شارك مئات اللاجئين في وقفاتٍ احتجاجية اليوم الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول، في غزة وخانيونس، وذلك رفضاً لما وصفوه بـ"تقصير وتخاذل" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحق اللاجئين في ظل جائحة "كورونا".
وكانت الوقفة الأولى التي دعت لها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة أمام مكتب محافظ وكالة الغوث بشارع النصر في مدينة غزة، إذ قالت الشعبية إنّ هذه الوقفات تأتي "رفضاً للمؤامرات المستمرة على شعبنا وقضيتنا وضد سياسة إدارة الأونروا المجحفة بحق اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والمتمثلة باستمرار تلكؤ الوكالة ومماطلتها في إعطاء حقوق اللاجئين والتنصل من واجباتها".
وطالب المشاركون في الوقفة مدير عمليات "أونروا" في غزة ماتياس شمالي بالرحيل، كما طالبوا الوكالة بتحمّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين.
بدوره، قال مسؤول لجنة اللاجئين للجبهة الشعبية بمُخيّم الشاطئ عبد الجبار أبو سويلم خلال الوقفة، إنّه "في الوقت الذي تشتد ظروف الحياة الصعبة على شعبنا بفعل الحصار والقتل والعدوان والمؤامرة لا يمكن تحمّل ما يجري من قبل ادارة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من تلكؤ وتسويف ومماطلة وتهرّب من أقل واجب من واجباتها متمثلًا بإعطاء اللاجئ حقه بالغذاء والعلاج والنظافة وهذا ما لم تقم ولم تقدمه الأونروا بصفتها منظمة دولية وجدت من أجل ذلك وهي الشاهد الوحيد على تهجير وتعذيب شعبنا وقهره".
وطالب وكالة الغوث "بتوزيع المواد الغذائية والاغاثية على أبناء شعبنا اللاجئين بشكل عاجل دون مماطلة وعودة الخدمة لجميع المحرومين منها وحل مشكلة اضافة المواليد الجدد والتوقف عن استثناء المتزوجين الجدد وحل مشكلة الطبابة بشكل سريع وتزويد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وغيرهم بالخدمة العلاجية اللازمة في ظل الخطر الذي يهدد حياتهم بفعل تفشي وباء كورونا"، مُؤكداً على "ضرورة توفير الوكالة كل سبل الوقاية والسلامة والمعقمات للأسر والمرضى في المخيمات الذين يتصدون بصدورهم العارية لاجتياح الوباء خاصة وأن هذه المخيمات يسكنها عدد كبير من اللاجئين والأسر المحجورة وهم بحاجة لأهم مقومات الحياة الأساسية والمستلزمات التي لا تتوفر عندهم بسبب الظروف الراهنة، علماً أنه لدينا بالمُخيّمات آلاف العمال من عمال المياومة الذين فقدوا مصدر دخلهم وباتوا مهددين بفقدان أمنهم الغذائي وهم بأمس الحاجة للمساعدات الطارئة والسريعة".
وأوضح أنّ "سوء الخدمات البيئية في هذه المُخيّمات باتت اليوم تهدد بتوسع دائرة الوباء وهي مهمة وكالة الغوث، ولا يمكن لنا تقبل ولا تفهم هذا التدني بمستوى الخدمة ونعتبره تلكؤ وتهرب من المسؤوليات"، مُطالباً "أونروا بضرورة تقديم المزيد من الخدمات وأن تحشد الأموال بالتواصل مع المجتمع الدولي والجهات المانحة لتخصيص ميزانية إضافية وتقديم مساعدة لكل أسرة لاجئة للتخفيف من حجم المعاناة المتفاقمة والتي ضاعفتها جائحة كورونا وتفشي الوباء بين المواطنين في قطاع غزة".
أمَّا في خانيونس، فخرج عشرات اللاجئين للمشاركة في وقفةٍ دعت لها الشعبية تحت عنوان (شعبنا لا تخدعه الصورة ولا يساوم على حقوقه)، وذلك رفضاً لسياسات الوكالة بحق اللاجئين.
ونُظمت الوقفة أمام مركز عمليات الوكالة بخانيونس، في حين قالت الشعبية في بيانٍ لها عقب الوقفة، إنّ "هذه الوقفة جاءت ضد سياسات أونروا التي عبّر عنها مدير عملياتها في قطاع غزة ماتيس شمالي بتنمره على اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم التي نصت عليها المهام التأسيسية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ما يؤكد من جديد على تبعيته لإدارة ترامب العدوانية، وتساوقه مع مخططات صفقة القرن الهادفة للإجهاز على أونروا وتصفيتها كشاهد دولي وقانوني تاريخي على نكبة الشعب الفلسطيني ومأساة اللاجئين وحقوقهم".
وعَبّر المشاركون عن غضبهم "تجاه تلاعب الوكالة بالحصة الغذائية للاجئين بغزة عبر التجزئة والتصنيف الوظيفي والمكاني"، مُؤكدين على "أنهم لم يتسامحوا مع سياسات الابتزاز التي تمارسها الوكالة بحق اللاجئين الفلسطينيين، وسيستمرون بفعالياتهم حتى إحقاق حقوقهم العادلة"، بحسب الشعبية.
كما شدّد المشاركون على أنّ "شعبنا الفلسطيني وجموع اللاجئين لا تخدعهم المسرحيات الهزلية التي يقوم بها مدير عمليات أونروا في غزة ماتياس شمالي، فما يجري على الأرض يؤكّد أنّ أونروا تنتهج سياسة ممنهجة وخطيرة هدفها التنصل من مسئولياتها تجاه المخيمات في ظل جائحة كورونا، فما الذي يعنيه قيام أونروا بتقليص الحصة الغذائية التي كان اللاجئ يحصل عليها قبل كورونا كاملة، فكيف في ظل جائحة كورونا والتي كان من المفترض أن تقوم أونروا بزيادة هذه الحصة لا تقليصها، بل وصرف موازنة مالية إضافية، ما يؤكد على المخطط المشبوه التي تقوم به هذه الإدارة".
قبل أيّام، نشر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريراً سلّط فيه الضوء على مناشدات عديدة خرجت من مختلف الأطياف السياسيّة والمجتمعيّة في قطاع غزّة طالبت الوكالة بضرورة الإسراع في استئناف خدماتها وبشكلٍ فوري خاصة توزيع المواد الغذائيّة وتوزيع الأدوية على اللاجئين أصحاب الأمراض المزمنة، والأهم من ذلك كله تنظيف المُخيّمات التي قد تصبح خلال أيام مكاره صحيّة يكون خطرها أكبر من خطر فيروس "كورونا"، في حين حذَّرت بعض اللجان الشعبيّة في القطاع وكالة "أونروا" من انفجار المُخيّمات في وجهها في أي وقت.