جنيف - سويسرا
عقد مركز العودة الفلسطيني ندوة بمجلس حقوق الإنسان، استضافت سفراء ودبلوماسيين، أوصت بضرورة استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وأهمية مواصلة تقديم الدعم المالي لها ومواجهة أية محاولات لتقليص خدماتها أو شطب دورها ، "لما تشكّله من ضمانة للحفاظ على وضع اللاجئ الفلسطيني، وتحقيق الاستقرار في المنطقة".
واستضافت الندوة كل من السفير سجى المجالي سفير الأردن إلى الأمم المتحدة بجنيف، وبليز جيلاسين ريندي نائب الممثل الدائم للبعثة التركية في الأمم المتحدة، وماجد الزير رئيس مركز العودة ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا.
وعُقدت الندوة في قصر الأمم المتحدة في جنيف على هامش أعمال الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان وتناولت أهمية وجود "أونروا" بالنسبة للاجئين الفلسطينيين ومناطق وجودهم عمومًا، وذلك في ضوء الهجمات المستمرة من قبل الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" ضد ولاية الوكالة وعملياتها.
وشدد المجتمعون في الندوة على ضرورة تأمين التمويل للعمليات المستمرة لـ"أونروا" بسبب دورها الرئيسي في خدمات الإغاثة الإنسانية التي أصبحت شريان الحياة لمجموعة واسعة من اللاجئين الفلسطينيين.
كما نادوا بتطوير عمل "أونروا" ليشمل الحماية المادية والقانونية للاجئين الفلسطينيين في البلدان المضيفة وتوسيع نطاق عملها ليشمل جميع مناطق اللجوء الفلسطيني، وتطوير وسائل وآليات لحماية حياة وكرامة اللاجئين الفلسطينيين داخل أماكن عمل "أونروا" الخمسة (الأردن-سوريا-لبنان-الضفة الغربية-قطاع غزة).
ودعا المجتمعون المجتمع الدولي إلى حماية الوكالة من القرارات الفردية التي قد تضر بها ، ومخاطبة الإجراءات الأمريكية ضدها أو محاولة إنهاء خدماتها، أو إعادة تعريف اللاجئ، في انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأهمها حق العودة.
وطالب المجتمعون في الندوة أيضًا الموقف الفلسطيني الرسمي للسعي في لتشكيل حركة داخل الأمم المتحدة من خلال العلاقات مع البلدان التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني لرفض جميع محاولات إنهاء "أونروا"، وشرح عواقب ذلك بشأن اللاجئين والبلدان المضيفة.
ولخص ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني "الدور الحيوي والمهم" الذي تقوم به "أونروا" منذ بدايات تأسيسها عام 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها شرقي القدس المحتلة.
وأكد الزير أن معظم اللاجئين، الذين يشكلون حوالي نصف السكان الفلسطينيين، يعتمدون بشكل أساسي على "أونروا" لتلبية احتياجاتهم المعيشية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وحذّر من مساعي الولايات المتحدة وإسرائيل لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين عن طريق إزالة المؤسسات الداعمة للاجئين مثل "أونروا"، وخطوات إدارة الرئيس دونالد ترمب في قطع كامل التمويل الأمريكي عن الوكالة في أغسطس الماضي.
كما انتقد الزير الإجراءات الأمريكية ضد الوكالة، مشددًا على أن أهمية استمرار خدماتها للاجئين تنبع من حقيقة أنها تحافظ على الحقوق السياسية للاجئين الفلسطينيين، على النحو الذي تكفله قرارات الأمم المتحدة.
يذكر أن الندوة أدارها كبير باحثي حقوق الإنسان في مركز جنيف الدولي للعدالة، كريستوفر جورونسكي، وخلالها جرى عرض فيلم عن الصعوبات التي تواجهها "أونروا" بعد قرار الإدارة الأمريكية قطع المساعدات عنها.