سوريا - خاص
غرقت شوارع مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، بمياه الأمطار والصرف الصحّي، بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت ليل أمس الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأحدثت سيولاً ومستنقعات اجتاحت منازل الأهالي والمحال التجاريّة، متسببة بخسائر ماديّة في ممتلكات للاجئين الفلسطينيين.
أحد سكّان المخيّم ممن تواصل معهم "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أوضح أنّ غزارة الأمطار التي هطلت، تحوّلت إلى كارثة، حيث تفاجأ الأهالي باستنقاع المياه في كافة الأزقّة والشوارع داخل المخيّم، وخروجها من "ريغارات" الصرف الصحّي مع المياه الآسنة، والتي تحوّلت إلى سيول اجتاحت المحال التجاريّة والمنازل إضافة إلى جامع النصر الذي دخلت المياه الآسنة إلى حرمه وأتلفت السجّاد والأثاث الخشبي الخاص به.
وتداعى أهالي المخيّم إلى الشوارع، استجابة لنداء أطلق عبر مكبّرات الصوت التابعة لجامع النصر، للمساهمة كلّ حسب قدرته وبأدوات منزليّة بسيطة، للحد من تدفّق المياه إلى المنازل والمحال، كما قاموا بإخراج المياه الآسنة من حرم الجامع وتنظيفه، في حين تسببت الفيضانات بخسائر ماديّة للعديد من المحال التجاريّة والمنازل، من إتلاف لبضائع وأثاث والعديد من المقتنيات.
إلى ذلك، عبّر العديد من الأهالي والناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم مما اعتبروه إهمال وكالة " أونروا" الذي تسبب في هذه الكارثة، لكونها المسؤول الأوّل عن الخدمات الصحيّة.
الناشط مهنّد محظيّة من أبناء المخيّم قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الوكالة هي المسؤول الأبرز، لكونها لم تجرِ عمليات تعزيل وصيانة جدّية ومتقنة لمجاري الصرف الصحّي منذ سنتين.
وأشار محظيّة، إلى وجود لجنة مختصّة ومكلّفة من قبل الوكالة لمتابعة خدمات الصرف الصحّي، الّا أنّها لا تقوم بواجبها ولا تمارس مهامها الطبيعية، والتي من المفترض أن تبدأ العمل بشكل جدّي لتعزيل شبكات الصرف قبل حلول موسم الأمطار وفق قوله.
وحول حجم الخسائر في المقتنيات، قال محظيّة إنّه لا إحصاء دقيق للخسائر، إنّما كشفت ساعات الصباح اليوم السبت، عن خسائر في العديد من البقاليات والدكاكين الصغيرة التي تعود للاجئين فقراء وتشكّل لهم مورد عيشهم الوحيد، ورأينا شولات الأرز والسكر والطحين وقد تلفت بسبب تسرّب المياه إليها.
كما شهد المخيّم ليل أمس العديد من المبادرات الفرديّة من قبل الأهالي، للتخفيف عن العائلات الأكثر ضرراً، عبر تقديم المساعدة المكثّفة إليها لتدارك الكارثة في منازلها، كما قامت بعض العائلات باستقبال عائلات أخرى ممن تضررت منازلهم بالمياه الآسنة إلى حين إعادة تأهيل منازلها وتنظيفها.
تجدر الإشارة، أنّ مخيّم خان دنون يعتبر من أكثر مخيّمات ريف دمشق اهمالاً وتهميشاً من حيث الخدمات الأساسية، كالانقطاع المتسمر للتيار الكهربائي وضعف الخدمات البلديّة والصحيّة، وانقطاع المياه عن العديد من أحيائه منذ 8 سنوات.