في خيمةٍ نُصبت في مُخيّم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم اسناداً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم، طالبت والدة الأسير الأخرس وناشدت كل جهة أو شخص "لديه القدرة على مساعدة ماهر فليُساعده وينقذه من الموت".
وقالت والدة الأسير في لقاء مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "ماهر يتعرّض للموت.. قاعد بيموت ويلي بيقدر ينقذه ينقذه.. إنت إذا بتشوف طير قاعد بيموت بتقدر تساعده بتساعده"، مُناشدةً "كل العالم من أجل مساعدة ابنها ماهر".
"لا أبرئ الاحتلال من تغذيته قسرياً أثناء الغيبوبة"
الأسير المحرر خضر عدنان أكَّد لموقعنا أنّ "الاحتلال يراوغ ويماكر في قضية إضراب الأسير الأخ ماهر الأخرس، وأنا لا أبرئ الاحتلال من أنه يستخدم التغذية القسرية خلسة دون أن يعرف الأخ ماهر الأخرس أوقات الغيبوبة".
وقال عدنان: إنّ "رسالتي لكل فلسطيني أن حافظوا على ماهر الأخرس وحافظوا على إضراب الفلسطيني وراجعوا المنظمات الدولية التي يجب أن تخرج عن صمتها وتتكلّم وأولها الصليب الأحمر الدولي"، مُتسائلاً "كيف وصلنا لمائة يوم من الإضراب عن الطعام دون أي مدعمات قبل بها الأخ ماهر الأخرس لهذه اللحظة؟"
"ماهر قال لا في وجه الاحتلال"
وفي ذات السياق، قال الأسير المحرّر خالد فراج: نعلي صوتنا اليوم من خلال هذا المخيم.. مخيم الدهيشة الذي قدّم الشهداء والجرحى والأسرى، حتة نقول إننا نتضامن كل التضامن مع الأسير البطل ماهر الأخرس، الذي أثبت بشكل ملموس قدرته على قول "لا" في وجه هذا الاحتلال في وجه هذه الدولة النووية التي تدعى "إسرائيل" من خلال رفضه لاعتقاله الإداري بذريعة ملف سري يلي هم دائماً بيحاولوا يزجوا فيه الشاب الفلسطيني لمجرد إنه نشيط في واقعه الفلسطيني تجاه قضية شعبه تجاه قضية كرامة هذا الشعب".
أريد العيش بين أطفالي
يُشار إلى أنّه وبحسب كافة التقارير الحقوقيّة، فإنّ وضع الأسير ماهر الأخرس يزداد سوءاً في مستشفى "كابلان" الصهيوني".
وفي مقطع فيديو انتشر للأسير ماهر الأخرس سابقاً، قال فيه: "أنا أخبرت الأطباء إن حدث معي غيبوبة وغبت عن الوعي ولم يجدوا جانبي مرافقاً أو أحد أرجو ألا يقدموا لي أي علاج أو أي شيء وأحملهم المسؤولية الكاملة عن أي ضرر في جسمي في حال فعلوا فيه أي شيء أثناء غيبوبتي وأحملهم المسؤولية الكاملة عن حياتي.. أنا أرجو أن أعيش بين أطفالي وأن أعالج في المستشفيات الفلسطينية ولا أعالج هنا".
دعوة لسرعة التدخل
وظهر اليوم، أصدرت وزيرة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينيّة مي الكيلة بياناً عاجلاً حذَّرت فيه من أنّ "الحالة الصحية للأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس لا تحتمل المماطلة من قبل سلطات الاحتلال".
وأضافت الكيلة أنّ "الأسير الأخرس وبعد مضي 100 يوم على إضرابه عن الطعام بات مهدداً بشكلٍ كبير بتوقف أعضائه الحيوية، حيث يعاني من تشنجات متكررة وضغط في عضلة القلب وضعف في النبضات، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، مُجددةً مطالبتها "للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء الاعتقال الإداري بحق الأسير الأخرس وجميع الأسرى الفلسطينيين".
وأوضحت أنّ "سلطات الاحتلال لا تلجأ للاعتقال الاداري بما يتماشى وقانون حقوق الانسان وأحكام القانون الدولي الإنساني الناظمة لسلوك القوة المحتلة، ما يجعل من الاعتقال الإداري سلوكاً تعسفياً غير مشروع يقتضي من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ذات العلاقة اتخاذ تدابير فعالة لوقفه"، مُحذرةً "من استمرار سياسة الإهمال الطبي من قبل سلطات الاحتلال بحق الأسرى، خصوصاً في ظل جائحة كورونا".
كما عبَّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يوم أمس، عن "بالغ قلقه تجاه استمرار اعتقال الأخرس إدارياً في ظل صمت دولي مريب".
الاعتقال الإداري عار على إسرائيل
وحمّل المركز "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياته وسلامته"، مُؤكداً أنّ "سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل القانون الدولي لن يكسب إسرائيل إلا العار سواء تجاه استمرار سياسة الاعتقال الاداري بشكلٍ عام، أو استمرارها لاحتجاز ماهر الأخرس بشكلٍ خاص، وخاصة في ظل الإدانة الدولية الواسعة لاستمرار اعتقاله من قبل معظم المؤسسات الأممية والدولية".
ودان المركز "استمرار احتجاز سلطات الاحتلال الأخرس رغم التدهور الخطير في حالته الصحية".
تغيب تحركات الجهات الرسميّة الفلسطينيّة الجادة سوى على الإعلام وبشكلٍ خجول
وجدّد المركز مطالبته "للمجتمع الدولي وأحرار العالم وكافة آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالعمل من أجل تأمين الإطلاق الفوري لسراح المواطن الفلسطيني ماهر الأخرس"، مُطالباً "المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتقال الإداري، وإلغائه من التشريع الإسرائيلي، وإطلاق سراح كافة المعتقلين الإداريين من سجون الاحتلال الإسرائيلي".
وتتواصل الفعاليات الشعبيّة والفصائليّة المنددة بالاعتقال الإداري الذي يمارسه الاحتلال بادّعاء وجود ملفٍ سرى، وهي كلها حججٌ واهية للإمعان في اعتقال الفلسطينيين دون سبب، ورغم مرور أكثر من مئة يوم على إضراب الأسير ماهر الأخرس، إلّا أنّ الجهات الرسميّة الفلسطينيّة غابت تحركاتها الجادة تجاه هذه الملف، سوى على الإعلام فقط وبشكلٍ خجول.