شارك مئات الفلسطينيين في مدينة غزة، اليوم الأربعاء 19 آب/ أغسطس، في مسيرة حاشدة دعت لها القوى الوطنية والإسلامية، وذلك تنديداً بالتطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني.
وانطلق المشاركون من أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" غرب غزة باتجاه دوّار أنصار غرباً، وحملوا اللافتات والشعارات المنددة بهذا الاتفاق التطبيعي، داعين الإمارات للتراجع فوراً عن هذه الاتفاقية.
فتح: ما يجمعنا مع حماس أكبر بكثير مما يفرقنا.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس خلال المسيرة، إنّ "شعبنا اليوم يقف موحّداً ضد مخططات التطبيع التي تستهدف قضيتنا، تحت شعار لا للضم ولا لصفقة القرن ولا للتطبيع"، مُؤكداً أنّ "الشعب الفلسطيني يثبت اليوم أنه على قدر التحدي، ولا يمكن أن يسمح أن تغتصب حقوقه وتطمس هويته".
وتابع حلس خلال حديثه: "نقول للمطبعين الذين يتخذون الانقسام ذريعة لأي تطبيع؛ نعم نختلف لكن حين يكون المستهدف وطن وقضية ومقدساتنا نقول إن كل التباينات وكل الاجتهادات تصبح وراء ظهورنا، ونحن اليوم باسم حركة فتح نقول لأبناء شعبنا إن ما يجمعنا مع حماس أكبر بكثير من أن يفرقنا، وما يجمعنا بقوى شعبنا كفيل أن تصغر أمامه كل الاختلافات والتباينات".
وأكد حلس أنّ "أبناء شعبنا لن يمرّروا صفقة ترامب، ولن تمر خطة الضم، ولن نجامل ولن نسمح أن يتم تجميل أو تبرير التطبيع مع الاحتلال"، موضحاً أنّ "فلسطين بحاجة لكل الجهود الممكنة؛ فالعمل المشترك هو الذي يعطي النتائج الأفضل".
حماس: القصف سيواجه بالقصف.
من جهته، أكَّد القيادي في حركة حماس خليل الحية خلال المسيرة، أنّ حركته "لا تخشى التهديدات الإسرائيلية وأيادينا على الزناد، وأن القصف سيواجه بالقصف، والصواريخ ستواجه الصواريخ، والقتل بالقتل".
وبشأن اتفاق الامارات، شدّد الحية على أنّ "القدس لا ترحّب بمن يأتي عبر الاحتلال، بل ترحب بالفاتحين، ونحن علاقاتنا طيبة مع شعب الإمارات، لكننا صُدمنا من تطبيع هذه الأنظمة"، مُحذراً "أي دولة من التطبيع مع الاحتلال، ونرفض التطبيع من أي دولة كانت".
كما أوضح الحيّة، أنّ "مظاهر الوحدة في فصائلنا دليل واضح على أن شعبنا يُراهن عليها، نتوحّد اليوم في مواجهة المخاطر والتحديات".
الشعب الفلسطيني يقف موحداً ضد التطبيع.
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير العربية بسام الفار: إنّ "شعبنا اليوم يقف صفاً واحداً ضد التطبيع، فهو جريمة وخيانة لشعبنا وقضيته العادلة"، لافتاً أنّ "تطبيع الإمارات مع الاحتلال يشكل خرقاً فاضحاً لميثاق جامعة الدول العربية، وتجاوزاً لكل القرارات ذات الصلة بحق شعبنا في العودة وتقرير المصير".
كما أكَّد الفار على أنّ "شعبنا وأمتنا العربية التي تمر بأخطر مراحلها رفضت اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو يرفضون اليوم وبشدة إقدام حكام الإمارات تطبيع العلاقات مع الاحتلال الذي يمارس كل يوم أبشع الجرائم بحق شعبنا".
وفي ختام حديثه، دعا الفار "لإعادة الاعتبار لمركزية القضية الفلسطينية في الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني بحسب الاعتراف بالاحتلال وإلغاء اتفاق أوسلو، وتصعيد حركة المقاطعة الدولية BDS".