خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أحيا الفلسطينيون في فلسطين المحتلة وعدة مناطق في العالم الذكرى الثانية عشر لرحيل القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، من خلال مهرجانات ومسيرات ووقفات.
رحل عرفات في 11 تشرين الثاني/2004، عن عمر ناهز 75 عاماً في مستشفى بيرسي العسكري في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، بعد تعرّضه لمرض مفاجئ لم تتضح أسبابه ولم تُكشف ماهيته، وذلك خلال الحصار الذي فرضه عليه جيش الاحتلال واستمر لثلاثة أعوام في مقرّه بمدينة رام الله المحتلة، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى". وكان قد فُتح قبر عرفات في عام 2012 بعد طلب من أرملته سهى من محكمة فرنسية للتحقيق في شبهات وفاته مسموماً، لكن لم تظهر أي نتائج تؤكد هذه الفرضية إلى الآن.
الضفة المحتلة
أقيم مهرجان في مقر الرئاسة بمدينة رام الله المحتلة، الخميس 10 تشرين الثاني، بحضور رئيس سلطة رام الله محمود عباس ورئيس وزراء حكومة التوافق رامي الحمد الله، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح والقيادات الأمنيّة والمدنيّة، وحضور من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948.
وألقى رئيس السلطة كلمة له خلال المهرجان، أكّد فيها أن التحقيق في مقتل عرفات مستمر، وأن لجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بالقضية قطعت شوطاً كبيراً في الوصول إلى الحقيقة، وحين تتوصّل هذه اللجنة إلى نتائج نهائية، سيتم إطلاع الشعب عليها.
وأعلن عباس أنه على علم بهوية الشخص المسؤول عن مقتل عرفات، وتعهّد بالكشف عن نتائج التحقيق في أقرب وقت، قائلاً: "لو سألتموني من؟ فأنا أعرف من، ولكن لا تكفي شهادتي، لا بد للجنة أن تصل لكل التفاصيل، وفي أقرب فرصة سيُعلن، وستُدهشون من النتيجة وسيكشف الفاعلون."
وذكرت مصادر من حركة فتح أن موضوع وفاة عرفات يمكن أن يُطرح في المؤتمر السابع للحركة المقرر في 29 تشرين الثاني الحالي، وأن اللجنة المكلفة بالتحقيق ستعلن نتائجها في هذا المؤتمر.
وافتتح مساء الأربعاء متحف ياسر عرفات الذي يحتوي على متعلّقات خاصة به، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس أمناء "مؤسسة ياسر عرفات" عمر موسى.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف الذي حضر الافتتاح "قبل 12 عاماً فقدنا شخصاً يحظى باهتمام العالم أجمع، كرّس حياته من أجل هذه القضية ووضع شعبه على الطريق الصحيح لبناء دولتهم المستقلة، واتخذ قرارات شجاعة"، وشدّد على أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الفلسطينية، وأن المستوطنات تهدد السلام.
وأكّد أبو الغيط في كلمته أن "القضية التي عاش عرفات من أجلها لن تموت، والمتحف يحمل رسالة للعالم بوجود هذا الشعب، وقريباً جداً سيعيش الأبناء في وطن حر مستقل لا يعرف نقاط التفتيش والجدران ولا مكان فيه للاعتقال والمداهمات والحصار والعزل، وفي ذلك الوقت سيذكر كل طفل أن عرفات ورفاقه هم من جعلوا هذا اليوم قريباً وحقيقة".
وقال أمين عام "مؤسسة الشهيد ياسر عرفات" ناصر القدوة "إن متحف ياسر عرفات الذي تقيمه المؤسسة يقدّم لأبناء شعبنا وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرته بما يخلق فضاء حيوياً، ومن خلال مقتنياته يشكل جسراً بين الماضي والحاضر بصيغة مستمرة ومزاراً يسهم في ديمومة إرث ياسر عرفات يؤمّه الفلسطينيون وغيرهم من شعوب العالم ليتفاعلوا مع نضال شعب ومسيرة قائد."
ومثل كل عام يتم توزيع جائزة ياسر عرفات للإنجاز، إذ حازت على الجائزة جمعية الكمنجاتي ومسرح الحكواتي في القدس المحتلة، في حفل عقد في مسرح قصر رام الله الثقافي حضرته مجموعة من الشخصيات الفلسطينية.
في حين كانت قد اندلعت مواجهات يوم الخميس، عقب انطلاق تظاهرة طلابية لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات، لطلبة مدرسة تقوع الثانوية شرقي بيت لحم، استخدم خلالها جيش الاحتلال قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية تجاه الطلبة، الذين رشقوا الجنود بالحجارة.
