بيروت – لبنان

سلّم ناشطون فلسطينيون مهجّرون من سوريا إلى لبنان، رسالة لإدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" أكّدوا فيها على ضرورة الشروع بتنفيذ خطّة إغاثيّة إسعافيّة عاجلة للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، لاسيما عقب تلقّي الوكالة مؤخّراً منحاً ماليّة في إطار الاستجابة الطارئة لأزمة فلسطينيي سوريا.

جاء ذلك، خلال وقفة رمزية، نظّمتها رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان أمام مقر رئاسة الوكالة في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس 19 كانون الأوّل/ ديسمبر، للتأكيد على مطلب الإغاثة الماليّة والعينية العاجلة والطارئة، والتي تزداد الحاجة اليها مع استمرار التردّي الاقتصادي والمعيشي المتواصل الذي يشهده لبنان في ظل الأزمة الحاليّة.

وكانت وكالة  "أونروا" قد تذرّعت في وقت سابق، بالعجز المالي لديها وعدم توفّر الأموال في خزينتها، لتلبية نداءات الإغاثة العاجلة التي أطلقها اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان، وذلك في رسالة بعثت بها المتحدّثة باسم الوكالة للرابطة في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، مؤكّدةً بذات الوقت مواصلة مساعيها للحصول على تمويل إضافي.

وحول التحرّك، قال رئيس رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان طالب حسن لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ الوقفة تأتي بعد تجاهل الوكالة لمطالب هذه الشريحة من اللاجئين والتي تعتبر الأكثر ضعفاً بشهادة الوكالة نفسها في تقارير النداء الطارئ الصادرة عنها.

وأشار حسن، إلى أنّ الوكالة تلقّت 2 مليون يورو من النمسا، و 20.7 مليون دولار من دولة قطر، إضافة إلى 36 مليون يورو من الصندوق الائتماني الأوروبي، تحت عنوان تلبيّة أزمة فلسطينيي سوريا، مؤكّداً أنّ الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان اليوم بأمسّ الحاجة للاستفادة من تلك المنح.

و لوّح حسن، إلى إمكانيّة تصعيد التحركّات في حال عدم الاستجابة للمطالب، وذلك  عبر التواصل المباشر مع الجهات المانحة ووضعها بصورة أحوال اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان، لتتحمّل تلك الجهات  مسؤولياتها في إيصال المنح الماليّة إلى مستحقيها.

مرحلة الجوع والتشرّد

من جانبه، لفت الناشط حسن خليل موسى وهو لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا ويقيم في مدينة صور، أنّ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين السوريين في صور وسواها، دخلت مرحلة الجوع، مؤكّداً أنّ منازل العديد من اللاجئين المهجّرين قد بدأت تفرغ من الطعام، وصار اعتمادهم الأساسي على الخبز والزعتر الناشف، لعدم قدرتهم على شراء الزيت، بسب ارتفاع الأسعار وشحّ الموارد الماليّة، وعدم كفاية معونة "أونروا" الشهرية من حيث تلبية ابسط الاحتياجات.

وأكّد موسى في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ عائلات عدّة باتت مهددة بفقدان منازلها، بسبب عدم قدرتها على دفع الإيجار بعد إصرار العديد من المالكين على دفع فرق سعر صرف الدولار، موضحاً أنّ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار رفع بدوره قيمة إيجارات المنازل المسعّرة أساسا بالدولار الامريكي، فصار اللاجئ الذي كان يدفع 300 ألف ليرة لبنانية أي ما قيمته 200 دولار سابقاً، ملزماً بدفع 400 ألف ليرة.

وحذّر موسى من مغبّة فقدان الكثير من اللاجئين لسكنهم، جرّاء انعدام قدرتهم على دفع الإيجارات، خصوصاً في ظل شحّ فرص العمل وتفشّي البطالة، ما يجعل إقرار خطة طوارئ عاجلة وزيادة قيمة المساعدات الماليّة ضرورة ملّحة.

مستقبل مظلم

وتضمّنت الرسالة التي سُلّمت لإدارة الوكالة خلال الوقفة، مخاوف اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، مما اعتبرته " مستقبلاً مظلماً ومجهولاً" لهذه الشريحة من اللاجئين في ظل استمرار تهجيرها في لبنان، ضمن شروط معيشيّة معدمة، وأوضاع قانونيّة هشّة.

وطالبت الرسالة وكالة " أونروا" بتوضيح استراتيجيتها التي تتعاطى بموجبها مع هذه الشريحة من اللاجئين، إضافة إلى صياغة خارطة طريق من شأنها تلبية تطلعات اللاجئين المهجّرين وحمايتهم من الضياع الذي يعيشونه بالفعل منذ تهجيرهم من سوريا قبل 8 سنوات، وفق الرسالة.

يذكر، أنّ نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا إلى لبنان، تُصنّفهم "أونروا" من ضمن الأكثر تهميشاً وضعفاً من بين مجتمعات اللاجئين في العالم، ووفق الوكالة الدولية فإنّ نحو  90 % منهم يعيشون تحت خطّ الفقر، أي بأقل من دولارين في اليوم الواحد، وهو المعيار العالمي المُحدد من قبل البنك الدولي، في حين يفتقد 95 % منهم للأمن الغذائي، أي لا تتوفّر لديهم كميّات الغذاء التي تحميهم من الجوع.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد