مخيم خان دنون – ريف دمشق
منذ بدء الأزمة في سوريا جرّاء الحرب وتبعاتها المتواصلة منذ 8 سنوات، والمشاكل الخدميّة في مخيّمات ريف دمشق تتفاقم بتسارع متواتر، تأثراً بالانهيار الحاصل في عموم البلاد، وغياب مشاريع الصيانة وإعادة تأهيل المنشآت الخدمية والحيوية، وأبرزها خطوط الكهرباء التي باتت غير صالحة لأداء وظيفتها، خصوصاً في مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، حيث بدأ الأهالي يستعدون لاستقبال شتاء قد لا يحصلون خلاله على الحد الأدنى من التغذية الكهربائيّة، وذلك لتواطؤ إجراءات التقنين، مع واقع شبكات الكهرباء الداخليّة، التي باتت غير صالحة للاستخدام، وفق ما يؤكد الأهالي.
عدم الحصول على ساعات التقنين
وعبّر العديد من اللاجئين في مخيّم خان دنون لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن تذمّرهم من واقع الكهرباء في المخيّم و الذي لا يشبه مثيله في مناطق أخرى، حيث باتت تصل فترة الانقطاع لأكثر من 6 ساعات متواصلة، وما أن تعود التغذيّة حتّى تعاود الانقطاع بعد دقائق بسبب احتراق خط تحويل في حارة أو أكثر، أو اشتعال عامود كهرباء بسبب الأمطار.
وفي هذا الإطار أكّد "أبو أحمد أبو جيّة" من سكّان مخيّم خان دنون لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ أهالي المخيّم باتوا محرومين من ساعات التغذية المحددة وفق جدول التقنين المتبع من قبل وزارة الكهرباء، مشيراً إلى أنّ معظم المناطق المجاورة تستفيد من 3 ساعات تغذية مقابل 3 ساعات قطع، أمّا في المخيّم فتمتد ساعات القطع إلى 4 ساعات وأحياناً 6 ساعات متواصلة، والسبب عدم صلاحيّة خطوط الكهرباء داخل المخيّم وعدم إجراء الصيانة اللازمة.
استعدادات لشتاء بلا كهرباء
تفاقم أزمة الكهرباء، ظلل حياة اللاجئين في المخيّم بالمزيد من المعاناة المُعتمة، حيث لا يرون ضوءاً يبشّرهم بشتاء مختلف عن سابقه، بل على العكس من ذلك، يستعد معظمهم لاستقبال شتاء بلا كهرباء، حيث اعتاد الأهالي على التحضر نفسيّاً للاحتمال الأسوأ وفق اللاجئ "أبو جواد" الذي عبّر عن قلقه لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بهذا الصدد، نظراً لاعتماد العديد من المنازل في أمور التدفئة على الكهرباء، بسبب ارتفاع أسعار المازوت والغاز، وفقدانه خلال الشتاء، فيصبح الاعتماد على المدافئ الكهربائيّة كوسيلة بديلة، قد تحيلها أزمة الكهرباء إلى التقاعد.
يؤكّد " أبو جواد" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عدم صلاحيّة خطوط الكهرباء في المخيّم لاحتمال كميّة السحب الكهربائي للمنازل، عدا عن تأثرّها بالأمطار والرياح، التي تؤدي سنوياً إلى تهاوي بعض الكابلات عن العواميد، مُرجعاً السبب في ذلك، لكونها خطوطاً قديمة لم يُجرَ لها أي عمليّة صيانة منذ سنوات طويلة.
وفي هذا الصدد، لفت "أبو جواد" إلى أنّ انقطاع التيار الكهربائي وحرمان الأهالي من ساعات التغذيّة المحددة في جدول التقنين، ليست التبعة السلبيّة الوحيدة لتهتّك شبكة الكهرباء، مشيراً إلى أنّ عدم انتظام عمل المحوّلات والقواطع القديمة، يؤدي إلى مجيء التيار وانقطاعه عدّة مرات خلال دقائق، ما بات يسبب أعطالاً في الأجهزة الكهربائيّة المنزليّة.
مخيّم منسي.. لمن نشتكي؟
وما يجعل حال مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين أكثر رداءةً عن سواه من مناطق ريف دمشق الجنوبي من حيث الواقع الخدمي، هو أنّه مساحة ضائعة بين عدّة بلديّات، حيث لا يعلم الأهالي من هي الجهة البلديّة التي يقع المخيّم ضمن صلاحياتها الخدميّة هل هي بلدة الكسوة أم الطيبة أم الخيارة، ما جعله مساحة منسيّة مهملة، لا تصل شكاوى سكّانه، وفق ما يؤكد "أبو جواد".
يقول "أبو جواد" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين بهذا الصدد، إنّ عدّة شكاوى قد قدّمت لإصلاح شبكات الكهرباء في المخيّم، والتي مضى على عمرها عقود طويلة، وبعضها تعرّض للنهب خلال فترات الانفلات الأمني في مناطق الريف الجنوبي خلال سنوات الأزمة الأمنية التي شهدتها المنطقة، ما اضطّر الأهالي لتمديد خطوط في حاراتهم ومنازلهم، غير مؤهلّة وذات نوعيّات رخيصة.
ويؤكد، أنّ معظم الشكاوى التي تصل إلى مؤسسة الكهرباء في ريف دمشق، يجري تجاهلها مُرجعاً أسباب التجاهل، إلى أنّ معظم المجالس البلدية في المنطقة، لا تعتبر المخيّم ضمن إطار صلاحياتها، لاقتاً إلى أنّ عمليات التأهيل الضخمة، تجري بكتاب من البلدية المسؤولة لمؤسسة الكهرباء، وهذا الأمر لا ينطبق على مخيّم خان دنون وفق قوله.
ويطابق واقع الكهرباء في هذا المخيّم الذي يعتبر من أفقر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، واقع المياه والصرف الصحّي وسواها، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والمعيشيّة جرّاء البطالة وشح الموارد الماليّة، في المخيّم الذي يسكنه 12 الف لاجئ إضافة إلى 17 الف لاجئ نازح عن مخّيمات دمرّتها الحرب في السنوات السابقة.