شارك عشرات المعلمين المياومين في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بلبنان في اعتصام أمام المقر الرئيسي للوكالة في العاصمة بيروت لمطالبة إدارة "أونروا" بالعدول عن قرارها بعدم توظيف معلمين مياومين للعام الدراسي الحالي.

وطالب الاتحاد العام للمعلمين في الوكالة إدارتها بالاستماع إلى مطالبهم وتوظيف المعلمين المياومين الذين يبلغ عددهم نحو 150 معلماً كما تم الاتفاق معه سابقاً بحسب أحد المعلمين المشاركين في الاعتصام.

 إلا أن دعوة الاتحاد لإدارة "أونروا" بالحديث معهم والاستماع إلى مطالبهم وجهت من قبل الأخيرة بعدم الرد ما اعتبروه تقليلاً من أهمية معاناتهم.

"التوظيف حسب الحاجة"

هم إذاً، قرابة 150 معلّمًا مياوماً يجلسون داخل منازلهم بدون عمل، ينتظرون إيفاء الوكالة الدولية    بوعودها التي أطلقتها منذ شهور، وتقضي بتوظيفهم رسميًا في المدارس عند فتحها.

إلا أن "أونروا" كانت قد أعلنت سابقاً عدم توظيف أي معلم بصفة مياوم خلال العام الدراسي   2020/2021، متذرعة يأنها ليست بحاجة لأي موظف إضافي على عدد المعلمين الموجودين لأن السنة الدراسية الجديدة ستبدأ وفق نظام التعلم عن بعد وليس نظام الحضور المباشر.

ولكن يبدو أن "أونروا" قد تعدل ن قراراها تحت ضغط المطالبات من قبل المعلمين المياومين واللجان الأهلية في المخيمات، وظهور حاجة ملحة لتوظيف معلمين في المدارس التي ارتفعت فيها عدد الصفوف الدراسية نتيجة ضرورة تقليل عدد الطلاب في كل صف، ضمن برنامج الوقاية من فيروس كورونا.

 وفي هذا السياق قالت الناطقة الإعلامية باسم الوكالة "هدى السمرة" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إنّ أونروا ستعمد إلى تعيين الأساتذة المياومين الذين تحتاج إليهم فور اكتمال الأعداد والتشكيلات الصفية والطلاب وذلك بعد تاريخ السادس من الشهر الجاري".

وأضافت السمرة: إن الكالة تقوم عادة بتعيين المعلمين المياومين بحسب حاجتها إليهم لملئ الشواغر، ولا يمكنهم أن يعرفوا بالضبط عدد المعلمين الذين تحتاج إليهم المدارس إلا بعد التحاق كل الطلاب بالمدارس لمعرفة عدد الطلاب النهائي وعدد الشعب الصفية النهائية.

وأشارت إلى أن "هذا الأمر لن يتمكنوا من معرفته الا بعد تاريخ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد أن تُستكمل كل عمليات التسجيل للطلاب وتقسيم الشعب الصفية بشكل يتناسب مع متطلبات السلامة والصحة لتفادي تفشي فايروس كورونا".

بعدان للقضية .. تعليمي ومعيشي

وعليه فإن على المعلمين المياومين انتظار فرص التوظيف، في ظل أوضاع معيشية استثنائية يعيشونها جراء زيادة الضغوط المادية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية في البلاد.

علي أيوب واحد من المعلميين المياومين الذين يأملون بالظفر بفرصة توظيف هذا العام، يقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إنهم توقّعوا أن ترسل لهم أونروا بلاغًا يوم الاثنين الماضي للبدء بالعمل، لكنّ ذلك لم يحصل، وهو ما أثار استياء وغضب المعلمين الذين لا بمكلون أي مصدر دخل آخر".

وأضاف أيوب: أنه في ظل جائحة كورونا والإجراءات المتبعة داخل مدارس الوكالة،والتي تقضي بتقسيم الطلاب بعدد أقل في الصفوف، إضافة الى التحاق عدد كبير من الطلاب الفلسطينيين من المدارس الخاصة والرسمية إلى أونروا، باتت المدارس بحاجة إلى عدد أكبر من المعلمين، وأن الأساتذة المثبتين لا يمكنهم تلبية الحاجة التعليمية لوحدهم، ولذلك فإن فرصة توظيفهم الآن باتت ملحّة وضرورية أكثر من أي وقت آخر.

وفيما يتعلّق بوضعه الشخصي يقول أيوب:  كمتخصص بمادة الكومبيوتر الآن أونروا بحاجة إليّ أكثر لأننا في عصر التكنولوجيا وعملية التعلّم عن بعد تحتاج إلى خبرات أساتذة الكومبيوتر ولا يمكن استبداله بأي تخصص آخر كما كان يحصل في السابق لملئ الفراغ، موضحا أن عملية التعلّم عن بعد فشلت في العام الماضي لعدم قدرة الطلاب والأهالي بالتعامل مع التقنيات الحديثة.

 وكانت اللجان الأهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بمنطقة صور قد أمهلت وكالة "أونروا" بلبنان يومين فقط لتوظيف معلمين مياومين تحت طائلة إنزال الطلاب من الصفوف التي لا يوجد بها معلمون.

جاء ذلك بعد أن زار وفد من اللجان الاهلية أمس الاثنين عدداً من مدارس "أونروا" في مخيمات وتجمعات منطقة صور جنوبي لبنان, ولاحظ نقصاً في عدد المدرسين، خاصة في المرحلة الثانوية والمتوسطة، بحسب ما قال عضو اللجنة الاهلية في مخيم البص أبو هادي عبد الهادي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين الذي عزا الأمر إلى سوء إدارة من قبل الوكالة.

وفي هذا السياق، أصدر "منتدى المعلمين الفلسطينيين" بياناً دعا فيه "أونروا" بلبنان، إلى لتحمل مسؤولياتها تجاه إطلاق العام الدراسي الجديد، والذي أظهرت فيه حالة من عدم الوضوح، ترك "انطباعاً سلبياً" لدى المعلمين والطلاب والأهالي، لجهة التأجيل المتكرر، واعتماد سياسة الساعات الأخيرة التي انتجت التأجيل تلو التأجيل، بحجة التحضير وعدم الجهوزية، رغم تصريحاتها الدائمة بأنها تضع الخطط والبرامج لمواكبة مسار التعليم الذي وضعته وزارة التربية، في حين يبدو أن الأونروا صاغت سياستها على أساس تفاقم الوضع الصحي في البلد والتوجه نحو التعلم الكامل عن بعد، والذي ظهر من خلال عدم التزام المواعيد التي رسمتها لبداية العام الدراسي، مؤخرةً بذلك الكثير من الاستحقاقات التي كانت يجب أن تنجزها باكراً، للبدء المريح والمرن. بحسب البيان.

7-1.jpg

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد