فلسطين المحتلة
قال تقریر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستیطان التابع لمنظمة التحریر الفلسطينيّة، أنّ "مخططات سلطات الاحتلال الإسرائیلي لضم المستوطنات الإسرائیلیة في الضفة الغربیة المحتلة متواصلة، بما فیھا القدس من جھة، واتخاذ الخطوات التمھیدیة لبسط السیادة الإسرائیلیة على غور الأردن وشمال البحر المیت".
وأشار التقریر إلى أنّ "حكومة الاحتلال تواصل استغلال أزمة وباء "كورونا"، لتثبیت أقدامھا ومخططاتھا، حیث تعتزم الربط بین مستوطناتھا في مدینة القدس المحتلة عبر مد خط سكة حدید للقطار الخفیف، وتفید المصادر بأن مداولات أجرتھا ما تسمى "باللجنة اللوائیة للتنظیم والبناء" تظھر دخول القطار الخفیف لمستوطنة (أرمون ھنتسیف) المقامة على جبل المكبر شرق القدس في خطة، تھدف إلى زیادة وتكثیف البناء الاستیطاني بنسبة كبیرة، وجذب مزید من المستوطنین عن طریق توسیع بناء المنازل الاستیطانیة".
وأوضح التقرير أنّ "المركز العربي للتخطیط البدیل داخل أراضي عام 1948 قد كشف قبل أیام عن مخطط تھویدي بدأ الاحتلال التحضیر له لبناء خطي سكة حدید تربط التجمعات الیھودیة بتخوم المسجد الأقصى المبارك، الخط الأول تحت الأرض یصل ما بین الجزء الغربي من مدینة القدس المحتلة ومنطقة باب المغاربة، وصولاً إلى تخوم المسجد الأقصى، والثاني سكة حدید فوق الأرض تجوب أحیاء القدس المختلفة، وینضم ھذا المخطط إلى سلسلة مشاریع أخرى تنفذ بالخفاء في القدس، مثل "نفق الھیكل" الذي یمتد تحت أحیاء البلدة القدیمة ویھدد سلامتھا واستقرارھا، ومشروع "مدینة داوود" الذي تھدد منشآته المختلفة حي سلوان ومنطقة باب المغاربة".
كما كشفت بلدیة الاحتلال في القدس عن مشروع استیطاني على أراضي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة بواقع 410 وحدات استیطانیة، ومرافق عامة وفندق 100 غرفة، وربط الحي الاستیطاني الجدید بشبكة القطار الخفیف وتلك الشبكة العامة بسكة الحدید حتى 2024، كما قررت ضمن مخططاتھا الاستیطانیة التي لا تتوقف ایداع مخطط استیطاني في مستوطنة "جیلو" جنوب المدینة، بحسب التقرير.
وبيّن التقرير أنّ "المخطط یركز على بناء 1300 وحدة سكنیة استیطانیة، و100 الف متر مربع للمباني العامة، و25 الف متر مربع مناطق تجاریة، و20 الف متر مربع لمشاغل و15 الف دونم مناطق مفتوحة،ومخطط بمساحة 83 دونمًا شمال شرق المستوطنة قرب مسارین للقطار الخفیف لإقامة مدرسة ونادي ریاضي وثقافي، ویتضمن المخطط اقامة ثلاثة "دواویر" تشكل مدخل الحي الجدید تقام في محیطھا محال تجاریة ومشاغل، ویتضمن المشروع بناء 10 مبان سكنیة بارتفاع 10-12 طابقًا، وسبعة أبراج من 25-35 طابقًا تشكل بدیلاً عن مركز الاستیعاب القدیم المكون من حوالي 290 وحدة سكنیة".
وتابع: "في الوقت ذاته تواصل سلطات الاحتلال سیاسة التضییق على المواطنین الفلسطینیین في القدس، فقد حررت شرطة الاحتلال نھایة الأسبوع مخالفات مالیة للمشاركین في المظاھرة الأسبوعیة في حي الشیخ جراح بقیمة خمسة آلاف شیقل، وكانت الشرطة قد حاصرت سبعة متظاھرین واستولت على ھویاتھم وحررت لكل واحد منھم مخالفة قیمتھا 5 آلاف شیقل، بمجموع 35 الف شیقل، ویتظاھر أھالي الحي منذ عام 2009 مع متضامنین أسبوعیًا، ضد سیاسة الاستیلاء على المنازل في الحي لصالح المستوطنین، واستمرت التظاھرة خلال الشھرین الأخیرین "منذ الاصابات في الفیروس" وضمن الشروط والإجراءات المتبعة، وكان المتظاھرین تواجدوا ضمن الاجراءات الوقائیة من فیروس كورونا بوضع الكمامات والحفاظ على مسافة تتجاوز المترین، علما أن كافة القرارات التي اتخذت لتقیید الحركة خلال الأسابیع الماضیة لم تمنع التظاھر".
