عظامهم، وأمراض الصيف ضيف مستمر على أبدانهم طوال الفصل الحار، وقد سُجّلت خلال الصيف الفائت حالات غير معدودة لمرض التجفاف وسوء التغذيّة للأطفال الرضّع حتّى عمر 5 سنوات، بسبب انقطاع حليب الأطفال، وتردي نوعيات الغذاء التي يتناولها سكّان المخيّم، والتي تقتصر بالكثير من الأحيان على المعلّبات والأغذية المصنّعة.
ورغم مئات المناشدات والاعتصامات، ومحاولات إيصال الصوت للمنظمات الحقوقيّة والإنسانيّة والأممية، الّا أن الحال يواصل مسيره نحو التردّي، خصوصاً مع اشتداد فصل الشتاء، وعدم توفّر وسائل التدفئة والإيواء المناسب، الأمر الذي دفع اللاجئين المهجّرين لإطلاق صرخات تحذّر من مجزرة معيشيّة محققة.
وفي يوم الطفل العالمي، يجدد اللاجئون الفلسطينيون المهّجرون وأطفالهم، مناشداتهم لمنظمات الأمم المتحدة المعنيّة بحقوق الطفل، وبالأخص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" كونها المنظمة الأممية المعنيّة بإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات التعليمية والصحيّة لهم، وخصوصاً للأطفال عبر برامج للإغاثة الطارئة.
وفي هذا السياق، تداولت بعض مواقع التواصل الإجتماعي، رسالة موجهّة من أطفال مخيّم دير بلّوط للمهجّرين، إلى الأمم المتحدّة جاء فيها " عشنا ست سنوات من طفولتنا في ظل حصار خانق في مخيم اليرموك ومن ثم هجّرنا قسراً إلى منطقة دير بلوط شمال سوريا لنعيش في خيم لا تقي حر الصيف و لا برد الشتاء".
وبيّن الأطفال في رسالتهم، أنّهم حرموا من جميع حقوقهم في التعليم و الرعاية و الطفولة، مطالبين من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بالتحرك العاجل والفوري لوضع حد لمأساتهم التي تتفاقهم وتهدد مستقبلهم وحياتهم.
تجدر الإشارة، إلى أنّ نحو 1600 لاجئاً فلسطينياً يقطنون في مخيّمات التهجير في الشمال السوري، ويشكّل الأطفال بين السنة والـ16 عاماً، نسبة كبيرة من عموم اللاجئين المهجّرين.