فلسطين المحتلة - وكالات
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمُحررين، صباح الاثنين 16 أيلول/سبتمبر، أنه جرى يوم الأحد نقل الأسير المقدسي رمضان مشاهرة (44) عاماً إلى أحد مشافي الاحتلال، إثر تدهور حالته الصحيّة.
وأوضحت الهيئة أنّ الأسير شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، في الثامن من الشهر الجاري، احتجاجاً على تركيب أجهزة التشويش بأقسام سجن "الجلبوع."
تجدر الإشارة، إلى أنّ الأسير مشاهرة من جبل المكبر جنوبي القدس المُحتلّة، دخل عامه الـ(18) على التوالي في سجون الاحتلال، وهو محكوم بالمؤبد (20) مرة، كما أنّ الاحتلال رفض الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار.
وأفادت الهيئة أنّ تدهوراً خطيراً طرأ على الحالة الصحيّة للأسير المُضرب عن الطعام لليوم (61) على التوالي، سلطان أحمد خلف (38) عاماً، رفضاً للاعتقال الإداري، وهو من قرية برقين قضاء جنين المُحتلّة.
وقالت الهيئة أنّه ووفقاً لمُحامية الأسير، فإنّ الأسير خلف دخل في مرحلة حرجة وصعبة، حيث بات يُعاني من خلل في الدماغ وتقرّحات شديدة في الفم وضعف شديد في الرؤية وآلام في مُختلف أنحاء جسده، ونقص كبير بالوزن.
كما بيّنت أنّ الأسير يُعاني أيضاً من شهقة مُستمرة ولا يستطيع القيام بأي حركة ويُعاني من صداع شديد بالرأس، مُحذرةً من دخول الأسير خلف في مرحلة الخطر المُميت في أيّة لحظة إذا ما واصلت الإدارة تعنّتها في عدم الاستجابة لمطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري.
بدورها، حذّرت وزيرة الصحة، مي الكيلة، من سياسة الإهمال الطبي المُتعمّد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في تعاملها مع الأسرى المرضي، مُضيفةً أنّ هذه السياسة تهدف إلى قتل الأسرى بالتدريج.
وأضافت الوزيرة الكيلة في بيانٍ صحفي، مساء الأحد، أنّ الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى، داعيةً المجتمع الدولي إلى الكف عن صمته واتخاذ موقف واضح بشأن تعريض الاحتلال حياة الأسرى المرضى للخطر وتركهم يُواجهون الموت دون علاج.
وشدّدت على ضرورة تدخّل المنظمات الدولية الإنسانية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للاطّلاع على حيثيّات اعتقال الأسرى الفلسطينيين، والظروف التي يعيشها الأسرى المرضى، مُكررةً مُناشدتها لجميع دول العالم للضغط على الاحتلال للسماح للطواقم الطبيّة الفلسطينيّة بمُعاينة الأسرى المرضى.
وأشارت الكيلة إلى مُعاناة الأسير المريض، سامي أبو دياك، من مُحافظة جنين، المُصاب بمرض السرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، قائلةً إنه وحسب المعلومات التي وثّقتها الجهات الحقوقية ونادي الأسير الفلسطيني، فإنّ الأسير أبو دياك كان قد تعرّض لخطأ طبي بعد أن أجريت له عمليّة جراحيّة في الأمعاء، في أيلول/سبتمبر عام 2015، في مستشفى "سوروكا" داخل الأراضي المُحتلّة، حيث جرى استئصال جزء من أمعائه، أصيب إثر ذلك بتسمّم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وقد خضع بعدها لثلاث عمليّات جراحيّة، وبقي تحت تأثير المُخدّر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الصناعي.
وأضافت أنّ الأسير أبو دياك مُعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد لثلاث مرات و(30) عاماً، وهو واحد من بين تسعة أسرى يقبعون بشكلٍ دائم في مُعتقل "عيادة الرملة"، مُوضحةً أنّ نادي الأسير وثّق حالات نحو (700) أسير يُعانون من أمراض خطيرة وهم بحاجة إلى رعاية صحيّة حثيثة، من بينهم (160) أسيراً يُعانون من أمراض مُزمنة، ومن ضمن الأسرى المرضى قرابة (10) أسرى يُعانون من الإصابة بالسرطان بدرجات مختلفة.
كما ذكّرت وزيرة الصحة بإصابة الأسيرة، إسراء جعابيص، التي تُعاني من حروق بليغة وتقبع اليوم في مُعتقل "الدامون" مُضيفةً أنّ جزءً من الأسرى بترت أطرافهم جراء إصابات تعرضوا لها قبل الاعتقال، ومع هذا فإنّ سلطات الاحتلال تفرض عراقيل من أجل عدم السماح لأطباء من الخارج بالدخول إلى المُعتقلات ومُعاينة الأسرى.
وقالت إنّ سلطات الاحتلال ما تزال تُمارس سياسة الإهمال الطبي المُتعمّد بحق الأسرى، تتمثّل بالمُماطلة في إجراء الفحوص الطبيّة، والعمليات الجراحيّة، وقد يستغرق ذلك سنوات، عدا عن الأخطاء الطبيّة وظروف الاحتجاز القاهرة والصعبة داخل المُعتقلات، وهذا الأمر يُطبّق على كافة الأسرى البالغين والأطفال والأسيرات.