شارت مئات اللاجئين الفلسطينيين، اليوم الاثنين 21 سبتمبر/ أيلول، في وقفةٍ احتجاجية في المُخيّم العربي بخانيونس جنوب قطاع غزّة أمام بوابة مركز توزيع معونات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وخلال الوقفة التي نظمتها اللجنة الشعبيّة في المُخيّم، منع اللاجئين مدير عمليات الوكالة في غزة ماتياس شمالي ومدير العمليات بالمنطقة الجنوبية محمد العايدي من الخروج من المركز، احتجاجاً على تقصير الوكالة بحقهم في ظل أزمة "كورونا".
وقف التعديات على الحصّة الغذائية للاجئين
وقام كلٍ من شفيق البريم وياسر أبو عبيدة من الجبهة الشعبية بإيصال مطالب اللاجئين إلى العايدي الذي اضطر للتنسيق مع الشرطة للقاء هؤلاء الممثلين، إذ تمثلت المطالب في "وقف التعديات على الحصة الغذائية للاجئين الفلسطينيين، باعتبارها تهديد للأمن الغذائي لآلاف العائلات وتهرّب لأونروا من التزاماتها التي جاء عليها القرار الأممي".
وأكَّد ممثلو الوقفة في بيانٍ لهم، على أنّ "التلكؤ في برنامج التوزيع يثير الكثير من التساؤلات حول إدارة عمليات أونروا، وأسباب التأخير وأهدافه، في ظل تدني مستوى عمل صحة البيئة في داخل أونروا وعدم عملها في كامل طاقاتها لتأدية مهامها تجاه الأهالي وأحياء المُخيّمات، مما سيترتب عليه مخاطر تطال صحة الإنسان وحياته خصوصاً في ظل جائحة كورونا، كما أن أونروا تخلّت عن متضرري كورونا من مصابين ومحجورين وعمال مياومة والذي يعتمدون على نزولهم في الشارع كمصدر للدخل من خلال عدم تقديمها أي مساعدات لهم، كما أن الطبابة وخدماتها للمرضى والأطفال وأهالي المُخيّمات متوقفة منذ بدء الجائحة، والتعليم وخدماته سواء بالتعليم عن بعد واحتياجاته لا يقوى على تلبيتها أهالي المُخيّم أو الإجراءات التي ستتخذها أونروا لتوفير إجراءات السلامة والوقاية".
كما أكّدوا على "غضبهم تجاه أونروا ومدير عملياتها من تقصير ومراوغة ومماطلة في القيام بمسئولياتها وتلبيتها احتياجات أهالي المُخيّمات، ورفضهم لاستمرار تلكؤ أونروا في عدم اتخاذ إجراءات لتوفير إجراءات السلامة والوقاية للمُخيّمات وعموم اللاجئين".
بدأت وكالة أونروا التنصّل من مسئولياتها تدريجياً وصولاً إلى إخلاء مسئوليتها الكاملة عن المُخيّمات.
وفي بيت حانون شمال القطاع، نظمت الجبهة الشعبية وقفة جماهيرية أمام مركز "أونروا" احتجاجاً على "سياسة المراوغة والمماطلة والتهرب من المسئوليات التي تقوم بها إدارة الأونروا بحق اللاجئين والمُخيّمات خاصة في ظل جائحة كورونا".
وحمل المشاركون في الوقفة اليافطات والشعارات المنددة بسياسات "أونروا"، والداعية مدير عملياتها في غزة ماتياس شمالي للرحيل، وبأنه "جزء من الحصار الظالم الذي يتعرض له شعبنا في غزة، وأنه يمارس دوراً متساوقاً مع محاولات تصفية قضية اللاجئين وانهاء دور أونروا".
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية فلاح البسيوني خلال الوقفة، إنّ "هذه الوقفة تأتي دفاعاً عن عموم أبناء شعبنا وخاصة اللاجئين منهم والتي بدأت وكالة أونروا التنصّل من مسئولياتها تدريجياً وصولاً إلى إخلاء مسئوليتها الكاملة عن المُخيّمات من خلال سلسلة إجراءات هدفت إلى تقليص خدماتها، وإلغاء عقود مئات الموظفين، ناهيك عن تلكؤها في القيام بمسئولياتها تجاه أبناء شعبنا في ظل جائحة كورونا".
كما أكَّد البسيوني على أنّ "السياسة المتبعة من إدارة الوكالة تؤكّد من جديد تبعية ماتياس شمالي مدير عملياتها في غزة إلى ادارة ترامب العدوانية وتساوقه مع مخططات صفقة القرن الهادفة إلى الاجهاز على أونروا كشاهد دولي وتاريخي وقانوني على نكبة شعبنا الفلسطيني ومأساة وتشرّد اللاجئين من ديارهم"، داعياً "أونروا لضرورة تحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه اللاجئين والمُخيّمات خدماتياً وصحياً وإغاثياً وتشغيلياً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وتداعيات جائحة كورونا، وإلى ضرورة تغيير آليات توزيع المساعدات على اللاجئين في القطاع قياساً بعدد العائلات القليلة التي تم تسليمها المساعدات خلال الأيام الماضية مقارنة بالعائلات المستحقة وبما يضمن تسليم السلة الغذائية بالكامل دون أي تقليص ووفق الية توزيع سريعة".
كما دعا إلى "ضرورة فتح العيادات بكامل طاقتها الطبيعية في ظل جائحة كورونا، لأنّه من غير المعقول أن يتم فتح هذه العيادات بنصف طاقتها في الوقت الذي شعبنا بحاجة ماسة للعلاج والدواء".
وقبل أيّام، دعا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطيني د.أحمد أبو هولي، وكالة "أونروا" إلى سرعة العمل بخطة الاستجابة لمواجهة فيروس "كورونا" من خلال التحضير المسبق للتعاطي مع أي طارئ.
واستنكر أبو هولي في بيانٍ له تباطؤ وكالة "أونروا" في عمليات توزيع الطرود الغذائية على اللاجئين في مُخيّمات قطاع غزّة مع بدء جائحة "كورونا"، تحت مبررات اتخاذ الإجراءات الوقائية في عملية التوزيع، حرصاً على سلامة موظفيها التي كان من المفترض أن تكون معدة سلفاً.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تنظيم سلسلة من الوقفات الاحتجاجية في مُخيّمات قطاع غزّة، رفضاً لسياسات وكالة "أونروا" تجاه اللاجئين في المُخيّمات، وخاصة ضد التباطؤ في عملية توزيع الأدوية على أصحاب الأمراض المزمنة، وتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين في ظل هذه الظروف القاهرة بفعل جائحة "كورونا"، عوضاً عن الانكفاء عن تنظيف المُخيّمات التي قد تتحوّل إلى مكاره صحيّة في أي وقت.