مخيم درعا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
القصف المتواصل ودمار نحو 75% من مباني وممتلكات المدنيين في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، واستشهاد أكثر من 200 مدني جراء هذا القصف، كانت من أكثر الأسباب التي أدت إلى حدوث موجات نزوح متفرقة شهدتها بعض أحياء المخيم، فكان عدد سكان المخيم قبل العام 2011 يقدر بحوالي 8000 عائلة، وبدأ العدد يتناقص باستمرار حتى وصل العدد بعد اشتداد القصف 400 عائلة، واليوم مع تطور الموقف والوضع الراهن وسوء الوضع المعيشي وتدني مستوى الخدمات بكافة، أنواعها وانقطاع مياه الشرب منذ حوالي الثلاث سنوات ونصف، لم يبقَ من أهالي المخيم سوى 190 عائلة فقط تعيش رغم ظروف الحياة السيئة.
ومن يمكث في المخيم حتى الآن "أصبح يعيش في قلق دائم في نومه وصحوه" بحسب ما عبر "سعيد" أحد سكان مخيم درعا للبوابة، الذي تحدث لنا عن "الخوف والحذر والترقب كل ليلة، لا بل أحيانا هنالك دقائق تمر كالسنوات جراء صواريخ الفيل" وذلك إثر معاودة قصف المخيم منذ عدة أشهر بصواريخ أرض أرض (صواريخ الفيل ذات التصنيع المحلي ) التي تحمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة والشظايا المتعددة، وما تملكه من قوة تدميرية تسبب بسقوط بناء مكون من ثلاثة طوابق، ما جعل حالة الرعب والهلع بين الأهالي وخاصة الأطفال، لما نتج عنه من شهداء وحالات إصابة مختلفة، وجرحى نجوا من الموت بإعجوبة نتيجة استخدام هذا السلاح.
وعند سؤال "سعيد" عن أكثر اللحظات رعبا، أجاب أنه: "في كل ليلة عند سماع صفارات الإنذار تتنبأ بدخول سيارة الفيل التي تقوم بضرب الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، يسود هاجس كبير بين جميع السكان، ومن يكون نائما يصحو، وجميع من بقى يظن أنه قد يفارق الحياة بأي لحظة وأن حياته مختصرة في المدة الزمنية بين إطلاق الصفارات وانطلاق الصاروخ لحين سقوطه"
إذ "تلتقط الأنفاس الأخيرة بعد خروجه وهو في الهواء وهنا لا يبقَ للسكان سوى الدعاء فهو سيد الموقف والكلام"، و"عند سماعنا صوت سقوطه المرعب نتلمس أجسادنا لنرى إن بقينا أحياء، من ثم نستأنف حياتنا على عجل وننطلق إلى بقية المنازل لتفقد ساكينيها".
وتسود تلك الحالة بشكل دائم يوميا و"ما يأزم الأوضاع أكثر هو قرب وتلاصق المباني والشوارع داخل المخيم وقلة ساكنيه ما يجعل نسبة الإصابة والدمار مرتفعة في كل مرة يطلق فيها صاروخ فيل".