أكَّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية د.أحمد أبو هولي، مساء أمس الثلاثاء 14 تموز/ يوليو، على "ضرورة تضافر كل الجهود الحكومية والشعبية مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية واستمرار التنسيق بينهم لمواجه وباء كورونا الخطير، ومن أجل الحد من انتشاره وعدم تمدده في ظل التسجيل اليومي لحالات جديدة مصابة بفيروس كورونا داخل المُخيّمات".

ودعا أبو هولي في بيانٍ له عقب لقائه مع مدير عمليات وكالة "أونروا" في الضفة الغربية لويس غوين عبر تقنية الانترنت، الأمم المتحدة والدول المانحة ومنظمة الصحة العالمية إلى "مساندة ودعم وكالة الغوث وتوفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مواجهة فيروس كورونا الذي اجتاح المُخيّمات الفلسطينية في المحافظات الشمالية".

وبحسب بيان أبو هولي، فقد بحث اللقاء "الجهود التي تبذلها وكالة الغوث في مُخيّمات الضفة الغربية لمُحاصرة وباء كورونا، والأزمة المالية التي تُعاني منها الوكالة وانعكاساتها على عمل برامجها وخدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين وعلى أدائها في مواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى خطة أونروا لفتح العام الدراسي في موعده والنمط التعليمي الذي ستعتمده في ظل كورونا والحالة الطارئة التي تشهدها المُخيّمات".

وأوضح البيان أنّ "الاجتماع ناقش الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيين داخل المُخيّمات الفلسطينية في الضفة الغربية في ظل استمرار الاجراءات الوقائية وإغلاق المُخيّمات المصابة بفيروس كورونا"، إذ حذَّر أبو هولي "من دخول المُخيّمات الفلسطينية في الضفة دائرة الخطر مع ظهور عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا في مُخيّمات: عين السلطان وعسكر، وبلاطة، والفوار، والعروب، والدهيشة، وبيت جبرين، وعايدة، وقدورة، والجلزون، وقلنديا، وعين بيت الماء (مخيم رقم1)، وشعفاط، وجنين".

وشدّد أبو هولي على أنّ "هذه التطورات تستوجب التحرّك العاجل للسيطرة على هذا الوباء، وخلاف ذلك ستكون تداعياته خطيرة على المُخيّمات التي تُعاني من نقص في الخدمات والازدحام السكاني وافتقار بيوتها للمعايير الصحية وتفشي الفقر والبطالة في أوساط اللاجئين"، مُشيراً إلى أنّ "وعى المواطن والتزامه هما المحور الرئيسي في التصدي لفيروس كورونا والتغلب عليه بأقل الخسائر".

كما أكَّد خلال الاجتماع على "أهمية استمرار وكالة أونروا في توعية مجتمع اللاجئين بخطورة هذا الوباء ونتائجه الكارثيّة على سكان المُخيّمات"، منوهاً أنّ "اللجان الشعبية في مُخيّمات الضفة الغربية بالتنسيق مع لجان الطوارئ العليا في المحافظات وجهاز الدفاع المدني الفلسطيني ووزارة الصحة ووكالة الغوث تعمل بشكلٍ يومي في تعقيم الشوارع والمؤسسات العامة والمساجد والأماكن العامة ومحيط المناطق الموبوءة، علاوة على توزيع المساعدات الغذائية ومواد التعقيم للاجئين داخل المُخيّمات إلى بيوتهم بالتنسيق مع المؤسسات الشريكة، واستمرارهم في عملية التوعية والإرشاد والتي ساهمت في الحد من انتشار وباء كورونا وعدم تفشيه داخل المُخيّمات، وهذه الجهود نجحت في احتواء الفيروس في مُخيّم بلاطة".

بدورها، أكَّدت مديرة عمليات "أونروا" لويس غوين، أنّ "وكالة أونروا تواصل تقديم ما يلزم للمساعدة في احتواء جائحة كورونا والحد من انتشارها؛ إلى جانب استمرارها في توزيع الطرود الغذائية ومواد التنظيف على الأسر المحجورة علاوة على توزيع الطرود الغذائية على أكثر من 82 تجمعاً بدوياً واستمرارها في تقديم الدعم النفسي وتوصيل الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة للبيوت ومواصلة حملات التعقيم لمرافقها ولأزقة وشوارع المُخيّمات".

