دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة
الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان رمت بثقلها على المخيمات الفلسطينية، التي تعاني أصلا من تدهور اقتصادي ووضع معيشي صعب للغاية وصل مستواه إلى أدنى من خط الفقر.
وفي ظل غياب المسؤولين عن اللاجئين الفلسطينيين عن المشهد وتقاعسهم عن أداء واجبهم، بحسب وصف اللاجئين الذين لم يُستجب لنداءاتهم خرجت مبادرات خيرية من رحم أوجاع الناس ومعاناتهم.
مبادرة "طبخة الخير" أسسها شباب فلسطينيون داخل مخيم برج البراجنة، يجول المتطوعون فيها على أبناء المخيم لجمع التبرعات كل حسب طاقته وقدرته المادية، وأيضاً هناك لاجئ فلسطيني في الدنمارك يساهم في جمع التبرعات من أوروبا لمساعدة العائلات الفقيرة والأكثر عوزاً.
وفي حديث لبوابة اللاجئين الفلسطييين، قال المتطوع في المبادرة، محمود الزعزوع: إن المشاهدات على الأرض ِأظهرت حجم المأساة التي تعيشها عشرات العائلات داخل المخيم، وأوضح الزعزوع أن هناك عائلات لا تمتلك أي شيء في بيتها وهي بحاجة دائمة للمساعدة حتى تبقى على قيد الحياة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة الفردية غير منضوية تحت جناح أي فريق سياسي، وتعمل لمصلحة أهل المخيم وتتقبل المساعدات المادية والعينية وهي تتكفل في توزيعها على العائلات المستورة، على شكل سلات غذائية تتضمن مواد طبخة يومياً.
مبادرة "شباب للخير" أيضاً انطلقت في أرجاء المخيم، تهدف إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات الفقيرة.
وفي حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين أوضح المتطوع في الحملة علي يونس أنه بعد زياراتهم على الأرض تبين أن هناك عائلات لا تملك غازاً ولا حتى براداً، وبالتالي فهي لا تستطيع أن تطهو الطعام، وبناء عليه قر أصحاب المبادرة توزيع وجبات طعام ساخنة جاهزة للأكل، وأضاف أن المبادرة ستتوسع أكثر لتشمل تقديم مساعدات عينينة ومواد تموينية، وكذلك أدوية لمن يحتاج.
هذه المبادرات خففت قليلاً من آثار الفقر الذي يعاني منه السواد الأعظم في المخيم، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، في ظل ارتفاع نسبة ،ولكن مع أهميتها لا تغني عن دور منظمة التحرير ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذي لا يزال غائباً، فالمخيمات الفلسطينية تحتاج إلى خطط تنموية تسعف اللاجئين ليصمدوا أمام الأزمات، وليس إلى مبادرات آنية تعتمد على تبرعات فردية.
شاهد التقرير