عمّان
شهدت العاصمة الأردنيّة عمّان تظاهرة كُبرى حاشدة، وكذلك عدد من المدن الأردنيّة، استجابةً لدعوات الفعاليات الشعبيّة والشبابيّة في إطار الفعاليات الرافضة لمشروع التسوية الأمريكي المعروف بـ "صفقة القرن" وما يسبقها من تمهيد المُتمثّل بـ "ورشة البحرين" الاقتصادية المُزمع عقدها في 25 و26 من حزيران/يونيو الجاري، والتي تُشكّل الشق الاقتصادي من خطة التسوية الأمريكيّة.
ويبرز دور الشارع الأردني قبيل انعقاد ورشة البحرين، حيث يُعبّر بشكلٍ لافت عن رفض مشاركة بلاده فيها أو تنفيذ أي من توصياتها أو أي من بنود "صفقة القرن" التي لم يُكشف عنها رسمياً بعد، فيما تشير التسريبات حولها إلى أنها تستهدف "هوية الفلسطينيين" عبر محاولات إيجاد وطن بديل لهم، ومن بين الأماكن المُرشّحة لذلك الأردن، ما يدفع الفلسطينيين والأردنيين على حدٍ سواء إلى الإعلان عن رفضهم لهذا المشروع، واستخدام كافة السبل لحث حكومة بلادهم على عدم الانخراط فيه.
ولم يصدر قرار رسمي من الأردن حول المشاركة في البحرين بعد، فيما قال سابقاً وزير الخارجية أيمن الصفدي إنه في حال حضور بلاده، إذا طُرح شيء لا تقبله "سنقول لا صارخة، وإذا طُرح شيء إيجابي سنتعامل معه."
بدورهم الفلسطينيون في الأردن والذين يُشكّلون نسبة كبيرة تزيد عن نصف عدد السكان، يرفضون فكرة "البديل"، ووصف رئيس الجمعيّة الأردنيّة للعودة واللاجئين كاظم عايش لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقتٍ سابق، مطالب الفلسطينيين في الأردن بأنها تتعلق فقط بالحقوق المدنيّة، وأنهم لا يطمحون لتحصيل أي امتيازات سياسية.
وأشار إلى أنّ فكرة "الوطن االبديل" هي وصفة خراب بالنسبة للأردن، ويرفضها اللاجئون الفلسطينييون في هذا البلد قليل الموارد، لأسباب تتعلق أولاً بعدم قبولهم بالتنازل عن حقهم في العودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجّروا منها عام 1948، وثانياً حتى لا تثير أي نزاعات داخلية بين الفلسطينيين ومواطني البلد المضيف.
وانطلقت التظاهرات في وسط عمّان بحضور جماهيري وشعبي حاشد، حيث رفع المتظاهرون شعارات مُناصرة لفلسطين ودفاعاً عن الأردن، وأخرى رافضة للتطبيع ومُطالبة بإسقاط "صفقة القرن" وكذلك ندّدوا بالمشاركة في "ورشة البحرين"، كما هتفوا لإسقاط اتفاقية وادي عربة ونصرةً للقدس وفلسطين.
وانطلقت مساء الجمعة مسيرة غضب شعبي كُبرى دعت لها الفعاليات السياسيّة والحزبيّة والنقابيّة والثقافيّة بائتلافاتها وحركاتها، رفضاً لـ "صفقة القرن" ومؤتمر البحرين التطبيعي من دوّار تاج مول في عبدون باتجاه السفارة الأمريكيّة.