 

افتتاح العام الدراسي

وشدّدت لويس على أنّ "هناك خطة لافتتاح العام الدراسي الجديد، والنمط التعليمي للعام 2020-2021 لا يزال قيد النقاش وسيتم تحديد النمط الأنسب سواء التعليم عن بعد أو الجمع بين طرق التعلم وجهاً لوجه النموذج الصفي مع الأخذ بالإجراءات الوقائية والتباعد بين الطلبة والتعلم عن بعد (التعليم الذاتي) بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والدول العربية المضيفة للاجئين وفق تطورات أزمة كورونا".

وبيّنت أيضاً أنّ "أونروا على تواصل دائم ومستمر مع دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية والمحافظين ولجان الطوارئ العليا ووزارة الصحة لخدمة اللاجئين في المخيمات، والوكالة بالتنسيق مع وزارة الصحة واللجان الشعبية أقامت مراكز للحجر الصحي في مُخيّمات بلاطة وعسكر القديم ونور شمس وهي مجهزة لاستقبال المصابين إلى جانب تدخلها لتأمين أماكن حجر للمصابين في مُخيّم الجلزون خارج المُخيّم".

ولفتت أيضاً أنّ "وكالة أونروا تجري اتصالاتها مع اللجان الشعبية في المُخيّمات الأخرى العروب والفوار وقلنديا وشعفاط ومُخيّم عين بيت الماء (مُخيّم رقم واحد) وعين السلطان وبالتنسيق مع وزارة الصحة والمحافظين لإقامة مراكز للحجر الصحي فيها أو في محيطها وتجهيزها بالمعدات اللازمة"، مُشيرةً أنّها "تدرس في الوقت الحالي إعادة عمل العيادات المتنقلة للوصول إلى المناطق المعزولة التي تفرض على ساكنيها التحرّك بقيود وكذلك لعدم قدرة ساكنيها للوصول لعيادات الوكالة بسبب الاغلاقات".

وأشار البيان إلى أنّه "تم الاتفاق خلال الاجتماع على استمرار التنسيق والتشاور بين دائرة شؤون اللاجئين ووكالة أونروا لتحديد أفضل الاجراءات للتعاطي مع فيروس كورونا داخل المُخيّمات والتحرّك السريع باتجاه حشد الموارد المالية لدعم وكالة أونروا".

يُشار إلى أنّ بعض المُخيّمات الفلسطينية بالضفة المحتلة سجّلت إصابات بفيروس "كورونا" في صفوف سكّانها، كما سجلت عدداً من الوفيات أيضاً، ما ينذر باشتداد الخطر أكثر على هذه المُخيّمات التي تشهد اكتظاظاً كبيراً بالسكّان، وفي ظل دعوات ومناشدات من اللجان الشعبيّة لهذه المُخيّمات لحكومة السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بضرورة التدخّل وتزويد هذه المُخيّمات بكافة الإمكانيات لمواجهة هذه الجائحة، أو على الأقل التقليل من وطأتها.

وكالة "أونروا" وبحسب آخر إحصائيّةٍ لها بتاريخ 26 حزيران/ يونيو، أفادت بتسجيل (177) إصابة بالفيروس في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بالضفة وغزة، منها: (129) بالضفة، و(48) في قطاع غزّة، لكنّ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ومن خلال متابعته اليوميّة لأخبار المُخيّمات وشؤونها وآخر التطورات فيها، قد رصد عقب هذا التاريخ تسجيل قرابة (150) إصابة جديدة وثلاثة وفيات في عدّة مُخيّمات الضفة، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى (327)، وكانت النسبة الأكبر في مُخيّم الجلزون الأكثر تضرّراً وسط هذه الأزمة بفعل العدد الكبير للمُخالطين للمرضى داخل المُخيّم.

وفي تقريرٍ نشره بوابة اللاجئين الفلسطينيين أمس الثلاثاء، أرجع مسؤولون في المخيمات السبب في الانتشار السريع للفايروس إلى الاكتظاظ السكاني والمساحة الضيقة، مؤكدين على مسؤولية "أونروا" في خلق حالة وقاية داخل المُخيّمات، مع قصور دور حكومة السلطة الفلسطينية.

متابعات/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد