جنوب دمشق - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أفادت الأنباء الواردة من مخيم اليرموك المحاصر بأن فصيل من قوات المعارضة المتواجدة في المنطقة الجنوبية لدمشق وتحديدا منطقة يلدا قام منذ أيام باعتقال نحو خمسة شبان بينهم طفل من أبناء وسكان مخيم اليرموك أثناء تواجدهم في يلدا، بتهمة العمل مع تنظيم داعش في المخيم، وأنهم يقومون بالحفر مع التنظيم.
ولم يتبين مدى صحة هذه التهمة التي وجهها الفصيل الذي اعتقلهم، متناسين أن العمل والحفر مقابل أجور ضئيلة تدفع لهم، واستغلال التنظيم للأطفال ومن هم في سن مبكرة للعمل، سببه الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به المدنيون في المخيم، والحصاران المفروضان عليهم من قبل قوات النظام وداعش، وانقطاع دخول المساعدات، وعدم السماح بإدخال أو إخراج المواد من وإلى المخيم، والبطالة المرتفعة بنسب عالية بين شباب المخيم، إلى جانب عدم توفر فرص العمل في ظل الحصار ومئات الأمتار التي يتحركون فيها، وما يقابل ذلك من غياب لدور الأطراف المعنية بحماية اللاجئين من منظمة التحرير والفصائل ووكالة الأونروا.
هذا بجملته حَمَلَ تنظيم داعش على التمدد أكثر وقيامه باستغلال فراغ الشباب داخل المخيم، واستغلال غياب من يدافع عنه، محاولًا تطويعه في خدمته، ويأتي هذا الاستغلال ضمن سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها داعش بحق أهالي المخيم على كافة الصعد (الخدمية والصحية والأمنية والتعليمية) إضافة إلى الحصار بحد ذاته، إلى جانب عمليات القمع والجلد وإقامة الحدود بحق أبناء المخيم المدنيين، كما يسير بشكل دائم عناصره في سيارات وعلى دراجات نارية ودراجات هوائية تحت مسمى "الحسبة" ومهمتها رصد "التجاوزات" من قبل الأهالي واعتقال كل من يتجاوز القوانين التي يضعها التنظيم.
الجدير بالذكر أن تنظيم داعش سيطر على مخيم اليرموك منذ الشهر الرابع للعام 2015 وحتى الآن يسيطر على أجزاء واسعة منه باستثناء مناطق سيطرة جبهة فتح الشام والتي يحاصرها التنظيم منذ الأول من آب 2016.