مخيم خان الشيح - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
لا يزال القصف وإلقاء البراميل المتفجرة في منطقة خان الشيح ومن ضمنها مخيم خان الشيح، هي آخر الأخبار التي تصل من تلك المناطق في الفترة الأخيرة إذ أفاد مراسل البوابة، أنه ليلة أمس حوالي الساعة 2.15 بعد منتصف الليل شن الطيران الروسي غارتين على أطراف المخيم، واليوم منذ الساعة التاسعة صباحآ إلى لحظات الظهيرة ألقى الطيران المروحي أكثر من 14 برميل متفجر على المزارع المحيطة بالمخيم، في ظل حصار مفروض على أهالي المخيم منذ أكثر من شهر وعزله عن محيطه بشكل كامل بعد السيطرة من قبل قوات النظام على المنفذ الوحيد الذي يربط المخيم ببلدة زاكية.
بينما على صعيد آخر وبالتزامن مع استهداف منطقة خان الشيح، كان قد نقل مراسل البوابة بأن قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة في خان الشيح قد توصلا لاتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة وعوائلهم ومن يرغب من المدنيين باتجاه محافظة إدلب، وذلك بعد تقدم قوات النظام، الجمعة الماضية، في محور خان الشيح استكمالا لعملية الديرخبية بهدف تضييق الخناق أكثر على قوات المعارضة المتواجدة في خان الشيح، وذكرت وسائل إعلام موالية لقوات النظام تعقيبا على موضوع الاتفاق يؤكده ويبين وجود نقاط لم يتفق عليها حتى الآن ,مما أخّر المضي قدما فيه، ومما جاء: "مصادرأهلية وميدانية أكدت أن اجتماعاً عقد الجمعة4/11/2016 بمقر الفرقة الأولى بريف دمشق الغربي بين ممثلين عن الحكومة السورية وممثلين عن المجموعات المسلحة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، لبحث إجراءات اتمام خروج المجموعات المسلحة بعتادها الفردي إلى محافظة أدلب، بعد تسليم العتاد الثقيل، كان قد سبقها شروط خروج المسلحين إلى ريف درعا أو إلى مناطق بين ريف درعا وريف القنيطرة كمنطقة الحارة، لكن الجيش السوري رفض تلك الشروط".
من أجل هذا الوضع المتأرجح في المنطقة بين حديث عن اتفاق وما يرافقه من قصف، طالبت الأطراف المدنية داخل المخيم بوجود مرجعية فلسطينية قبل أي اتفاق يقضي بتهجير الأهالي، من أجل إدارة ملف مخيم خان الشيح في حال توصلت المعارضة والنظام لاتفاق، ويسمح بالتالي إعطاء فرصة للتعامل مع ملفات إنسانية تخص المخيم بحد ذاته، مثل ملف المفقودين والمعتقلين، والمطلوبين لقوات النظام وتسوية أوضاعهم، إضافة لاستمرار خدمات المؤسسات الفلسطينية داخل المخيم، ومنع أي طرف من العسكرة داخله، بما يضمن للأهالي حرية الحركة والخروج والدخول وإدخال مسلتزمات الحياة اليومية، وإلا فإن حياة آلاف اللاجئين مجهولة وتهدد وجودهم في حال خرجوا مع قوات المعارضة أو تهجروا من منازلهم إلى مصير يجهلونه، وهذا كله بحاجة إلى ضمانات فلسطينية سورية برعاية منظمة التحرير.
يذكر أن المخيم يشهد حصارا خانقا منذ 38 يوما بحق 12 ألف مدني و3 آلاف طفل، الأمر الذي أدى إلى فقدان المواد الغذائية والتموينية وبشكل خاص مادة الطحين من أجل إعداد الخبز، ما آثار تخوف الأهالي وقلقهم من استمرار الوضع والحصار على ما هو عليه.
على الصعيد الطبي، يعاني المخيم من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما جعل القدرة على معالجة الجرحى والحالات الإسعافية غير ممكنة لعدم توافر الأمكانيات إلى جانب انقطاع الطرق وخطورة نقل المرضى والجرحى للمعالجة خارج المخيم.