ألمانيا - وكالات
أعلن الكاتب الفلسطيني، خالد بركات، أنّ الحظر السياسي الذي حاولت الأجهزة الأمنيّة الألمانيّة فرضه عليه قد سقط، مؤكداً أنه سيُواصل نشاطه السياسي والثقافي والدعوة إلى تبنّي طريق العودة والتحرير بديلاً عن النهج السياسي السائد.
جاء ذلك في ندوة سياسيّة حقوقيّة مفتوحة نظّمتها "شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين"، بالتعاون مع الحراك الشبابي الفلسطيني ولجنة BDS، ومُمثلين عن قوى تضامنيّة وحركات تحرر يساريّة في ألمانيا، على مدار يومي الجمعة والسبت، تحدث فيها بركات والمُحاميّة نادية سمّور.
وكانت السلطات الألمانيّة قد منعت الكاتب الفلسطيني بركات من المُشاركة في فعاليات جماهيرية وسياسية عامة في البلاد منذ 22 حزيران/يونيو الماضي.
في هذا السياق، قال بركات "إنّ الحظر السياسي الذي حاولت الأجهزة الأمنيّة فرضه علينا سقط تحت أقدامنا اليوم، وفشل الصهاينة وعملائهم في تحقيق أهدافهم ومصادرة حقّنا في التعبير والتنظيم."
وأكّد في مُداخلته أنّه سوف يُواصل نشاطه السياسي والثقافي، والدعوة إلى تبنّي طريق العودة والتحرير بديلاً عن النهج السياسي السائد، وكذلك على حق الشعب الفلسطيني في مُمارسة كافة أشكال المُقاومة، بما في ذلك العنف الثوري المُسلّح وأسلوب المُقاطعة الدوليّة للكيان الصهيوني، حتى يُحقق شعبنا كامل أهدافه وطموحاته الوطنيّة، يقول بركات.
وكشف بركات أنّ عناصر من الشرطة السريّة الألمانيّة سلّمته يوم الأوّل من آب/أغسطس الجاري تقريراً جديداً تضمّن عبارة "عليك الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود إذا أردت مُواصلة نقد إسرائيل في ألمانيا"، مؤكداً موقفه الرافض لما يُسمّى "حل الدولتين في فلسطين" أو الاعتراف بما يُسمّى "حق إسرائيل في الوجود"، مُعتبراً أنّ هذه المواقف هي خيانة وطعنة للشعب الفلسطيني ونضاله العادل والمشروع.
كما أكّد بركات في حديثه على أهميّة تنظيم الفلسطينيين والعرب لأنفسهم في أوروبا والتصدي للحركة الصهيونيّة كجزء من المعركة الشاملة التي يخوضها شعبنا في الوطن والشتات من أجل تحقيق تحرره الوطني والاجتماعي، لافتاً إلى المسؤوليّة الوطنيّة للتجمّعات الفلسطينية في أوروبا بتوفير الدعم والإسناد الكامل لنضال شعبنا في الأرض المُحتلّة والمُخيّمات الفلسطينيّة.
فيما اعتبرت المحاميّة نادية سمّور أنه لا يوجد في القانون الدولي ما يُسمى "حق دولة ما في الوجود" مؤكدةً على أنّ ما جرى لم يكن استهدافاً للكاتب خالد بركات فقط بل هجوماً عنصريّاً على الوجود الفلسطيني في ألمانيا وعلى حقهم في التعبير عن مواقفهم وهويتهم السياسية."
واعتبرت سمّور أنّ كل الجهات المُعادية فشلت في إيجاد كلمة أو عبارة واحدة للكاتب الفلسطيني فيها مُعاداة أو كراهية لليهود بوصفهم يهوداً وأنّ مواقفه واضحة ضد الاحتلال والحركة الصهيونية، مُشيرةً إلى محاولات تجريم حركة المقاطعة BDS.
بدورها قدّمت الحقوقية شارلوت كيتس المنسقة الدولية لشبكة صامدون عرضاً بالصور والبيانات والملصقات التعبيرية تناول تاريخ حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في ألمانيا وإسناد اليسار الألماني لحركة المقاومة الفلسطينية، كما عرضت ما تضمّنته تقارير الشرطة من ادعاءات وذرائع واهية في محاولة لتجريم الكاتب بركات.
كما أشارت إلى قضايا حقوقيّة مُشابهة في ألمانيا استهدفت مُناضلين من حركات تحرر عالميّة تُمثّل نضالات شعوب أخرى، مؤكدةً على ضرورة بناء تحالف شعبي واسع لمواجهة الإمبرياليّة والصهيونيّة في أوروبا.
واستعرضت نبذة تاريخية عن تاريخ اليسار ودعمه لحركة المقاومة بخلاف مواقف اليسار الألماني المُخزية اليوم، حسب تعبيرها.
وفي مُداخلة محمد الخطيب منسق شبكة صامدون في أوروبا في الندوة، تحدث حول ضرورة دعم الحراك الشعبي الفلسطيني في مُخيّمات لبنان وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا، من خلال العمل على إعادة استنهاض الحركة الثوريّة الفلسطينيّة باعتبارها الخيار الوحيد أمام شعبنا لمواجهة السياسيات الاستعماريّة الأوروبية هنا، والسياسات العنصرية التي تستهدف اللاجئين على نحو خاص.
وتناول المُشاركون خلال الندوة التي استمرت ليومين آراء وملاحظات حول توسيع تأثر حركة المقاطعة، وحماية الحقوق السياسية والمدنية للفلسطينيين في ألمانيا.
وكانت السلطات الألمانية خلال حزيران/يونيو الماضي قد رفضت تجديد إقامة الكاتب الفلسطيني خالد بركات، وأمهلته حتى نهاية تموز/يوليو الماضي لمُغادرة البلاد، وذلك بعد إيقافه ومنعه من الحديث في ندوة كان مُقرراً أن يُشارك فيها ببرلين تحت عنوان "أزمة المشروع التحرري الفلسطيني وآفاقه العربية" والتطرق لخطة التسوية الأمريكية المعروفة بـ "صفقة القرن."