الضفّة الغربيّة
نددت فصائل العمل الوطني في بيت لحم، ومؤسسات وشخصيات فلسطينية، اليوم السبت 6 يونيو/ حزيران، بقتل "الشرطة الأمريكية للمواطن الأمريكي جورج فلويد، وبالسياسات الفاشية والعنصرية التي تمارسها إدارة ترامب ضد المواطنين `ذوي الأصول الافريقيّة في الولايات المتحدة"، واعتبرتها الوجه الأخر لممارسات وعنصرية الاحتلال "الإسرائيلي" ضد الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال وقفة جماهيرية نظمتها لجنة التنسيق الفصائلي والمؤسسات الوطنية، في ساحة مؤسسة إبداع في مُخيّم الدهيشة، رفعت فيها الأعلام الفلسطينية، وصور فلويد وإياد الحلاق، وذلك بحضور فعاليات الفصائل الوطنية والمؤسسات والنسوية والنقابية، وحشد من سكّان المُخيّم.
وعبَّر المتحدثون خلال الوقفة عن تعازيهم لعائلة جورج فلويد، والشعب الأمريكي، وعن رفضهم لقمع الشرطة والجيش الأمريكي للمتظاهرين في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدين أنّ "هذا القمع العنصري يوازي القمع الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني من قبل حكومة الاحتلال في تل أبيب التي يرأسها العنصري نتنياهو"، مُؤكدين "تضامنهم مع المتظاهرين في الولايات المتحدة الذين واجهوا سياسة القمع والتنكيل العنصرية بقرار من ادارة ترامب، التي تدعم قمع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه للشعب الفلسطيني".
بدوره، أشار عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد عبد النبي اللحام، إلى أنّه "ليس غريباً على الفلسطينيين الوقوف إلى جانب المضطهدين من شعوب العالم، الشعب الفلسطيني عايش ظروفاً صعبة منذ اثنان وسبعون عاماً وحتى يومنا هذا، وعانى من الممارسات العنصرية للاحتلال في كل جوانب حياته".
وخلال الوقفة أيضاً، قال المطران عطا الله حنا: "إننا نأتي إلى المُخيّم لنتذكر النكبة والنكسة، وما تعرّض له الشعب الفلسطيني من مظالم منذ وعد بلفور وحتى وعد ترامب"، مُؤكداً أنّ "هذه الوقفة اليوم هي لقاء العهد والوعد على البقاء في فلسطين وعاصمتها القدس، وللتأكيد على عدم التنازل عن أي حبة رمل من أرضنا الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّ "الشعب الذي يمارس عليه الاضطهاد منذ ما يزيد عن مائة عام، وما زال يتعرض للاضطهاد، يقف متضامناً مع كل إنسان يعاني من القمع والعنصرية في العالم، هذه الظاهرة العنصرية الخارجة عن السياق الأخلاقي والإنساني والحضاري، ونحن كفلسطينيين مسلمين ومسيحيين نرفض أن يضطهد أي إنسان، بسبب انتماءه الديني، أو لون بشرته أو خلفيته العرقية أو الثقافية".
من جهته، قال محمد الجعفري منسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، إنّ "الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب مناهضة للظلم والعنصرية، لأن لدينا الآلاف من القصص مثل جورج فلويد، والتي كان أخرها إياد الحلاق، ولدينا الأطفال الذين حرقوا في بيوتهم وهم نيام على أيدي العنصرية الإسرائيلية، ولدينا المطران الذي تمت محاولة اغتياله لأنه يدافع حقوق الشعب الفلسطيني وعن حقوق الإنسان"، مُبيناً أنّ "معاناة الشعب الفلسطيني تجعلنا نشعر بحقيقة ما يعانيه الأمريكيون السود اليوم".
وانتقد الجعفري "كل الجهات التي تحاول استهداف الفلسطينيين، فيما يجري بالولايات المتحدة، ونحن نسعى لخدمة الإنسانية والنضال الأممي ودعم شعوب العالم المظلومة، لأننا نعيش في اكبر دولة تمارس العنصرية، ألا وهي دولة الاحتلال".
كما وجّهت دالية أبو عكر رسالة إلى الشعب الأمريكي من الشعب الفلسطيني باللغة الانجليزية، أكّدت فيها أنّ "الاستبداد والاضطهاد، لن يستطيع قتل الفكر والروح الإنسانية"، مُضيفةً: "إنّنا كفلسطينيين نحارب من أجل الحرية والكرامة والعدالة تماماً، كما يُحارب السود من أجل حياتهم ومستقبلهم، فنحن نقف اليوم لندين سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية المنظمة الذي يريد أن يشعل نار العنصرية والقهر في بلاده والعالم، بما فيها فلسطين وسوريا والعراق وأمريكا اللاتينية، وممارسات شرطة ترامب هذه هي ضد حقوق الإنسان، وتلقت التدريبات من جيش الاحتلال، الذي يمارس نفس الاعتداءات على حقوق الفلسطينيين".
وأكّدت أبو عكر أيضاً أنّ "صرخة جورج فلويد "لا استطيع أن أتنفس"، لم تكن هذه كلمات جورج فلويد الأخيرة فحسب، بل أنها الكلمات التي توثق الحياة اليومية للفلسطينيين، نحن أيضاً لا نستطيع أن تنفس، فلويد لا يمثل السود في أميركا فقط، بل يمثل الفلسطينيين الذين صبروا على 72 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي والظلم والتمييز العنصري والطغيان".