وقمعت قوات الاحتلال مسيرات بلعين وكفر قدوم الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، التي خرجت الجمعة لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات، وأصيب عدد من المشاركين بحالات اختناق جراء استخدام قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع، تجاه المشاركين ومنازل المواطنين، وأصيب الطفل مجدي ماجد جمعة (13) عاماً بجروح جراء إصابته بقنبلة غاز في قدمه.
قطاع غزة
فضّت أجهزة الأمن في غزة فعالية لإحياء ذكرى رحيل عرفات، مساء الخميس، وهاجم الأمن الفعالية التي أقيمت قرب ميدان الشهداء في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، واعتدى عناصر الأمن على الحضور واعتقل خمسة مواطنين، بعد أن دفع بتعزيزات كبيرة إلى المكان.
وكان قد ألغى الأمن الداخلي في غزة مهرجان إحياء ذكرى رحيل عرفات الذي كان من المقرر إقامته الجمعة في "الشاليهات"، دعت إليه حركة فتح في غزة.
لبنان
أحيت حركة فتح في منطقة صيدا جنوبي لبنان، الجمعة 11 تشرين الثاني، الذكرة الثانية عشر لرحيل ياسر عرفات، وانطلقت فعاليات في مخيم المية ومية للاجئين بمشاركة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية، وإقليم الخروب بمشاركة لبنانية وفلسطينية، وكذلك في مخيم الرشيدية بعقد لقاء في المكتب الحركي للمرأة. كما أقيمت فعالية أخرى في مخيم البص حضرها ممثلو الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، وممثلو الجمعيات والمؤسسات واللجان الشعبية.
بدوره صرّح عضو اللجنة المركزية في حركة فتح "عباس زكي" خلال لقاء تلفزيوني، أنه قبل أي شيء يوجه الاتهام أولاً لـ "اسرائيل" مباشرةً باغتيال ياسر عرفات، وأن الشعور العام لدى الشعب الفلسطيني أنه لا يمكن أن يقوم بهذا العمل إلا من كان لديه دعم دولي، وأوضح زكي أن "الخيارات ستكون مفتوحة في ما ستقوم به الحركة، سيما وأن محكمة الجنايات الدولية هي خيار من خيارات عدة مطروحة."
وفي تصريح آخر قال زكي "إن أمريكا واسرائيل هما المتهمتان الرئيسيتان في اغتيال عرفات، بالإضافة إلى يد خيانيّة متهمة في الجريمة ويجري التحري عنها."
سورية
أحيت حركة فتح في العاصمة السورية دمشق مساء الخميس ذكرى رحيل ياسر عرفات، بفعاليات من خلال معرض للصور الفوتوغرافية التاريخية، وعرض فيلم في مخيم السيدة زينب "مخيم الشهداء" يتناول نشأته ومراحل حياته ونبذة عن مسيرته وانخراطه في العمل السياسي وتأسيسه وقيادته لاتحاد طلبة فلسطين إلى إنشاء حركة فتح وانطلاق عملياتها العسكرية.
تونس
أحيت السفارة الفلسطينية لدى تونس، الجمعة، ذكرى رحيل ياسر عرفات في منزله الكائن بشارع يوغرطة في منطقة الميتوالفيل بتونس العاصمة، وقال السفير الفلسطيني هايل الفاهوم أن تونس احتضنت قضية الشعب الفلسطيني وكانت منطلقاً لعودته إلى أرض الوطن، وأكد كاتب الدولة التونسي لدى وزارة الشؤون الخارجية صبري باش طوبجي أن "ذكرى رحيل عرفات مناسبة لتذكر تجربة الشعب الفلسطيني النضالية والاستثنائية"، وشدّد على أن السياسة الراسخة التي ثبتها عرفات مع تونس وعلاقته بشعب فلسطين عصيّة على كل المكائد.
إيطاليا
أحيت حركة فتح إقليم إيطاليا والجالية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية، ذكرى رحيل ياسر عرفات، عند اللوحة التذكارية المخصصة لياسر عرفات في حي سان لورينزو في العاصمة الإيطالية روما، وحضر الفعالية السفيرة في إيطاليا مي كيلة، وبسام صالح أمين سر فتح، ورئيس الجالية الفلسطينية سلامة عاشور والمطران كابوتشي.
تجدر الإشارة نهايةً إلى أنه رغم النشاطات السالفة الذكر إلا أن هناك احتفاء خجول بذكرى وفاة أبو عمار مقارنة مع السنوات السابقة، فكل الفعاليات اقتصرت على المكاتب الرسمية لفتح بينما غابت الفعاليات الشعبية التي كانت تنطلق في ذكرى وفاة عرفات، ما يطرح تساؤلات حوال التغييرات التي تطرأ على الواقع الفلسطيني بشكل عام.