تظاهر المئات من الفلسطينيين، يوم أمس الأحد 16 آب/ أغسطس، في مُخيّم جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك رفضاً للتفاق التطبيعي الثلاثي "الأمريكي – الإسرائيلي- الإماراتي"، والذي وصفوه باتفاق "الخيانة والعار".
ورُفع خلال التظاهرة التي نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أعلام فلسطين والشعارات المنددة بهذا الاتفاق.
وأكَّد المشاركون على أنّ "فلسطين ليست للبيع، والاتفاق الاماراتي الصهيوني تساوق مع صفقة القرن، وأنّه لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني، وهذه الأنظمة الرجعية العربية هي أعداء فلسطين، وهذه الصفقة الجديدة هي وحدة بين الصهيونية والدول الرجعية".
وتجمَّع المشاركون على دوار الهوجا في مُخيّم جباليا، في حين قال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسؤولها في محافظة الشمال إبراهيم السلطان، إنّ "اتفاق الذل والعار بين حكام الإمارات العربية والكيان الصهيوني المجرم برعاية الإدارة الأمريكية شَكّل طعنة جديدة في خاصرة شعبنا وقضيته الوطنية ومؤامرة جديدة على مستوي أمتنا العربية، سيمهد لمزيد من العدوان والتوسع الصهيوني والتهويد والاستيطان لأرضنا ويرسم مساراً جديداً من الاتفاقات الثنائية بين الكيان الصهيوني وأنظمة التطبيع بالمنطقة"، مُعتبراً أنّ "هذا الاتفاق الاماراتي الصهيوني يُمثل خطوة عدائية جديدة ضد شعبنا وتهديداً واضحاً لفتح الطريق أمام الكيان للعبث في الوضع العربي الداخلي والتسريع في وتيرة التطبيع في البلدان العربية خصوصا دول الخليج".
وأكَّد السلطان أنَّه "لم يعد خافياً على أحد الدور الذي تلعبه هذه الأنظمة المُطبعّة العميلة تاريخياً في منطقتنا العربية والتي باتت تُشكّل السند الأقوى لمشاريع الاستعمار بالمنطقة وإعلان الاتفاق ليس إلا إشهاراً لما كان يمارس منذ عقود بالخفاء، وهذا الاتفاق تنكّر لتضحيات شعبنا الفلسطيني وحقوقه التاريخية المشروعة وقَدم أفضل هدية لترامب ونتنياهو اللذين يمران بأسوأ مراحل تجربتهما وحياتهما السياسية".
كما دعا السلطان خلال الوقفة "الشعوب العربية وقواها السياسية والنقابية والحقوقية للتعبير عن رفضها وإدانتها لهذا الاتفاق ومحاربة كل أشكال التطبيع السرية والعلنية، ونناشد قوى التحرّر والتقدم بالعالم لمواصلة دعمها ومساندتها لكفاح شعبنا الفلسطيني العادل حتى تحقيق كافة أهدافنا بالحرية والاستقلال وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
ودعا السلطان "جماهير أمتنا العربية وقواها الحية الحرة لمقاطعة بن زايد وكل مستشاريه قومياً وطرد سفرائه وملاحقه المروجين لسياساته من كُتاّب ومثقفين والعمل على عقد مؤتمر قومي يجرم بن زايد ويفتح به قوائم العار وفضح المطبعين والمرتبطين بالصهاينة"، مُعتبراً أنّ "هذا السلوك الإماراتي الخياني يجعل معسكر المقاومة والممانعة مستهدف مما يتطلب أخذ مواقف غير تقليدية أمام ما يحدث من استهداف للمقاومة ونهب خيرات الخليج".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي، أنّ "الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق سلام تاريخي يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما، فيما لاقى هذا الأمر رفضاً فلسطينياً واسعاً على ما وصفوه بـ"الطعنة في ظهر القضية الفلسطينية".