مخيم قلنديا – شمال القدس المحتلة
 

في 29 آب/أغسطس من العام الماضي، اقتحم جنود الاحتلال منزل عائلة أبو غوش في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، وبعدالاعتداء على أفراد العائلة وترويع الأطفال وتحطيم محتويات المنزل، اعتقلوا الطالبة في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت ميس أبو غوش (22 عاماً).

ومنذ ذلك الحين، تقبع أبو غوش في ظروف اعتقال شديدة الصعوبة، ولا تزال عائلتها تنتظر الإفراج عنها بفارغ الصبر.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أجرى لقاء مع والدة الأسيرة أبو غوش، للإطلاع على آخر المستجدات في هذا الملف وظروف اعتقال ابنتها.

وتجدر الإشارة بداية إلى أن والدة الأسيرة ميس أبو غوش، هي أم الشهيد حسين أبو غوش، الذي استشهد في 25 كانون الثاني/يناير عام 2017، عقب تنفيذ عملية دهس في الذكرى الأولى لاستشهاد ابن عمه حسين.

 

(تشييع الشهيد حسين أبو غوش، شباط/براير 2017)​​

 

كما أنها والدة الأسير المحرر سليمان، الذي أفرج عنه قبل نحو أسبوعين من سجن "عوفر".

(استقبال والدة الأسيرة ميس أبو غوش لابنها سليمان عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال، 3 كانون الثاني/يناير 2020)

 

ظروف اعتقال قاسية وعنف

وأشارت والدة أبو غوش، إلى أن محكمة الاحتلال في "عوفر"، أجلت محاكمة ابنتها حتى التاسع والعشرين من الشهر الحالي، موضحة أنه لا توجد لائحة اتهام واضحة بحقها، غير أنها ناشطة طلابية.

أما حول أساليب التحقيق وظروف الاعتقال، فذكرت أن ابنتها رفضت بداية الحديث عن هذا الموضوع خلال زيارتها لها في السجن، لكنها عادت وأكدت أن التحقيق كان لئيماً جداً وقاسياً، مؤكدة أن عنفاً شديداً مورس عليها.

وفي هذا الصدد، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عقب زيارة محامية تابعة لها الأسيرة أبو غوش، إن ميس تعرضت إلى تنكيل ممنهج من قبل محققي الاحتلال، إذ كانت "جولات التحقيق لساعات طويلة قضتها وهي "مشبوحة" على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة".

وبعد أيام، بدأ التحقيق العسكري معها والذي تخلله شبح على طريقة (الموزة والقرفصاء)، إضافة إلى صفعها وضربها بعنف وحرمانها من النوم. 

ولفتت الأسيرة أبو غوش بإفادتها إلى أنه في إحدى المرات حاولت الهروب من أيدي المحققات والجلوس بإحدى زوايا الزنزانة، لكن المحققة قامت بإمساكها وبدأت بضرب رأسها بالحائط وركلها بقوة والصراخ عليها وشتمها بألفاظ بذيئة، كما وتعمد المحققون إحضار أخيها وذويها لابتزازها والضغط عليها، لإجبارها على الاعتراف بالتهم الموجهة ضدها.

وأشارت إلى أن ظروف الزنازين، التي كانت تُحتجز بها طوال التحقيق معها، كانت غاية في القسوة وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، بالإضافة إلى معاناتها من دخول المياه العادمة إلى زنزانتها، والتي كانت تفيض على الفرشة والغطاء.

وذكرت أنه في إحدى المرات تعمد المحققون إدخال جرذ كبير إلى الزنزانة لإيذائها، عدا عن مماطلتهم في الاستجابة لأبسط مطالبها كحرمانها من الدخول إلى الحمام، واستفزازها والسخرية منها.

وخضعت أبو غوش للتحقيق لـ 30 يوماً، ومن ثم نُقلت إلى معتقل "الدامون" حيث لا تزال موقوفة.

 

اشتياق وافتخار

لكن، وعلى الرغم من هذه الظروف بالغة القسوة، أكدت والدتها لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن ميس "قوية وجامدة وقد حالها"، مشددة على افتخارها وعائلتها بها ودعمهم الكامل لها، مشيرة إلى أن ابنتها مرت بفترة صعبة في السجن لكنها تجاوزتها.

وفيما يتعلق باشتياق العائلة لابنتهم، قالت والدة أبو غوش إن أخوي ميس الصغيرين، إيليا (4 أعوام) وزين (عام)، يعبّران يومياً عن اشتياقهما إليها ويذهبان إلى غرفتها للبحث عنها، حتى إنه حينما خرج أخوهم سليمان من السجن، قالا له نريد أن تحضر ميس إلينا.

وأوضحت الأم أنها أخذتهما إلى معتقل "الدامون" لتجمعهما بأختهما ميس، إلا أن الاحتلال لم يسمح بذلك، ليكتفيا بالنظر إليها من بعيد ويجهشان بالبكاء، وتجهش معهما ميس أيضاً.

(سجن الدامون)

 

رسالة إلى ميس

وحينما طلب مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من الأم توجيه رسالة لابنتها الأسيرة، بدت الدموع في عينيها وهي تقول: "سامحينا.. ما قدرت أسوي إشي حتى أبسط الحقوق اللي إلك ما قدرت أعطيكي ياها..".

ودعت ميس أيضاً إلى أن تحوّل ما جرى معها إلى دافع وقوة، وليس إلى انكسار، متمنية خروجها القريب من السجن وإكمال جامعتها ودراسة الماجستير.
 


وشكرت أم ميس جميع المتضامنين مع ابنتها، ودعت إلى تكثيف الحملات الداعمة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، بهدف الضغط على الاحتلال وكشف جرائمه وانتهاكاته بحقهم.

كما وجهت في الختام تحية إلى الأسير، أحمد زهران، الذي علّق إضراباً عن الطعام استمر 113 يوماً بعد التوصّل لاتفاق مع إدارة سجون الاحتلال حول اعتقاله الإداري.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد