لبنان - وكالات
قال الجيش اللبناني إنه فتح النار على طائرتين مسيرتين من بين ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي اللبناني، مساء أمس الأربعاء، في جنوب البلاد قرب الحدود، قبل أن تعود إلى مجال الأرض المحتلة.
وأوضح في بيان أن "الطائرة الأولى دخلت المجال الجوي للبلاد فوق قرية العديسة الحدودية وعادت إلى إسرائيل بعد إطلاق النار عليها، وأن طائرة ثانية مسيرة عادت إلى إسرائيل دون إطلاق النار عليها بعد أن حلقت فوق كفر كلا"، مشيراً إلى أنه "فتح النار على طائرة ثالثة عادت أدراجها إلى إسرائيل".
بدوره، ذكر جيش الاحتلال في بيان أن "دوي أعيرة نارية سمع من الأراضي اللبنانية صوب مجال جوي كانت تعمل فيه طائرات مسيرة تابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي"، مردفاً: " أكملت الطائرات المسيرة مهمتها ولم يتم الإبلاغ عن أي أضرار في قوات الدفاع الإسرائيلية".
ونقلت "رويترز" عن مصدر أمني أن "القوات أطلقت النار من بنادق إم-16، إذ لا يمتلك الجيش اللبناني أنظمة دفاع جوي".
وتدخل طائرات الاحتلال بشكل متكرر المجال الجوي اللبناني، ومن النادر أن يستهدف الجيش اللبناني الطائرات.
الجيش اللبناني و"يونيفيل" يكثفان دورياتهما على الخط الحدودي
في سياق متصل، تشهد بلدة العديسة هدوءاً حذراً ولا يوجد أي حركة عسكرية راجلة أو مؤللة لجنود الاحتلال على الحدود، فيما كثف الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل" دورياتهما المؤللة على طول الخط الحدودي.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنه لوحظ توقف آلية عسكرية تابعت لقوات الاحتلال منذ ثلاثة أيام، يرجح أنها معطلة أسفل موقع المطلة مقابل بلدة كفركلا ولا تزال متوقفة حتى الساعة ولم يتم سحبها من مكانها.
كما لوحظ، بحسب الوكالة، أن قوات الاحتلال استقدمت دمية على شكل إنسان ووضعتها داخل الآلية العسكرية للتضليل.
هذا وحلقت طائرتا استطلاع معاديتان من نوع "Mk" بكثافة فوق أجواء عدد من قرى وبلدات قضاء مرجعيون على علو متوسط.
وفي أعقاب التوترات القائمة، قيّد جيش الاحتلال حركة الطيران ووضع المركبات العسكرية على أهبة الاستعداد، وطالب طائرات الرش الزراعية القريبة من الحدود بالحصول على الموافقة الفردية قبل قيامها بالعمل.
تصويت على توسيع صلاحيات "يونيفل" اليوم
يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، على توسيع صلاحيات قوة "يونيفيل" في جنوب لبنان، وذلك جراء ضغوط دبلوماسية إسرائيلية – أمريكية.
ويطالب المقترح الإسرائيلي – الأمريكي بـ "حرية حركة مفتشي "يونيفيل" وواجب الإبلاغ في الوقت المناسب عن انتهاكات حزب الله وتحركاته".
ويزعم الاحتلال أنه بسبب التفويض الحالي، "يُحرم مفتشو الأمم المتحدة من الوصول إلى مناطق معينة يشتبه في قيام حزب الله بأنشطة مسلحة، ويقوم بإخفاء ما لايريد كشفه"، وهو ما اعتبره "انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
يأتي ذلك في وقت ذكر فيه سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون أن "إسرائيل مهتمة بقرار مجلس الأمن ولكن "يونيفيل" ما تزال بحاجة إلى تحمل المسؤولية والتصرف بحزم في إطار صلاحياتها.. تعتبر إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولة وحدها عن أنشطة حزب الله على أراضيها".
ويدعو القرار 1701، الذي وافق عليه مجلس الأمن في نهاية العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، إلى نشر قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان، بهدف "منع تعزيز قوة حزب الله في الأراضي الخاضعة للمناطق التي يشرف عليها القوات التابعة للأمم المتحدة".
وفي وقت سابق، أكد نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن الحزب سيرد على العدوان الإسرائيلي بضربة مفاجئة.
فيما نقلت وكالة "رويترز" عن "مصدرين متحالفين مع حزب الله" أن الحزب يجهز لـ "ضربة مدروسة" ضد الكيان الإسرائيلي، لكنه "يهدف إلى تجنب نشوب حرب جديدة".
وقال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الثلاثاء الماضي، إن بلاده "تعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وتوجيه رسائل واضحة لإسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية".
يذكر أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اتهم في كلمة الأحد الماضي الاحتلال الإسرائيلي بشن هجوم بطائرة مسيرة انفجرت في وقت سابق من ذلك اليوم.
وقال نصر الله: "أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود: من الليلة قف على الحائط على رجل ونصف وانتظرنا.. يوم يومان ثلاثة أربعة، انتظرنا، ما حصل ليلة أمس لن يمر معنا. لن يمر".
وانفجرت إحدى الطائرتين المسيرتين (الطائرة الثانية) قرب الأرض مما أوقع أضراراً بالمركز الإعلامي لحزب الله في الضاحية الجنوبية، فيما تمكن حزب الله من السيطرة على الطائرة الأولى، وقال الليلة الماضية في بيان أنها كانت "تهدف إلى تنفيذ عملية تفجير تماماً كما حصل مع الطائرة المسيرة الثانية".