ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو يظهر تعرض شاب للتعذيب والضرب المبرح من قبل عناصر في اللجنة الأمنية التابعة لحركة فتح وآخرين داخل مخيم شاتيلا.
ويظهر الفيديو آثار الضرب الشديد على ظهر ويدي وقدمي الشاب، الذي كان عاجزاً عن الوقوف.
ووفق صفحات على التواصل الاجتماعي، فإن الشاب هو إبراهيم عبد الرحمن الطراف.
ووفق الأخبار المتداولة، فإن علي فياض، وهو مسؤول في اللجنة الأمنية لحركة فتح، هو من أمر بوضع الشاب وضرب الطراف مع آخرين داخل مكتب اللجنة الأمنية.
وفي مقطع فيديو آخر، ظهر الشاب الطراف وهو يقول: "الله يسامحه كل واحد ضربني"، ومن ثم سأله علي فياض: "أنا بدي شغلة وحدة، أنا اللي ضاربك ع ظهرك؟"
ليؤكد الشاب بعدها أنه تعرض للضرب داخل مكتب اللجنة الأمنية، ويذكر أن علي فياض شارك في ضربه على قدميه.
روايات مختلفة جميعها تؤكد مسؤولية اللجنة الأمنية
أحد سكان مخيم شاتيلا، والذي كان متابعاً لما يجري، وفضل عدم ذكر اسمه، أكد لموقعنا أن هناك ثلاث روايات متداولة لما جرى.
الأولى أن "بلبل المصري"، وهو أحد كبار تجار المخدرات في مخيم شاتيلا، اتصل بعلي فياض، وأخبره بأن الطراف يعتزم سرقة إحدى السيارات، فتم اعتقاله على هذا الأساس وتعرض للضرب الشديد في مكتب اللجنة الأمنية.
أما الرواية الثانية، فهي أنه ألقي القبض على الطراف وبحوزته سيجارة حشيش، ومن ثم تم اقياده وتعذيبه داخل مكتب اللجنة الأمنية.
فيما تقول الرواية الثالثة أن الطراف كان يحاول سرقة دراجة نارية لـ "بلبل"، فضربه هو وأصدقاءه على الطريق، ومن ثم أخذه علي فياض إلى المكتب.
شاهد آخر قال إن "بلبل" وعلي فياض مع آخرين قاموا بضربه داخل مكتب اللجنة الأمنية.
وأضاف: "القصة وما فيها مصالح مشتركة بين علي فياض وبلبل، بس نحن ما قادرين نحكي بهالموضوع..".
ولا يتبنى "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أي من الروايات، إلا أنه يعرض ما يتم تداوله بين أهالي المخيم.
ما هي رواية اللجنة الأمنية؟
مصدر في اللجنة الأمنية تحدث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، ورفض الكشف عن هويته، أكد أن ما جرى هو أن علي فياض، وخلال مروره بأحد الطرقات، شاهد "بلبل" وأصدقاءه يضربون الطراف بسبب محاولته سرقة دراجة نارية، فأنقذه فياض من بين أيديهم، ومن ثم ذهب إلى منزله.
عقب ذلك، اتصل أحدهم بفياض وقال له إن الطراف حاول سرقة دراجة نارية أخرى، ليأمر بأخذه إلى مكتب الأمنية.
ولم ينف المصدر تعرض الطراف للضرب داخل مكتب اللجنة الأمنية، لكنه أكد أن الضرب بدأ من قبل "بلبل" وجماعته.
ورفض المصدر المسؤول ماجرى، مؤكداً على متابعة الحادثة ومحاسبة المذنبين.
وكشف أن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، اللواء صبحي أبو عرب، وقائد منطقة بيروت، بلال السروان، يتابعان ما جرى.
وحاول "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التواصل مع السروان، إلا أنه رفض الخوض في ما جرى، لكنه أكد على الرفض القاطع للحادثة ومتابعتها بشكل حثيث.
وتأتي الحادثة قبل أيام من تشكيل لجنة أمنية مشتركة جديدة، على غرار تلك التي جرى تشكيلها في مخيم برج البراجنة.