لم يأتِ عيد الأضحى هذا العام كما المعتاد على أهالي مُخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، إذ خيّم على المشهد العام غصة عارمة أنتجت حركة تجوال قليلة للمصلين وزوار المقابر التي بالعادة كانت تشهد اكتظاظاً شديداً.

هذه الغصة خلفتها مخاوف من تهديدات وباء "كورونا" الذي عاود الانتشار بكثافة في المناطق والمدن اللبنانية وصولاً إلى بعض المُخيّمات، ما ألقى بظلاله على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نتجت عن حظر التجوال في البلاد، ما أثر بشكلٍ كبير على مشتريات الناس وأجواء العيد في المُخيّمات.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تجوّلت في مُخيّم عين الحلوة واستطلعت أجواء صباحية العيد عن قرب، وحاورت بعض أهالي المُخيّم.

 

عيدنا يوم عودتنا

بدوره، قال الفنان الفلسطيني وليد سعد الدين إنّ "الفلسطيني فرحته الأساسية تكون يوم عودته إلى بلده وأرضه، فنحن شعب مرحروم من وطن وأرض"، لافتاً أنّ "العيد في اللجوء وخصوصاً هذا العام لا نكهة له، فعادة تكون رائحة الكعك تفوح في حارات المخيمات، لكن هذا العيد افتقدنا لهذه العادات نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، ونتيجة جائحة كورونا بخاصة في ظل الاكتظاظ السكاني الذي نعيشه في مخيم عين الحلوة وسط حالة من القلق والتخوف من وصول الفايروس إلى المخيم".

5-1.png

وتمنى سعد الدين خلال حديثه لموقعنا أنّ "يحل العيد المقبل على اللاجئين وأن لا يبقوا في هذا البلد، إنما يعودون إلى الوطن، فهناك العيد أجمل وله بهجة أكبر له ريحة ولون وطعم".  

من جهته، أكَّد اللاجئ جمال زعطوط في حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ "فرحة العيد غائبة هذا العام عن مخيم عين الحلوة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل تدهور قيمة الليرة اللبنانية وغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية في لبنان بشكل عام وفي المخيمات".

5-2.png

غلاءٌ حرم أطفالنا الفرحة   

ورأى أنّ "العيد هو للأولاد حيث يلبسون عادة ثياب العيد ويذهبون للمراجيح، لكن هذا العام حرموا من ثياب العيد بسبب غلائها حيث يمكن أن يصل سعر القطعة إلى 150 ألف ليرة لبنانية".

من ناحيته، اعتبر اللاجئ محمد سليم أن "الغلاء والوباء ذبح الناس، فضلاً عن الأوضاع الأمنية المتوترة التي عاشها المخيم قبل يومين، ناهيك عن جائحة كورونا التي دمرت البلاد"، داعياً إلى "ضرورة الالتزام بالكمامة لأن الوقاية خير من ألف علاج".

5-3.png

أما اللاجئ حسين الناطور، فقال لموقعنا، أنّ "هذا اليوم جعله الله ليكون عيداً نحتفل به، لكن أجواء العيد غائبة عن المخيم هذا العيد نظراً لحالة الطفر والغلاء التي يعيشها الأهالي وحالة كورونا التي زادت همومنا"، خاتماً حديثه بغصة قائلاً: "العيد لما نرجع على فلسطين ونصلي بالقدس".

5-4.png

أمنيات أهالي مُخيّم عين الحلوة في العيد يجمعها الحنين والشوق للعودة إلى الوطن الذين حرموا منه قبل اثنين وسبعين عاماً. أعوام طويلة عاشها اللاجئون مثقلين بالفقر والحرمان وتضييق الخناق عليهم، لكنهم ما بدلوا تبديلا عن حلم العودة.

لبنان-خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد