فلسطين المحتلة
قال مدير مركز الأسرى للدراسات، د.رأفت حمدونة، اليوم السبت 22 شباط/ فبراير، إن "الاحتلال لا يحتاج إلى مبرّرات من أجل اعتقال أو التنكيل بالأطفال والفتية، هذا إجراء متعمّد لأنهم يتعاملون مع الطفل أنه سيكون شابًا في المستقبل وسيحمل قضية، وشاهدنا كيف تعامل الاحتلال مع الطفل أحمد مناصرة من أجل دب الرعب والإرهاب في نفوس الأطفال"، مُعتبرًا أن "الاحتلال لا يحتاج إلى مبررات مثل إلقاء الحجارة على الجنود أو النية بتنفيذ عملية، هو يستهدف الطفولة بدون مبررات، الأطفال اليوم يعانون شتى أنواع التعذيب داخل سجون الاحتلال، رغم أن كل الاتفاقيات تكفل حقوقهم التي تنتهكها سلطات الاحتلال".
وجاء كلام حمدونة المُختص أيضاً في الشأن الإسرائيلي خلال اتصالٍ هاتفي أجراه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تعقيبًا على ما قام به جنود الاحتلال يوم أمس الجمعة، إذ أطلق جنود الاحتلال النار على الطفل محمد عبد المجيد صرمه وأصابه بالرصاص شرق رام الله، ويقبع الآن بوضع صحي صعب في مستشفى شعاري تصيدك الإسرائيلي.
وأطلق جنود الاحتلال النار صوب مركبة كان يستقلها الطفل صرمة برفقة 3 فتية آخرين قرب بلدة بيتين شرق رام الله، واعتقلوا الفتية جميعًا، وزعم الاحتلال بعد ذلك أنهم كانوا "سينفذون عملية دهس".
وأشار حمدونة إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمَّد اعتقال الأطفال الفلسطينيين من بوابات المدارس والفصول الدراسية، وحتى من أحضان أسرهم".
وتابع المختص الفلسطيني: "الاحتلال يتعامل مع الأطفال بكل قسوة خلال التحقيق، حتى بشدة أكثر من البالغين، مستغلاً ضعف بنيتهم الجسمانية والنفسية، ومن الممكن أن يرعبهم ويعرضهم للكثير من التعذيب".
وأوضح حمدونة "حتى في طريقة الحكم على الأطفال من الممكّن أن يصدر الاحتلال أحكامًا من 10 إلى 20 عامًا، وهناك قوانين خاصة بهذا الأمر، ويلجأ الاحتلال لتعذيب الأطفال نفسيًا عن طريق اعتقال الأهل وهدم البيوت، وما بعد الاعتقال يكون هناك أحكامًا ردعيّة".
وطالب حمدونة "كل المؤسسات التي تعنى بالطفل بالتدخل العاجل من أجل الضغط على الاحتلال للالتزام بالاتفاقيات التي تكفل الحماية للطفل الفلسطيني الذي تُنتهك حقوقه كل يوم".
ويُعاني الأطفال الأسرى في السجون والمعتقلات من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية؛ فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، إضافة إلى الاحتجاز مع أطفال جنائيين، والإساءة اللفظية والضرب والعزل والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض، كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم، بحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.