نظّمت مجموعة من الناشطين الهولنديين المتضامنين مع القضيّة الفلسطينيّة والتجمع الديمقراطي الفلسطيني في هولندا، وقفة تضامنية حاشدة مع الشعب الفلسطيني في مركز "هارلم" الهولندية بمشاركة عدد من أفراد الجالية الفلسطينية، وذلك في ذكرى وعد بلفور المشؤوم.
وأفاد التجمّع في بيانٍ له، بأنّه "وبرغم الجو الماطر وانتشار وباء كورونا نظمت الوقفة التضامنية وتم وضع نصب تذكاري يحمل مجسماً لمفتاح العودة في تعبيرٍ عن ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى التي أتت كنتيجةٍ مباشرة لوعد بلفور الذي صدر بتاريخ ٢ نوفمبر ١٩١٧، والذي وعدت من خلاله الحكومة البريطانية الحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين".
وخلال الوقفة، رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليافطات المطالبة بإنهاء الاحتلال والمنددة بالجرائم "الإسرائيلية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه والمطالبة بالحرية لفلسطين وشعبها.
بدوره، قال مسؤول التجمّع الديمقراطي الفلسطيني في هولندا أبو كفاح: إنّ "الشعب الفلسطيني صامد على أرضه وفي جميع أماكن تواجده في دول اللجوء والمهاجر ومتمسك بحقه في تقرير مصيره وعودته إلى الأراضي التي هجر منها عام ١٩٤٨".
واعتبر أبو كفاح خلال الوقفة، أنّ "الحكومة البريطانية ومن خلال وعد بلفور المشؤوم والمساعدات الكبيرة التي قدمتها للحركة الصهيونية تتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا حل من مآسي وويلات بالشعب الفلسطيني والمستمرة حتى يومنا هذا"، مُطالباً "الحكومة البريطانية بضرورة تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف الفوري بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس".
كما أكَّد أبو كفاح أنّ "ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية ومشروع الضم الصهيوني يشكل استمراراً لوعد بلفور الرامي إلى نسف الكيان الوطني والسياسي للشعب الفلسطيني لصالح دولة إسرائيل الكبرى اليهودية وتحويل الشعب الفلسطيني إلى مجموعات بشرية متناثرة تعيش في معازل في تكريس لنظام التمييز العنصري الأخير على وجه الأرض"، مُطالباً "الحكومة الهولندية والاتحاد الأوروبي بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كما أتت عليها قرارات الشرعية الدولية وإنهاء المأساة المستمرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني".
وشدّد أبو كفاح على أنَّ "الشعب الفلسطيني وبعد مضي ١٠٣ أعوام على وعد بلفور ما زال متمسكاً بكافة حقوقه الوطنية ورافعاً لراية المقاومة المشروعة حتى تحقيق حلمه في تجسيد دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس وتحقيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأممي ١٩٤".
ويصادف اليوم الاثنين، الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، الذكرى الـ103 لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، إذ كان "وعد بلفور" بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.
وجاء الوعد على شكل تصريحٍ موجّه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.