أعلن مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة، ماتياس شمالي، مساء أمس الإثنين 27 سبتمبر/ أيلول، عن "وجود أزمةٍ ماليةٍ تهدّد صرف رواتب 30 ألف موظف بينهم 13 ألفاً في القطاع".
وقال شمالي في مقابلة مع "العربي الجديد": إن أونروا تُعاني من ضائقة مالية حقيقية، وإن الوكالة ستكون الوكالة قادرة على دفع رواتب شهر أيلول/ سبتمبر بعدما استلفت 10 ملايين دولار أميركي من الأمم المتحدة، أما بخصوص الشهرين المقبلين فلا تتوافر الأموال اللازمة لدفع الرواتب.
سنكون أمام كارثة حقيقة
وأضاف شمالي: "سنكون أمام كارثة حقيقة إذا لم تتوافر أموال كافية خلال الفترة المقبلة بما يكفي لتغطية احتياجاتنا، إذ لن يحصل 13 ألف موظف على رواتبهم عن شهري أكتوبر ونوفمبر، وبالطبع إذا لم يتلق موظفونا رواتبهم فإنهم لن يقدموا الخدمات المطلوبة منهم سواء المعلمين في المدارس أو الأطباء في العيادات".
السيناريوهات الأسوأ
وأكَّد أنّ "أسوأ سيناريو بالنسبة لنا هو أننا لن نحصل على أيّة أموال، وبالتالي فإننا لن نستطيع دفع أي رواتب في مختلف مناطق العمليات لـ 30 ألف موظف، والسيناريو الآخر هو إمكانية تأمين القليل من الأموال ووقتها علينا التفكير في إمكانية دفع نصف الراتب بما هو متوفر وتأجيل دفع النصف الآخر إلى حين تأمين الأموال اللازمة، ونحن بانتظار نهاية أكتوبر لاتخاذ القرار المناسب".
المتوفر حالياً يكفي لنهاية العام
وأشار مدير عمليات "أونروا" إلى أنّه "لا يمكن فصل الأموال المخصصة لمواجهة جائحة كورونا عن الأموال الأساسية التي نحتاجها، نحن نحتاج شهرياً لغزة وحدها 18 مليون دولار أميركي لدفع الرواتب الخاصة بالموظفين، وكذلك نحتاج لاستمرار الخدمات الغذائية للاجئين حتى يبقوا بصحة جيدة ولا يصابوا بالأمراض ويجدوا ما يكفي من الطعام ليتناولوه، وحتى الآن لدينا ما يقارب من 10 ملايين دولار أميركي، وهو تمويل خاص بدعم البرنامج الغذائي وما هو متوفر حالياً يكفي لنهاية العام الحالي".
أمّا عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، فقال شمالي إنّه "قبل انتشار كورونا في آذار/ مارس الماضي كان الوضع الإنساني في غزة سيئ جداً، ومؤشرات ذلك ارتفاع نسبة البطالة بشكلٍ كبير حيث تتجاوز 50 في المائة، أمّا بين الشباب والأعمار التي هي أقل من 30 عاماً فإنها تتجاوز 70 في المائة، إلى جانب أنّ "أونروا" توفر المساعدات الإغاثية الغذائية لما يقارب 1.1 مليون شخص في غزة وسط ضغط لزيادة هذه الخدمات الغذائية".
وتابع شمالي: "نحن نعرف أن الآلاف من الاشخاص قد خسروا عملهم في غزة بسبب الجائحة، وبالتالي هم بحاجة لمساعدتنا بالإضافة إلى القيود المفروضة على الحركة للمصابين أو المخالطين للمصابين بفيروس كورونا، ولذلك هم بحاجة للبقاء في المنزل وهم بحاجة للدعم في منازلهم، ليس فقط بالطعام بل بالعلاج الأساسي والمعقمات والكمامات وغيرها"، مُعبراً عن "تفهمه للمخاوف والقلق حول مستقبل "أونروا"، خاصة بعد خسارة كبار المانحين، ونحن في "أونروا" نمر بضائقة مالية كبيرة".
"أونروا" ليست على وشك الإغلاق
وأشار شمالي إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يبتز غزة ببحرها، ولكن "أونروا" ليست على وشك الإغلاق، وسنجاهد لتوفير كافة الاحتياجات وربما سيشعر الناس بأننا لا نقلص خدماتنا، ويمكن المراهنة على أنّ "أونروا" تقف إلى جانب اللاجئين ما دام هناك ناس يحتاجون إلى خدماتها، وما دام أننا نملك الإمكانات لتوفير الاحتياجات، حتى لو كانت قليلة".
يذكر أن الدول المانحة لم تف بعد بكافة التزاماتها المالية التي تعهدت بها خلال مؤتمرها في حزيران / يونيو الماضي، وهو 130 مليون دولار فقط من أصل عجز مالي تعاني منه الوكالة يبلغ 400 مليون دولار.
وكان موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد طرح في ورقة سابقة حلول عدة و خطوات يمكن القيام بها في إطار البحث عن مخرجات ممكنة من الأزمة المالية للوكالة.
قبل أيّام، دانت اللجان الشعبية للاجئين في مُخيّمات قطاع غزة، ما وصفته بـ"سياسة المماطلة والتهرّب من المسؤوليّة التي تنتهجها وكالة "أونروا" في تعاملاتها مع اللاجئين والتي ازدادت سوءاً في ظل جائحة كورونا وحالة الطوارئ التي يعيشها قطاع غزّة".
جاء ذلك خلال اجتماعٍ عقده رؤساء اللجان الشعبية لكافة مُخيّمات القطاع في مقر اللجنة الشعبية لمُخيّم النصيرات لبحث تداعيات سياسة "أونروا" تجاه اللاجئين، إذ أعربوا في بيانٍ لهم عقب الاجتماع عن "استهجانهم من التقصير الملحوظ في أداء الوكالة وبخاصة توزيع الطرود الغذائية وزيادة عمال النظافة وعدم الإيفاء بالوعود التي قطعها ماتياس شمالي مدير عمليات الوكالة خلال الاجتماع الذي جرى يوم الثلاثاء 15/9/2020 بينه وبين وفد من دائرة شؤون اللاجئين ورؤساء اللجان الشعبية في المقر الرئيس لأونروا".
وأعلن رؤساء اللجان في بيانهم، أنّهم "قرّروا إمهال مدير عمليات أونروا في غزة ماتياس شمالي مدة أسبوع آخر لتنفيذ وعوده، حيث سيتم القيام بخطوات تصعيدية ضد نهجه وسياسته في التقليصات".
ويتواصل تنظيم الوقفات الاحتجاجية في كافة مُخيّمات قطاع غزّة منذ قرابة ثلاثة أسابيع، رفضاً لسياسات وكالة "أونروا" تجاه اللاجئين في المُخيّمات، وخاصة ضد التباطؤ في عملية توزيع الأدوية على أصحاب الأمراض المزمنة، وتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين في ظل هذه الظروف القاهرة بفعل جائحة "كورونا"، عوضاً عن الانكفاء عن تنظيف المُخيّمات التي قد تتحوّل إلى مكاره صحيّة في أي وقت.
وكانت "أونروا" قد أطلقت في بداية أيلول/ سبتمبر مناشدة للدول المانحة من أجل الحصول على 94,6 مليون دولار من أجل الاستمرار في مواجهة جائحة كوفيد-19.