تقرير ميرنا حامد
لم تصمد القطاعات والمرافق العامة أمام جائحة كورونا التي طرقت أبواب غالبية دول العالم، فالمواجهة كانت صعبة!.
فايروس صغير تغلغل في العالم أجمع هز كيانه وشل قطاعاته العامة والخاصة بما فيها الرياضة، حيث أُجبر العديد من الأندية على إلغاء أو تعليق أنشطتها حتى إشعار آخر، ودفع باللاعبين إلى الإقامة الجبرية في منازلهم لتفادي الإصابة ونقل العدوى، خاصة بعد إصابة لاعبين ومدربين وحتى رؤساء أندية بفايروس كورونا، ووفاة عدد منهم بعد تدهور حالتهم الصحية.
وكان لأبناء المخيمات الفلسطينية الشغوفين بالرياضة نصيب من هذا الحرمان، فابتعدوا عن التدريبات وممارسة هواياتهم التي غالباً تبقى في سياق الهوايات رغم امتلاكهم الموهبة، نظراً لعدم وجود إمكانيات تراعاها وتحولها إلى احتراف.
حلم يكبر مع تقدم العمر
ابن الرابعة عشر عاماً الطفل أحمد الحاج حسن يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم عالمي، تدرب في نادي "خطوات" وسافر إلى الأردن ثلاثة أيام لتلقي تدريبات احترافية مع اختصاصيين.
عاد إلى لبنان بالتزامن مع الإعلان عن أول إصابة داخل الأراضي اللبنانية، فأجبر على الالتزام بالحجر داخل منزله في مخيم مار الياس ببيروت.
"كرة القدم هي شغف لي" هكذا عبر أحمد عن حبه للعبته المفضلة خلال حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، ولكن شغفه فتر مع تقفه عن التدريبات لاكثر من ثلاثة أشهر، وعدم وجود راعي لمتابعته خلال فترة الحجر المنزلي، ما قد يؤثر على مستواه إن لم يتابع التدريب بجدية وصرامة.
يقول: "الكرة هي جزء أساسي من حياتي حيث لا يمر يوم دون أن أدرب نفسي ولو بأبسط الإمكانيات لكي أصبح لاعباً" ولكن غياب المتابعة قد يؤثر على مستواه الذي بناه خلال سنوات من التدريب.
كرة القدم متنفس للاجئين
كرة القدم في لبنان، وتحديداً الأندية في المخيمات الفلسطينية، أخذت نصيبها من جائحة كورونا التي قطعت أوصال العالم.
ورغم قلة أماكن اللعب والتدريبات داخل المخيمات إلا أن هذه اللعبة تعد متنفساً للاجئين الفلسطينيين لتفريغ طاقاتهم في الرياضة بين الأحياء والأزقة في ظل البطالة والحرمان وسوء الأوضاع المعيشية التي يعيشونها، لكن ساحة التنفس هذه أقفلت أبوابها أمامهم بسبب الوقاية الصحية التي فرضتها الحكومة اللبنانية على أراضيها، واستجابت لها اللجان الشعبية في كافة المخيمات الفلسطينية.
يقول أحمد السيد عضو لجنة إدارية في نادي "شبيبة العودة" في مخيم برج البراجنة لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": " الرياضة تأثرت كجميع المرافق جراء جائحة كورونا، حيث أغلقت جميع الملاعب بسبب الحجر المنزلي الذي أعاق حركة الناس".
ويضيف: "قبل الأزمة كان لدينا تمرينان للاعبين كل أسبوع، ونهاية كل أسبوع كان هناك مباراة، بالطبع هذا كله تبدل مع وصول كورونا، وأصبح اللاعب غير قادر على اللعب بسبب التباعد الاجتماعي".
الرياضي الفلسطيني لا يقل أهمية عن رياضيي العالم، فرغم مرارة اللجوء والمعاناة إلا أن المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب الرياضية التي تحتاج إلى رعاية وتطوير.
خطة عمل للتطوير
وفي هذا الإطار، يقول خالد عبادي، المدير العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في الشتات: إنه "منذ تأسيس المجلس عام 2018 تم وضع خطة عمل لتطوير الأندية من ناحية تشجيع الألعاب الأخرى الفردية والجماعية متل كرة السلة والطائرة، وبدأت اللجنة الأولمبية بتنسيب الأفراد إلى الاتحادات أي أن اللبنة الأساسية لبناء الاتحادات بدأت في لبنان، لكن الظروف التي نمر بها من أواخر العام الماضي أعاقت ألية العمل التي كنا نقرر المضي بها".
ويوضح عبادي أن "الأندية الفلسطينية في لبنان غير مرخصة من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، إنما فقط لديها تسجيل في اتحاد كرة القدم".
ويشير إلى أنه "من بداية عام 2019 الماضي بدأنا بتسجيل عدد كبير من الأندية يصل إلى 19 نادياً، لدينا لائحة شروط لتسجيل الأندية لا تنطبق على عدد كبير منها، والشروط هي أن يكون هناك هيئة عامة، وأن يكون هناك اكتمال للاعبين ولثلاثة ألعاب، وعلى الرغم من سهولة الشروط في لبنان، إلا أن بعض الأندية لم تنجح بها".
في ظل الظروف القاهرة التي تحيط باللاجئين والتي تنعكس على حياتهم اليومية وتهدد مصيرهم، إلا أن الوصول إلى العالمية يبقى هدف الرياضيين الحالمين برفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية، وهوحلم مكبل بقيود اللجوء والحرمان لكنه باقي نصب أعينهم، يحتاج فقط إدارة رسمية وفصائلية جادة.
شاهد التقرير