لبنان
 

سادت حالة من الذعر الشديد، أمس الإثنين، في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان. فبلا أي تأكيدات أو حد أدنى من المسؤولية، شرعت مختلف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعها مجموعات الواتس آب، بنقل خبر يفيد بالاشتباه بإصابة شخص بفيروس "كورونا" في المخيم، ليتبين بعدها بساعات، أن المريض لا يعاني سوى من ألم في الأسنان تسبب في ارتفاع بالحرارة.

هذا ما أكده نائب رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، أبو إبراهيم أبو الدهب، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وفيما يتعلق بمدى التزام أهالي المخيم بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلى في حالات الضرورة القصوى، ذكر أبو الدهب أن النسبة تتراوح بين 60 و70%.

كما جدد دعوته إلى الأهالي للالتزام بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، مؤكداً منع التجمعات والاختلاط في المقاهي والمراكز ومحلات ألعاب الأطفال، وإغلاق المدارس والمطاعم.

وأوضح أنه يجري تعقيم دوري للشوارع والأزقة من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشدداً على وجود تنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر اللبناني عند الاشتباه بأي حالة لمتابعتها.

 

"أونروا": لا إصابات في مخيمات لبنان

 إلى ذلك، أكد رئيس قسم الصحة التابع لـ "أونروا" في لبنان، الدكتور عبدالحكيم شناعة، عدم تسجيل أي إصابة بفيروس "كورونا" إلى الآن في أي من مخيمات لبنان.

وشدد أن جميع الحالات التي اشتبه فيها، وهي ستة بين الفلسطينيين في هذا البلد، تبين أن نتائجها "سلبية".

وفي حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح شناعة أن "أونروا" بصدد الانتهاء من إنشاء مركز عزل في منطقة سبلين، بحيث يبقى فيه الملزمون بالحجر المنزلي بشكل طوعي.

كما أكد أن "أونروا" نسقت مع مستشفى رفيق الحريري الحكومي، بهدف تسهيل استقبال أي مصاب فلسطيني، داعياً من يشعر بأي من عوارض الفيروس إلى الاتصال بالخط الساخن للمستشفى، أو بمسؤولي الصحة التابعين للوكالة والمنتشرين في مختلف المناطق اللبنانية، الذين سيعملون على نقله إلى المستشفى عبر الصليب الأحمر اللبناني.

وشدد أن "أونروا" ستتكفل بتكاليف العلاج لأي مصاب بـ "كورونا" في مستشفى الحريري أو أي مستشفى آخر تعتمده وزارة الصحة اللبنانية، فيما تساهم سفارة السلطة الفلسطينية في لبنان بنسبة 10% من التكاليف.

وأشار شناعة إلى أن "أونروا" على تنسيق دائم مع وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية، كاشفاً أن الوكالة اتفقت مع الفصائل والقوى في المخيمات الفلسطينية على دعوة الناس إلى الالتزام بمنازلهم.

وجدد شناعة دعوة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية كافة إلى الالتزام بالتعبئة العامة، والخروج عند الضرورة فقط.

وفي هذا الشق، أكد شناعة أنه يتحدث من منطلق طبي بحت، باعتباره رئيساً لقسم الصحة التابع لـ "أونروا"، لا علاقة له بمختلف الأوضاع التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، والتي من المفترض أن تناقش مع إدارة "أونروا".

 

"شاهد": الحجر المنزلي من دون توفير المستلزمات الضرورية خطوة ناقصة

وفي السياق، أكدت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، في رسالة وجهتها أمس الإثنين إلى إدارة "أونروا"، أن حجر الناس في المنازل من دون توفير مستلزمات الحياة الضرورية خطوة ناقصة.

كما أشارت المؤسسة في رسالتها إلى أن الإرشادات الوقائية من وباء "كورونا" ليست كافية، موضحة أن الناس المحجورة في منازلها تحتاج إلى رعاية إجتماعية.

واعتبرت المؤسسة أنه "على الرغم من أهمية بث نشرات التوعية والبوسترات وعمليات التعقيم، ونقل المرضى المصابين إلى المستشفى، إلا أن هناك مسؤولية أخلاقية وقانونية لتقديم السلات الغذائية بشكل منتظم، وتوفير مستلزمات الحياة الأخرى وإيجاد برامج للدعم النفسي والإجتماعي للاطفال الذين يصعب ضبطهم بسهولة داخل المنازل" بحسب الرسالة.

وتتواصل حملات التعقيم في أحياء وزواريب المخيمات الفلسطينية في لبنان كافة من قبل اللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية ووكالة "اونروا" وكذلك أطراف لبنانية، كما حدث في مخيم برج البراجنة جنوبي بيروت حيث شملت بلدية الغبيري المخيم ضمن المناطق التي رشتها بالمواد المعقمة، فيما يظهر أهالي المخيمات التزاماً بالحجر المنزلي الطوعي وإغلاق المحال خاصة المتعلقة بألعاب الفيديو والمقاهي والتي تشهد اكتظاظاً في المعتاد، لمنع وصول الفايروس، ولا يخلو الأمر من بعض التجاوزات لا سيما في مخيم شاتيلا.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد