جددت جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني التحذير من خطر محدق بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان جراء ما وصفته بـ "الاستهتار الشديد" بسبل الوقاية من فيروس "كورونا".
وقال مسؤول دائرة الإعلام في الجمعية، الدكتور عماد حلاق، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "ها نحن اليوم بدأنا نشاهد الخطر يحيط بأبناء شعبنا ويدق أبواب المخيمات، حتى الآن، وفي ظل حملات التوعية والوقاية، ما زال هناك استهتار شديد داخل المخيمات، ولا يوجد التزام بسبل الوقاية، ونحن نقترب اليوم من عيد الأضحى".
القدرات الصحية لا تكفي في حال ارتفاع الأعداد
وشدد حلاق: "لدينا مخاوف من العيد، حيث سيكون هناك انتشار للأهالي لممارسة عاداتهم في الزيارات وتقبل التهاني، والعواقب ستكون وخيمة".
وأضاف: "منذ بداية أزمة انتشار فيروس "كورونا" كنا قد حذرنا نحن وجميع شركائنا في المؤسسات الصحية الفلسطينية التي تعمل ضمن إطار المخيمات، وعلى رأسها وكالة "أونروا"، من ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة واتباع وسائل الوقاية حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه".
وأكد أن الأعداد في لبنان "تتزايد بمعدل 120 إلى 150 حالة يومياً، ونحن كفلسطينيين جزء من هذا المجتمع".
وقال: "المهم أن يعلم الجميع أن القدرات الفلسطينية واللبنانية الصحية في لبنان لن تكفي إذا ازداد العدد وكان هناك حالات تستدعي الدخول إلى المستشفيات للاستشفاء بأعداد كبيرة".
وتابع: "نحن كجمعية، وبالتعاون مع جميع المؤسسات الصحية، على رأسهم "أونروا"، سنقدم كل ما نستطيع حسب إمكانياتنا، ولكن نؤكد أن مكافحة هذا الوباء هي مسؤولية كل شخص وكل رب عائلة.. الالتزام بسبل الوقاية هو العلاج الوحيد لدينا لمكافحة الفيروس، ولا يوجد علاج آخر".
ودعا جميع الأهالي إلى ارتداء الكمامات، وغسل اليدين، والابتعاد عن التجمعات، مؤكداً: "هذا ليس بالكثير أمام ما يمكن أن نعانيه في حال انتشار الوباء لا سمح الله".
فحوصات في مخيم مارالياس
ومع تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا" في مخيم مارالياس، أجرت الجمعية بالتعاون مع اللجنة الشعبية في المخيم فحوصات لعدد من المخالطين.
وأوضح الحلاق أن النتائج ستصدر غداً الثلاثاء.
بدوره، قال عضو اللجنة الشعبية في المخيم، سلامة الزمار: إن اللجنة تنتظر من "أونروا" عبر وزارة الصحة لاستكمال الفحوصات العشوائية في المخيم، مطالباً الوكالة بالإسراع بإجراء الفحوصات داخل المخيم
وكشف أن شخصين من المخالطين، أجريا فحوصات للفيروس بشكل فردي، وقد ظهرت نتائج أحدهما مساء اليوم الاثنين وكانت سلبية، بانتظار النتيجة الأخرى، مشدداً أن اللجنة الشعبية حثت جميع المخالطين على البقاء داخل منازلهم.
وحول الإجراءات الوقائية في المخيم، أشار الزمار إلى أن عناصر الدفاع المدني الفلسطيني المتمثل بمتطوعي الإسعاف والإنقاذ موجودون على مدار الـ 24 ساعة على مداخل المخيم، لأخذ درجات حرارة الوافدين، وتعقيم أي شيء يدخل، ذاكراً أنه جرى إغلاق المداخل الفرعية، وأبقي المدخلان الرئيسيان في الحيين الشرقي والغربي مفتوحين.
وأقرت هذه الإجراءات عقب اجتماع عقد أمس الأحد بين اللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية مجتمعة، حيث طالبوا الأهالي بالالتزام بالتعليميات الوقائية التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس، وأهمها البقاء في المنازل أو اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي في حال الخروج للضرورة، وهو ما بدى اليوم في المخيم، حيث تلتزم نسبة جيدة من السكان بالتعليمات.
يذكر أن رئيس قسم الصحة في "أونروا" الدكتور عبدالحكيم شناعة أكد، أمس الأحد، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وجود إصابة بفيروس "كورونا"(كوفيد 19) في مخيم مارالياس للاجئين الفلسطينيين ببيروت، وقد جرى نقلها إلى مركز العزل في سبلين.