عبَّرت عدّة فصائل فلسطينيّة، مساء أمس الأربعاء 9 سبتمبر/ أيلول، عن رفضها وإدانتها لنتائج اجتماع جامعة الدول العربيّة المُخيّبة للآمال الفلسطينية، التي خلت حتى من إدانة لما أقدمت عليه دولة الإمارات بشأن الاتفاق التطبيعي مع الكيان الصهيوني برعايةٍ أمريكيّة.
قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم في بيانٍ له، إنّ "نتائج اجتماع جامعة الدول العربية ورفض الموافقة على مشروع القرار الفلسطيني بشأن التطبيع الإماراتي - الإسرائيلي، كانت مؤسفة".
وأوضح قاسم أنّه "يجب على الجامعة العربية أن تعبّر عن ضمير الأمة العربية، الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني".
وشدّد على أنّ "عدم قدرة الجامعة العربية على إصدار إدانة ضد التطبيع مع الاحتلال يغري حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية على استمرار تطبيق المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية".
بدورها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "رفض المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي عقد اليوم اعتماد مشروع القرار الفلسطيني - على عموميته ونواقصه - بشأن الاتفاق الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي".
وأشارت الشعبيّة في بيانٍ لها، إلى أنّ "ذلك تأكيد إضافي على خواء وسقوط مؤسسة الجامعة العربية، وتحولها عملياً إلى أداة استخدامية من قبل دول التبعية والخيانة لتمرير ودعم سياساتها المناقضة لمصالح شعوب الأمة العربية وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين"، مُعتبرةً أنّ "موقف المجلس الوزاري للجامعة هو انحياز وقح لدولة الإمارات العربية، وتشجيعٌ لها ولدول أخرى بالسير قدماً في التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني وعقد ما يسمى باتفاقات "السلام" معه".
كما دعت الشعبيّة في بيانها، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى "مواجهة موقف الجامعة العربية بسياسات نقيضه، تتخلص فيها من الاتفاقيات المعقوده مع الكيان الصهيوني وسحب الاعتراف به، وتتمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين، وبناء علاقات مع شعوبنا العربية وقواها الوطنية والتقدمية، بديلاً عن الرهان على الأنظمة العربية وعلى الجامعة العربية التي أعلنت اليوم بيان نعيها".
وفي السياق، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، في تصريحٍ صحفي، إنّ "موقف الجامعة العربية يمثّل توجهاً جديداً، حيث باتت الجامعة عرابةً للتطبيع الذي يعدُّ حلقةً في مسلسل تصفية القضية الفلسطينية"، مُؤكداً أنّ "الجامعة العربية تعطي شرعية للاحتلال، كما أعطت من قبل شرعية لتمزيق دول عربية، من خلال دعم التدخل الأميركي والأجنبي العسكري فيها".
كما شدّد على أنّ الجامعة العربية "تتخلى تدريجياً عن دورها لصالح مزيد من الهيمنة الأميركية والصهيونية".
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية في حركة فتح حسين الشيخ، إنّ الجامعة العربية "تمخضت ولم تلد شيئاً".
وتابع الشيخ في تغريدةٍ له عبر موقع تويتر: "أشبعت الجميع في المنطقة والاقليم ادانات إلا اسرائيل، السقوط المدوي تحت شعار السيادة الوطنية لتبرير الانبطاح. سقطوا إلّا فلسطين بقيت كما كانت وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها".
كما أبدت حركة الأحرار استهجانها من "عدم التوافق في الجامعة العربية، على مشروع القرار الفلسطيني"، مُؤكدةً أنّ "هذا الموقف يعكس التشرذم العربي، وإصرار أنظمة الخزي والعار على استمرار التطبيع".
ووصفت الحركة أنّ "ما حصل خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية هو مؤشر خطير، وطعنة جديدة لشعبنا وتضحياته، ما يؤكّد حجم الانحدار الوطني والقيمي والأخلاقي، لدى هذه الأنظمة التي تسعى للتطبيع".
هذا، ووصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيانٍ لها البيان الختامي لوزراء خارجية الدول العربية، أنه "مخيب للآمال ومدعاة للقلق الشديد، في تجاهله التام للخطوة الإماراتية في انتهاك المبادرة العربية (2002) وقرارات القمم العربية، بمقاطعة دولة الاحتلال إلى أن تنسحب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، وقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس".
وأضافت الجبهة إنّ "تجاهل البيان الثلاثي، ورفض كل الاقتراحات للإشارة، ولو ضمناً، إلى خطورته على قرارات الجامعة العربية ومصالح شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية ومصالح الشعوب العربية كافة، من شأنه أن يشكل الدعم الواضح والصريح لخطوات التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، وأن يقود إلى إضعاف جامعة الدول العربية وتهميشها، وتحويلها إلى كيان بلا مضمون، وبلا فعالية، وهو ما يشكل خدمة مجانية للتحالف الأميركي الإسرائيلي الذي يعمل دون كلل لتفكيك المنظومة العربية، وتفتيتها، ما يعزز من الوجود الإسرائيلي في المنطقة على حساب المصالح القومية والوطنية لشعوبنا العربية".
وقالت الجبهة إنّ "ما يثير الحفيظة، ويدعو للاستنكار، المحاولات المكشوفة التي قامت بها بعض الأطراف لمحاصرة الموقف الفلسطيني في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية، ومنع توزيع مشروع القرار الفلسطيني بشأن البيان الثلاثي، والتهديد بالمقابل، بكل فجاجة ووقاحة، يطرح بيان بديل يؤيد التطبيع والالتحاق بالتحالف الأميركي الإسرائيلي".
وختمت الجبهة بيانها مؤكدة أنّ "التاريخ سوف يسجل في صفحات أنه في 9/9/2020 بدأت جامعة الدول العربية خطواتها نحو تفكيك المنظومة العربية، وانفكاكها من حول القضية الفلسطينية، وتوفير الغطاء السياسي للأطراف العربية التي حسمت خيارها لصالح الانتقال من مواقع الصف العربي المتضامن والمتآخي، إلى موقع التحالف الأميركي الإسرائيلي، ودوماً على حساب القضية الوطنية لشعب فلسطين وباقي الشعوب العربية".
وطالب مشروع القرار الفلسطيني، الذي أسقط خلال الدور العادية الـ154 للجامعة، والذي تناول "تداعيات الإعلان الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي على القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية"، برفض ما تضمنه الإعلان الثلاثي من إشارات ودلالات، تنتقص من الثوابت الفلسطينية، في حين شدّد على أنّ "الإعلان الثلاثي ليس من شأنه المساس بحق دولة فلسطين بالسيادة على عاصمتها القدس الشرقية ومقدساتها".
كما أشار مشروع القرار الذي قدمته السلطة الفلسطينيّة ومثّلها في الجلسة وزير خارجيتها رياض المالكي إلى أن "الطريق الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، هو حل الدولتين على حدود عام 1967"، لكنّه رُفض واُسقط.
يُشار إلى أنّه وفي الآونة الأخيرة قد اختلفت لهجة السلطة الفلسطينية بشكلٍ ملحوظ عن لهجة رئيسها محمود عباس، الذي وصف مكتبه في 13 آب/أغسطس الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة" و"طعنة في ظهر القضية الفلسطينية".
كما أصدر عباس أيضاً تعليمات، يوم الثلاثاء الماضي، تحظر أي تصريحات أو أفعال مسيئة للزعماء العرب ومن بينهم حكام الإمارات.