بدأت طوابير انتظار معتمدي توزيع الخبز عبر البطاقة الذكيّة، بالظهور في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، بعدما كان المشهد سابقاً يتجلّى أمام الأفران، إلّا أنّ تطوّراً جديداً قد طرأ على الحال، تمثّل في بروز دور الواسطة والمحسوبيات في الحصول على ربطة الخبز، حسبما أكّد لاجئون فلسطينيون في مخيّمي خان الشيح وخان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق.
وقال اللاجئ من أبناء مخيّم خان دنون "أبو عصام بلاوني" إنّه لم يحصل على الخبز منذ يومين، رغم أنّه توجّه حسب الأصول إلى المعتمد للحصول على الكميّة المخصصة له وفق الشريحة المعتمدة للتوزيع، الّا أنّه لم يلحق دوره قبل نفاد الكميّات.
وأشار في شكوى أسلها لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ عمليات التوزيع تجري وفق مبدأ "خدمة الأصحاب والأحباب" حيث يقوم المعتمدون بإعطاء الأولية في التوزيع "وفق المحسوبيات والواسطات والمكالمات التلفونية"، وفق اللاجئ الذي أكّد أنّ الكميات التي يجري توزيعها قليلة ولا تكفي لتغطية الشريحة المنصوص عليها لكل عائلة، ما حرم عائلات كثيرة من الحصول على حصّتها اليومية من الخبز.
واعتمدت وزارة التموين السوريّة مبدأ توزيع الخبز عبر "البطاقة الذكيّة" الذي دخل حيّز التنفيذ السبت 19 أيلول/ سبتمبر الجاري في محافظتي دمشق وريف دمشق واللاذقية، وذلك بهدف تخفيف الإزدحام على الأفران، ووقف الاتجار غير المشروع بالخبز وإيصاله إلى مستحقيه، حسبما جاء في تصريح لمدير المؤسسة السوريّة للمخابز زياد هزّاع.
الأولاد يذهبون للمدارس دون تناول الفطور لتأخّر توزيع الخبز.
الّا أنّ الوقائع على الأرض أشارت إلى أنّ الازدحام انتقل من أمام الفرن، إلى أمام مراكز المعتمدين وسيارات التوزيع، كما هو الحال في مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين، حيث أثارت الآلية الجديدة شكاوى الأهالي، من جرّاء تأخّر المعتمدين في القدوم إلى المخيّم، وقلّة الكميّات إضافة إلى سوء الإدارة وانتشار المحسوبيات.
وقالت إحدى اللاجئات من أبناء المخيّم في شكوى وردت لموقعنا، إنّ أولادها خرجوا من المنزل إلى مدارسهم قبل أن يتناولوا وجبة الفطور، لعدم وجود الخبز في المنزل، وذلك لأنّ مندوبي التوزيع لا يأتون الّا في فترة الظهيرة، مشيرةً إلى ضرورة أن يجري التوزيع في الصباح الباكر أو في أوقات متأخرة من الليل.
ووفق الآلية الجديدة لتوزيع الخبز، يحق للعائلة المؤلفة من شخص أو شخصين، الحصول على ربطة خبز واحدة يومياً، وتحصل على ربطتين من الخبز العائلة المؤلفة من ثلاثة إلى أربعة أشخاص، بينما العائلة المؤلفة من خمسة أو ستّة فيحق لها ثلث ربطات، أمّا العائلة المكوّنة من سبعة أشخاص وما فوق فيحق لها 4 ربطات.
يأتي ذلك، وسط مطالب في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" و "المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" للتدخّل من أجل إيجاد حل لأزمة الخبز في المخيمات، ورفد المخابز المحليّة بالطحين، وأن يكون ذلك من ضمن مهام الوكالة الإغاثيّة في ظل الأزمة المفتوحة على المزيد من الصعوبات، في ظل التقارير عن قرب نفاد مادة الطحين في عموم سوريا.