سوريا
تغيب أنشطة إحياء ذكرى النكبة في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا - ببيلا - بيت سحم" عن واجهة أنشطة الشتات الفلسطيني هذا العام، على عكس الأعوام الفائتة، حيث كانت المناسبات الوطنيّة الفلسطينية الشغل الشاغل لمهجّري مخيّم اليرموك المنكوب في تلك البلدات، وتطغى على واجهة الاخبار والتغطيات في إعلام الشتات الفلسطيني، مع كل ذكرى نكبة أو مناسبة وطنية، رغم ظروف التهجير المتواصلة، والحصار الذي انتهى رسميّاً، مع إبرام اتفاق التسويّة بين النظام السوري والمعارضة السوريّة المسلّحة في أيّار/ مايو من العام الفائت.
غيابٌ أم تغييب؟، يجيب "أبو عمر" وهو أحد أبناء مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدة يلدا جنوب دمشق، بأنّه تغييب خلف كمّ الهموم المعيشيّة الكبيرة التي يواجهها أبناء مخيّم اليرموك المهجّرين، بالإضافة لعوامل أخرى كغياب الفاعلين والمنظّمين والناشطين عقب ابرام التسوية ورحيلهم إلى الشمال، وهم الذين كانوا يحشدون الناس في الفعاليات، وكان الناس لا يتأخرون عن الإستجابة.
وشكّل أبناء مخيّم اليرموك المهجّرون في بلدات جنوب دمشق، خلال سنوات ما قبل اتفاق التسوية، حالة امتداد للمخيّم المنكوب، من حيث الفاعلية الحيوية لأبنائه في إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية، بعد نكبة المخيّم وتدميره وتهجير سكّانه، فكانت تقام فعاليات إحياء ذكرى النكبة ويوم الأرض وسواها، بالإضافة للوقفات النصرة للشعب الفلسطيني في الداخل، والفاعليات التي تؤكد على الهوية الفلسطينية للاجئين، كمعارض إحياء التراث المادي والمعنوي.
ويشير ناشطون من أبناء المخيّم، إلى التهجير القسري الذي طال نحو 2000 من أبناء اليرموك في تلك البلدات، إلى الشمال السوري بفعل اتفاق التسوية، بوصفه أحد أسباب هذا الغياب، وشمل التهجير نشطاء إغاثيين وإعلاميين، وفاعلين في الحقل السياسي والوطني الفلسطيني الأهلي، الذين تركوا فراغاً كبيراً من حيث تنظيم الأنشطة والفاعليات، بالإضافة للواقع الأمني والإجراءات التي فُرضت في تلك البلدات على السكّان، ولا سيّما الفلسطينيين بعد استعادة النظام السوري لها.
أوضح الناشطون بأنّ تحركات اللاجئين الفلسطينيين في تلك البلدات، مقيّدة بإجراءات أمنية، كشرط الحصول على موافقة فرع المخابرات المعروف بـ " فرع فلسطين" في حال أراد اللاجئ الخروج من المنطقة والعودة إليها، بالإضافة إلى أنّ الأنشطة والفاعليات تحتاج إلى موافقات مسبقة، ولا يحق لأحد أن يتقدّم للحصول عليها باستثناء الفصائل والجهات الصديقة للمخابرات السوريّة.
ويقيم في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا - ببيلا - بيت سحم" نحو 3 آلاف عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّم اليرموك، وسط ظروف معاناة استثنائيّة، سماتها تفشّي البطالة، وشحّ المساعدات وغلاء ايجارات المنازل، والتضييق الأمني.