حذرت وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، من خطورة الحالة الصحية للأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام منذ 82 يوماً، احتجاجا على اعتقاله الإداري.

وحذرت وزيرة الصحة، مي الكيلة، في مؤتمر صحفي، عقد بمدينة رام الله، أمس الخميس، من أن الأعضاء الحيوية للأسير الأخرس مهددة بالتوقف ما يشكل خطراً على حياته.

وأوضحت أن الإضراب الطويل عن الطعام، في مثل حالة الأسير ماهر الأخرس، يترك أثراً كبيراً على كافة أعضاء الجسم الداخلية، مضيفة: "نأمل أن لا تصل إلى وقوف عمل الأعضاء من الناحية الحيوية، حيث أن عدم وصول التغذية والأوكسجين الكافيين للأعضاء كالرئتين والكلى والقلب الأمعاء قد يؤدي إلى فشلها".

وأكدت أن إضرابه عن الطعام لأكثر من ثمانين يوماً بات يهدد حياته بشكل حقيقي، الأمر الذي يحتم تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والصحية، لإلزام سلطات الاحتلال بإطلاق سراحه.

وأشارت الكيلة إلى أن هناك العديد من الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ممن يعانون من سياسة الإهمال الطبي، وهم بحاجة لرعاية طبية وتوفير الأدوية، كما أن عدداً آخر بحاجة لدخول المستشفيات لتلقي العلاج، خصوصاً مرضى السرطان.

وناشدت دول العالم وبرلماناتها، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمات العالمية الإنسانية، بسرعة التدخل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى، والعمل الفوري على إطلاق سراحهم في ظل جائحة "كورونا"، وانتشار الفيروس داخل السجون، لاسيما أن الاحتلال لا يوفر المستلزمات الطبية كالكمامات والمعقمات، إضافة إلى تجميع عدد كبير من الأسرى داخل الغرف والزنازين، ما يسمح بانتشار الفيروس بسهولة.

وكشفت أن الوزارة قدمت طلباً لمنظمات حقوق الإنسان، للسماح لأطباء فلسطينيين أو عرب أو دوليين بالتوجه إلى السجون من أجل معالجة المرضى، لافتة إلى أن الوزارة أعدت قوائم بأسماء الأطباء وهم على استعداد للتوجه إلى سجون الاحتلال لتشخيص وعلاج الأسرى.

الأسير الأخرس يتوقف عن تناول الملح

من جهته، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، أن الأسير ماهر الأخرس أعلن أمس توقفه عن تناول الملح خلال إضرابه عن الطعام المتواصل منذ 82 يوماً، مشيراً إلى أنه قد يعلن أيضاً الإضراب عن الماء قريباً إذا لم تستجب سلطات الاحتلال لمطلبه بالحرية.

وذكر أن الحالة الصحية للأسير الأخرس تتراجع بشكل كبير، حيث بات الأداء الوظيفي لأعضاء جسده يتراجع كل ساعة.

وأشار أبو بكر إلى أن الأخرس طالب إدارة مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يرقد، بالامتناع عن تغذيته قسرياً إذا ما فقد الوعي لفترة طويلة.

وفي هذا السياق، أكد أبو بكر أن رقعة التضامن مع الأسير ماهر الأخرس آخذة في الاتساع، لاسيما في السجون والمعتقلات، حيث أعلن 50 أسيراً الإضراب عن الطعام هذا اليوم، لينضموا إلى نحو 40 آخرين لجؤوا لذات الخطوة، لافتاً إلى أن السجون تشهد حالة غليان، وقد يعلن عشرات الأسرى عن الدخول في الإضراب خلال الأيام القادمة.

وشدد على أن الأسرى يخوضون معركة نضالية دعماً للأسير ماهر الأخرس، ولتحقيق جملة من المطالب، في مقدمتها وقف عزل الأسرى عمر خرواط، ووائل الجاغوب، وحاتم القواسمة، وإعادتهم للأقسام، إضافة لوقف جميع أشكال التنكيل والاقتحامات الليلية والتفتيش العاري.

بدوره، أكد رئيس نادي الأسير قدروة فارس، أن مسؤولية دعم الأسير ماهر الأخرس، الذي يناضل نيابة عن الشعب في مواجهة قانون الاعتقال الإداري، يمثل جزءاً من حالة النضال التي يعيشها شعبنا الفلسطيني.

ووجه فارس نداء للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، وممثلي الاتحاد الأوروبي، ومجلس حقوق الإنسان، ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، لإصدار بيانات أو مواقف، تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن الأسير ماهر الأخرس.

وأوضح فارس أن الأيام الأخيرة برهنت على أن محكمة الاحتلال العليا، تمثل أداة قمعية تعمل بقرارات من مخابرات وجيش الاحتلال، مشيراً إلى أن اكتفاء تلك المحكمة بإصدار توصية بالإفراج عن الأسير ماهر الأخرس، تمثل "مهزلة وفضيحة للقضاء الإسرائيلي، فبدلاً من أن تبت في القضية منحت "الشاباك" وإدارة السجون فرصة لكسب الوقت وللمناورة أملاً في كسر إضرابه أو الوصول إلى حل يرضيهم".