يأتي عيد الأضحى هذا العام على اللاجئين في المُخيّمات الفلسطينيّة كغير عادته في كل عام، فجائحة "كورونا" التي نالت مخيمات اللاجئن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة نصيبها منها، حالت دون إحياء طقوس العيد المعتادة.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تحدّث مع عدّة لاجئين من مُخيّم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، عن العيد وطقوسه، وكيف ستحيى هذه الطقوس هذا العام في ظل تفشي الوباء جائحة.
يقول اللاجئ مارسيل البدوي أحد سكّان المُخيّم: "الوضع كثير سيء في المُخيّم، والحكومة تاركة الشعب لوحده يعني الشعب بيطاحن بحاله مطاحنة، هم بيسكروا البلد على أساس إنه في كورونا، وفش كورونا، ومش عارفين صرنا محتارين، في عنا وباء ولا ما في، معلومات كثيرة ومش عارفين على مين نرد وين نروح شو نساوي (نعمل) وشغل ما في شغل".
بالنسبة للعيد لا يوجد أي ترتيبات
ويُتابع البدوي: "كنت أشتغل في شركة ووقفوني عن العمل لإنو صار تقليص عمال بسبب كورونا والوضع سيء، وبالنسبة للعيد بعرفش ما في عندي أي ترتيب شخصياً للعيد ما في ترتيبات".
في حين قال اللاجئ إلى ذات المُخيّم، زياد عرفة أنّه "لا يوجد أجواء عيد والنفسية تعبانة بسبب مرض "كورونا" وأشياء كثيرة ألغت قصة العيد والفرحة بالعيد".
وعبَّر عرفة خلال حديثه لموقعنا، عن تذمره من طريقة إدارة "صندوق وقفة عز" وآليات توزيع الأموال التي يرى البعض أنّ هذا الصندوق يتم التعامل معه على قاعدة الواسطة والمحسوبية من المتنفذين في السلطة، يقول عرفة: "كانوا يقولولنا في وقفة عز ومش وقفة عز ومنسمع خرّاف (إشاعات) والله بالنسبة للدعم لسا ما وصلنا حاجة".
وفي ذات السياق، يوضح اللاجئ الفلسطيني بلال الأفندي أنّ "المُخيّم يشهد حالة من الهدوء بسبب فيروس كورونا الذي قيَّد الحركة، يعني أساساً ما في أي أجواء للعيد، أو أي تحضيرات لأنه الناس أصلاً منهكة ما في بإيدها مصاري (نقود) عشان تجهّز أو إنك إنت تقدر تشوف هذه الأجواء".
وتابع بلال أنّ "أصحاب المحلات غير قادرين على شراء البضاعة وتجهيز محلاتهم لاستقبال العيد.
أمَّا الأسير المُحرَّر إسحق مصلح، فقد بيّن لموقعنا أنّه "لا يوجد أي تحضيرات تشبه ما سبق بالنسبة للعيد، يعني كنّا في السابق في بداية عام 2000 عندما يأتي العيد يكون هناك شهداء ويكون هناك بيوت حزينة وكانت المواجهات مع العدو على أشدها فبالتالي لم يكن هناك عيد، ولكن كانت الفرحة تعم وتكون أقل ما فيه فرحة في القلوب".
فرحة زائفة تعكرها المنغصات
وأردف حديثه لموقعنا، بالقول: "اليوم ما نراه حتى في القلوب ليس هناك مكان للفرح ظروف صعبة جداً، وظروف اقتصادية سيئة للغاية، والاحتلال يزيد من غطرسته وبطشه على شعبنا، وفي ذات الوقت وباء كورونا الذي شتّت الأفراح وشتّت الناس وجعل حالة الود تفتر شيئاً فشيئاً بين الناس".
كما وتواصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مع عضو لجنة الطوارئ في مُخيّم الدهيشة عامر ضراغمة، الذي أكَّد بدوره، على أنّ "العيد وكما كل عام هو للأطفال الصغار فقط، فهذا العيد يأتي هذا العام في ظل حالة اقتصادية سيئة للغاية وظروف معيشية لا تُطاق".
بالإضافة إلى وباء "كورونا" نعاني من وباء الاحتلال
حالة من القصور تطغى على عمل "أونروا"
وأشار ضراغمة إلى أنّه "بجانب فيروس كورونا الذي يشكّل خطراً على المُخيّم، هناك أيضاً فيروس الاحتلال، إذ اقتحمت قوات الاحتلال المُخيّم قبل أيام وأصابت عدّة شبّان من أبنائنا، وهذا الاحتلال يشكّل خطراً دائماً على جميع سكّان المُخيّم"، لافتاً إلى أنّ العيد هذا العام "يأتي على المُخيّمات الفلسطينيّة في ظل حالة من القصور تُمارسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا وعدم تقديم الخدمات المطلوبة منها بالشكل المطلوب".
وحول إقامة صلاة العيد داخل المُخيّم، طالب ضراغمة كافة السكّان بالالتزام بكافة إجراءات الوقاية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية للحفاظ على حياتهم، مضيفاً: "غداً لدينا صلاة العيد وسيقوم مركز شباب الدهيشة بتوزيع الكمامات والكفوف على المصلين ومحاولة تنظيمهم والحفاظ على المسافة بينهم وفق إجراءات السلامة والوقاية".
ويأتي عيد الأضحى على المُخيّمات الفلسطينيّة في الضفة المحتلة، وسط نداءات عديدة أطلقتها اللجان الشعبيّة طالبت فيها حكومة السلطة الفلسطينيّة، ووكالة "أونروا" ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، بالوقوف أمام مسؤولياتهم في دعم وإسناد المُخيّمات الفلسطينيّة ودعم صمود سكّانها.
شاهد التقرير