"أنا لا أريد العودة لفلسطين الماضي، فلسطين الانتدابية حيث الصبار والرمان وطواحين الماء لأنها ببساطة غير موجودة إلا في الذاكرة. وعندما تصبح فلسطين رومانسية يغدو حق العودة طوباوياً وهذه الرومانسية للعودة تبعدنا عن العودة نفسها. أنا أريد العودة إلى فلسطين المستقبل التي لا بد وأن تتطابق فيها الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة مع جغرافيا الوطن الكامل. اتفاقية أوسلو تنازلت عن جزء من الوطن مقابل الدولة واستعاض أصحابها عن العودة بحكاية العودة. والعودة بهذا المعنى كانت فلكلورية، مع تقديري واحترامي لهذا المكوّن في هويتنا، إلا انه تضخم بحيث أصبحت الدبكة الشعبية بديلاً عن برنامج العودة. اُستبدلت العودة فيما يُشبه العودة واختزل الوطن إلى ما يشبه الوطن بعدما تحوّلنا من حركة تحرر إلى سلطة لا تملك سيادة فغدونا ما يشبه حركة التحرر، ولسلطة لا تشبه السلطة. وهذا التضخم اللغوي الرومنسي جاء ليعوّض غياب فعل التحرير، فأبعد فلسطين بدل أن يقربها".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد