أوروبا
مع دخول حراك المخيمات الفلسطينية في لبنان أسبوعه الثاني، احتجاجاً على حرمان اللاجئين الفلسطيني في هذا البلد من معظم حقوقهم المعيشية والإنسانية، يتفاعل حراك آخر من قبل الفلسطينيين في القارة الأوروبية لمساندة االحراك داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية الممتدة على طول وعرض الأراضي اللبنانية، والذي يستمر خلال جمعة الغضب الثانية، في يومه الثاني عشر على التوالي.
قبيل جمعة الغضب الثانية التي نفذها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، تداعى الفلسطينيون في كل من ألمانيا وبلجيكا والدنمارك وبريطانيا للمشاركة في اعتصامات متزامنة مع المظاهرات التي خرجت في مخيمات لبنان، للمطالبة بإقرار قوانين تنصف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتمنحهم أدنى الحقوق الإنسانية غلى حين عودتهم إلى فلسطين.
وبالفعل عشرات الفلسطينيين في هذه الدول شاركوا في وقفات احتجاجية، كان معظمها أمام السفارات اللبنانية لدعم اللاجئين الفلسطينيين في إيصال صوتهم إلى الطبقة السياسية اللبنانية.
ففي مدينة اوغوس الدنماركية رفعت اللافتات المطالبة بإقرار حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من قبل عشرات الناشطين الفلسطينيين الذين هتفوا أيضاً لكرامة الإنسان الفلسطيني، ولحقوق الفلسطينيين الجامعة والثابته والمتمثلة بعودتهم إلى القرى والمدن الفلسطينية التي هجروا منها عام 1948.
وكذلك في الساحة الحمراء بالعاصمة كوبنهاجن دعا ناشطون فلسطينيون الحكومة اللبنانية إلى إيقاف قوانين العمل المطبقة منذ سنوات بحق اللاجئين الفلسطينيين، وطالبوها بمنح الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية كلاجئين، لا أجانب.
وفي العاصمة الألمانية برلين، وتحديداً في أمام بلدية نويكولن رددت خلال مظاهرة نظمتها الجالية الفلسطينية شعارات التضامن مع مخيم عين الحلوة، الذي يستمر في إضرابه لليوم الثاني عشر على التوالي، مع مظاهرات يومية تخرج فيه تنظمها فعاليات المخيم كافة، بالإضافة إلى إغلاق جميع مداخل المخيم، في إطار الاحتجاجات على حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوق إنسانية كثيرة.
كان اسم المخيمات حاضراً في ساحة مبنى هذه البلدية الألمانية، إلى جانب تكرار مصطلح حق العودة، الذي ردده المشاركون في رسالة إلى الحكومة اللبنانية وحكومات الدوال أجمع، بأن حق العودة هو أهم الحقوق السياسية والوطنية، وأن المطالب المعيشية التي ينادي بها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، ليست سوى مطالب مؤقتة يريدون تحصيلها لتمكين أنفسهم من النضال السياسي والوطني في قضيتهم الأساس التحرير والعودة، بحسب ما قال ناشطون مشاركون لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وللجمعة الثانية على التوالي نظم عدد من اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة البريطانية لندن وقفة تضامنية أمام مبنى السفارة اللبنانية، طالبوا خلالها بسماع صوت اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، ومنحهم حقوقاً إنسانية نصت عليها القوانين الدولية.
عدنان حميدان من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، قال خلال الوقفة إنه حزين جداً لأنه خلال عشر سنوات له في بريطانيا شارك خلالها بكثير من المظاهرات والوقفات من أجل حقوق الفلسطينيين، لم يتخيل أنه سيقف يوماً أمام سفارة دولة عربية من أجل حقوق الفلسطيني.
ويضيف: " منذ للأسبوع الثاني على التوالي يشارك في وقفة أمام السفارة اللبنانية للمناشدة من أجل حق أصيل للاجئ الفلسطيني الذي يعيش مع أخيه اللبناني منذ 71 سنة، وهم شركاء في كل شيء حتى باللكنة واللهجة"، مطالباً السلطات اللبنانية بعدم حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقوقه
الحراك على صعيد أوروبا، يأتي لمساندة حراك المخيمات، وبدأ في وقت مبكر من انطلاق احتجاجات اللاجئين الفلسطينيين، واتخذ شكلاً أكثر عملية حين أعلنت أعلنت لجنة التجار الفلسطينيين في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، في وقت سابق، وقف استيرادها لكافة البضائع والسلع التجارية من لبنان، تضامناً مع الحراك المستمر في المخيمات و رفضاً لقرار وزارة العمل اللبنانية معاملة اللاجئين الفلسطينيين كأجانب.
وجاءت هذه المقاطعة، بعد خطوة مماثلة نفذها تجار مدينة برلين في ألمانيا، ضمن الخطوات التصعيدية الفلسطينية السلمية للضغط على السلطة اللبنانية للتراجع عن قرارها بشمل اللاجئين الفلسطينيين في خطة وزير العمل كميل أبو سليمان لـ "مكافحة العمالة الأجنبية" .
وهي بمجملها خطوات تأتي كتكامل لنهج الإضراب الذي تخوضه مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومقاطعة شراء المنتجات الزراعية من أسواق الحسب، ووقف شراء اللحوم والدواجن من المزارع، وعدم السماح الى شركات المواد الغذائية والسكاكر الدخول الى المخيمات والشراء منها.
وتهدف هذه الإجراءات، إلى لفت نظر الحكومة اللبنانية، لأهمية وجود الفلسطينيين في تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني وإظهار الدور الفلسطيني الفاعل في الاقتصاد اللبناني.