قضى اللاجئ الفلسطيني محمد دغيم متأثراً بجراح أصيب بها جراء الانفجار الضخم الذي شهده مرفأ بيروت عصر اليوم الثلاثاء 4 آب/ أغسطس 2020.
وينحدر دغيم من قرية الكابري قضاء عكا، وكان في الأربعينيات من عمره ويقطن في شارع بعجورة حارة حريك بالضاحية الجنوبية ببيروت.
وقال وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، إن الحصيلة الأولية (لحين كتابة الخبر) لضحايا انفجار مرفأ بيروت الهائل بلغت 73 وفاة و3700 جريح والعدد قابل للازدياد.
وقال وزير الداخلية اللبناني، محمد فهمي، في بيان لمكتبه، إنه يجب انتظار التحقيقات لتحديد سبب الانفجار الذي هز العاصمة بيروت، لكنه أضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن مواد شديدة الانفجار هي التي تسببت بالحادث.
وفي سياق متصل، ذكر بدري ضاهر، مدير عام الجمارك اللبنانية، إلى أن مادة "النترات" هي سبب الانفجار مشيراً إلى انفجار أطنان منها.
بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، إن "لبنان اليوم منكوب وما حصل لن يمر من دون حساب وهذا وعد للشهداء".
وتوجه بنداء عاجل إلى "الدول الصديقة والشقيقة أن تقف إلى جانب لبنان وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا".
وكان دياب أعلن يوم غد الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت.
مستشفيا الهمشري وحيفا تستقبلان الجرحى والمتبرعين بالدم
استنفار فلسطيني لتلبية المناشدات اللبنانية
وفور حدوث الانفجار، وسماع عدد الضحايا الكبير ومناشدات المستشفيات والطواقم الطبية اللبنانية، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية تسخير كافة مستشفياتها وطواقمها الطبية لتلبية تلك المناشدات.
وأكد المسؤول الإعلامي للجمعية، الدكتور عماد الحلاق، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن طواقم الجمعية من صيدا وصور توجهت إلى بيروت لمؤازرة نظيرتها اللبنانية، فيما فتح مستشفى الهمشري أبوابه للتبرع بالدم.
وفي مخيم برج البراجنة، استقبل مستشفى حيفا، التابع للجمعية، عدداً جرحى من مناطق الأشرفية والكارنتينا والضاحية.
من جهته، وجه سفير السلطة الفلسطينية في لبنان أشرف دبور دعوة إلى طواقم الهلال الأحمر للمساهمة في إسعاف المصابين.
طواقم الدفاع المدني الفلسطيني توجهت إلى بيروت لإطفاء الحرائق الكبيرة الناجمة عن الانفجار
كما تشارك فرق الإسعافات التابعة لجمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية إلى جانب كافة فرق الإسعافات في انتشال وإسعاف ضحايا الانفجار.
وفي هذا السياق، أكد عضو الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، باسم نصار، أن طواقم الدفاع توجهت عقب الانفجار مباشرة للمساعدة في نقل المصابين إلى مكان آمن تمهيداً لتسليمهم إلى الهيئات المختصة بنقلهم إلى المستشفيات.
وأشار، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، توجهت، بالتنسيق مع الدفاع المدني اللبناني، إلى بيروت لإطفاء الحرائق الكبيرة الناجمة عن الانفجار.
أبناء المخيمات يلبون نداء التبرع بالدّم
ومع إعلان وسائل الإعلام اللبنانية عن حاجة المستشفيات للمتبرعين بالدم، لبى العشرات من اللاجئين الفلسطينيين النداء وتوجهوا للتبرع بدمائهم.
وفي هذا السياق، قال مدير مركز التنمية للدفاع عن حقوق اللاجئين، سامر مناع، إن هذه المصيبة الكبيرة التي حلت ببيروت تعني كل إنسان فلسطيني مثل ما تعني كل إنسان لبناني.
بيروت هي جزء من تكوين ودم الفلسطينيين
وشدد أن "بيروت هي جزء من تكوين ودم الفلسطينيين، الذين أثبتوا أنهم شعب معطاء هي التي عشنا فيها وولدنا فيها وهي جزء من تكويننا ودمنا وأثبت الشعب الفلسطيني ومستعد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل بيروت، وذلك من خلال استنفار جميع القطاعات للمساعدة الطبية والميدانية عقب الانفجار."
كما أشار مناع إلى أن مئات الشبان الفلسطينيين من المخيمات تبرعوا بالدم تلبية لمناشدات المستشفيات اللبنانية في ظل العدد الكبير للمصابين، كما أعلن كثير من الفلسطينيين القاطنين داخل المخيمات وخارجها، أن منازلهم مفتوحة للمتضررين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
وكان ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، دعا في بيان له أبناء المخيمات الفلسطينيو خاصة مخيمات بيروت إلى التبرع بالدم "والقيام بواجبهم الأخوي والتضامني تجاه الأشقاء في لبنان"
كذلك أكدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق ودعت أبناء الشعب الفلسطيني للتعبير عن تضامنهم مع أشقائهم اللبنانيين.