مخيم نهر البارد – طرابلس
لليوم الثامن على التوالي، يواصل اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد اعتصامهم في خيمة أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وإغلاق طريق في المخيم بالباصات.
وتتضمن مطالب المعتصمين سواء من الوكالة أو منظمة التحرير: إقرار خطة طوارئ إغاثية عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحسين عمل عيادة الوكالة في مخيم نهر البارد، وزيادة عدد العاملين فيها وتوفير الدواء، وأخيراً إضافة عدد من عائلات المخيمات في جداول الشؤون الاجتماعية في منظمة التحرير، بسبب العوز الفقر الشديد.
وكشف الحراك الشعبي في المخيم، على لسان مسؤوله محمد أبو قاسم، عن "ضغوطات من كل الجهات لفك اعتصام الباصات، لكن المطلب الأساسي في هذه الجزئية تحديداً يتعلق باللقاء مع مدير عام "أونروا" في لبنان، كلاوديو كوردوني".
ويذكر في هذا الصدد، أن بعض الأهالي في المخيم استاؤوا قليلاً من الاعتصام، لأن وفداً ألمانياً إلى المخيم معنياً بمتابعة إعادة إعمار البيوت التي هدمت خلال الحرب عام 2007 ألغى زيارته حين علم بالاعتصام.
وقال الناشط في المخيم بشار نصار لموقعنا: إن مهمة الوفد الذي كان مقرراً أن يزور المخيم هو متابعة آخر ما تم إنجازه بخصوص إعادة إعمار البيوت المهدمة، وإكمال دفع مبالغ كان قد تبرع بها الجانب الألماني لإتمام الإعمار، حيث ما يزال المخيم بحاجة خمسة ملايين دولار لاستكمال عملية الإعمار، مضيفاً أن أصحاب البيوت التي لم يعاد إعمارها بعد هم من استاؤوا من الاعتصام، لأن الوفد الألماني تذرع به لإلغاء الزيارة، وبالتالي تعطيل أو تأجيل إعمار بيوتهم.
وأنهى أمس، المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالإنابة، كريستيان ساوندرز زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى لبنان، دون تحقيق أي من المطالب التي ينادي بها اللاجئون الفلسطينيون، وتحديداً إقرار خطة طوارئ للتخفيف من المعاناة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة، غير إنه قال بأن الخطة جاهزة ولكنهم بانتظار إيجاد ممول لها.
ساوندرز لم يزر نهر البارد، رغم التسهيلات التي قدمها المعتصمون
لكن اللافت في هذه الزيارة، التي جال فيها ساوندرز على عدد من المخيمات الفلسطينية، والتقى فيها عدداً من المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، إلى أنه لم يزر مخيم نهر البارد، على الرغم من الاعتصام المستمر فيه ومناشدات الأهالي المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي هذا الصدد تحديداً، أكد أبو قاسم، أن الحراكات في نهر البارد أصدرت بياناً ترحيبياً بزيارة ساوندرز وسهلت جميع الأمور بهدف إنجاحها، محمّلاً الوكالة مسؤولية عدم إتمام الزيارة.
وكشف أنه جرى إبلاغهم بأن "الوفد لا يعتزم زيارة المخيم بسبب التصعيد في المخيم.. علماً أننا أوقفنا التصعيد تسهيلاً للزيارة"، وفق قوله.
وطالب أبو قاسم الوكالة بالشروع بخطة فورية لحين وصول أموال المانحين، عبر الاستدانة من الأمم المتحدة أو بسحب أموال من خزينتها أو أي وسيلة أخرى، "فالوضع لا يتحمل أسابيع أو حتى أيام لهذا نطالب بخطة سريعة..".
يذكر أن ساوندرز التقى، أمس الأربعاء، ومعه كوردوني والمستشارة القانونية في الوكالة، ماري نحاس شبلي، برئيس مجلس الوزراء اللبناني، حسان دياب، في السراي الحكومي، حيث جرى البحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين واوضاع المخيمات.
وسبق هذا اللقاء لقاء مع وزير الخارجية اللبناني، ناصيف حتي، وسفير السلطة الفلسطينية في لبنان، أشرف دبور.
وقال ساوندرز، الإثنين الماضي، إن "فريق عمل الوكالة في لبنان أعد خطة للتدخل الطارىء لتقديم مساعدات نقدية للاجئين الفلسطينيين، ونسعى لإيجاد تمويل لهذه الخطة كي نتمكن من صرف المساعدات".