وفي مدينة القدس كذلك وعلى خلفیة الكثیر من ممارسات الاحتلال، حذرت قیادات مقدسیة من "استغلال الاحتلال الإسرائیلي وصول فیروس كورونا المستجد "كوفید 19 "إلى الفلسطینیین في القدس الشرقیة؛ لإعلانھا مناطق "موبوءة" وبالتالي إغلاقھا بشكلٍ كامل، الأمر الذي یمكن أن یمھد في المستقبل لتطھیر عرقي ودیمغرافي صامت للفلسطینیین في عدد من أحیاء المدینة على ایدي سلطات الاحتلال، حیث أن ھناك مناطق مستھدفة على المستوى السیاسي والأمني في القدس الشرقیة، كـمنطقة سلوان، والبلدة القدیمة، والطور، ومناطق مكتظة أخرى ومساحاتھا ضیقة في مخیم شعفاط وقلندیا وكفر عقب، ھذه المناطق بالتحدید، اضافة إلى كافة الأحیاء العربیة الفلسطینیة في القدس تسعى اسرائیل للوصول الى إفراغھا من سكانھا بمبررات كثیرة، ولكن الخطر الكبیر ھو استغلال الاحتلال فیروس "كورونا"، وانتشاره في ھذه المناطق للإعلان عنھا كمناطق موبوءة، وصولاً إلى مبرر لتطھیر عرقي واسع وسریع لھذه المناطق"، كما أفاد التقرير.
وجاء في التقرير: "یواصل المستوطنون استفزازاتھم ضد المواطنین الفلسطینیین مستغلین في ذلك حالة الطوارئ التي تعیشھا الاراضي الفلسطینیة، ففي الوقت الذي یتم فیه تقیید حركة المواطنین في وادي قانا في ضوء تعلیمات حالة الطوارئ، التي أعلنتھا الحكومة الفلسطینیة ومنعت الفلسطینیین من التنزه في الوادي وذلك ضمن الإجراءات الوقائیة لمنع انتشار فیروس كورنا الخطیر، إلا أن المستوطنین من المستوطنات المحیطة یستغلون ذلك للتواجد المكثف في الوادي، ما بات یشكل خطرًا على صحة المواطنین في تلك المنطقة، التي تقع بین ثلاث محافظات، ھي: نابلس، وقلقیلیة، وسلفیت، ویزید من احتمالیة نقل الفیروس للمزارعین الفلسطینیین، الذین صمدوا بالوادي، بالرغم من كل محاولات الطرد المستمرة لھم من قبل قوات الاحتلال".
كما نوّه التقریر إلى أنّ "المستوطنات المحیطة بالوادي قد أصبحت وفقًا لرئیس بلدیة دیر استیا بؤرًا لفیروس "كورونا"، وھو ما تؤكده الإحصائیات في ھذا المجال فضلاً عن أن المستوطنین في المستوطنات المجاورة لا یلتزمون بإجراءات الوقایة من فیروس كورونا، ویتجولون في الوادي بشكل استفزازي على شكل جماعات ما یشكل خطرا على المزارعین الفلسطینیین الذین یزید عددھم على 70 مزارعًا من أصحاب بیارات، ومن مربي النحل والرعاة، ویقول المواطنون في الوادي والمناطق المحیطة أنھم اصبحوا یعیشون في حالة من الخوف عند القدوم إلى الوادي للعنایة بمزروعاتھم الشتویة فما یشاھدونه من المستوطنین یثیر قلقھم خاصة أن الوادي محاط بثماني مستوطنات انتشر فیھا الوباء".
وفي تطورٍ لافت، اعتدى مستوطنون ینتمون إلى منظمة "شبیبة التلال" الإرھابیة على فلسطینیین الأسبوع الماضي وأحرقوا مركبتین كانتا في المكان قرب "شارع 90 "في الأغوار المحتلّ وكان أعضاء "شبیبة التلال" ملثّمین وقذفوا حجارة على الفلسطینیین ورشوا علیھم غازًا مسیلاً للدموع، وكان جیش الاحتلال قد جمع عشرین عضوًا في ھذه المنظمة الإرھابیة، ووضعھم في الحجر المنزلي، وقبل أن یصلوا إلى المنشأة فروا من الحافلة العسكریّة التي كانت منشأة تابعة له قرب مكان الاعتداء، بسبب احتمال تعرضھم للإصابة بالفیروس، وقد زودھم بالأسرة والطعام، وقاموا بالاعتداء على الفلسطینیین"، بحسب التقرير.