قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، يوم أمس السبت 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، إنّ "السعودية تؤيد تطبيعاً كاملاً مع إسرائيل".
وأضاف فرحان خلال مقابلة افتراضية مع وكالة "رويترز، على هامش قمة زعماء "مجموعة العشرين" التي تستضيفها بلاده: إنّ "الرياض تؤيّد التطبيع الكامل مع إسرائيل، لكن ينبغي أولاً إقرار اتفاق سلام دائم وكامل يضمن للفلسطينيين دولتهم بكرامة" بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنّه "واثق من أن الإدارة الأميركية القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن ستنتهج سياسات تساعد على الاستقرار الإقليمي وأن أي مناقشات معها ستقود إلى تعاون أقوى".
وتابع فرحان حديثه: في نهاية المطاف، إن الشيء الوحيد الذي بإمكانه توفير سلام واستقرار دائمين هو اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد قوله.
رفض داخلي للتصريح
عبَّر حزب التجمّع الوطني السعودي عن رفضه لسياسة النظام السعودي لتمرير التطبيع مع "إسرائيل" بسريّة وعلى حساب الشعب الفلسطيني دون الرجوع إلى استفتاء شعبي أو أخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في دولةٍ مستقلة وحق العودة ورفض المستوطنات على أرض الفلسطينيين وتحديد الموقف من القدس عاصمة لدولة فلسطينيّة.
تصريح متوقع
يُذكر أنّ تصريحات الوزير فرحان لم تكن الأولى من نوعها فيما يخص التطبيع مع الكيان الصهيوني، إذ أكَّد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنّ "التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال أمر متصور حصوله في النهاية.
ويُشار إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعرب في وقتٍ سابق، عن شكره للرياض على ما قدمته في سبيل ما أسماه "إنجاح الاتفاقات الإبراهيمية"، أي اتفاقات تطبيع الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني.
وأضاف بومبيو في حينه، أنّ الولايات المتحدة تأمل في أن تنظر السعودية في "تطبيع علاقاتها مع إسرائيل"، داعياً إياها إلى "تشجيع الفلسطينيين للعودة إلى طاولة الحوار والمفاوضات مع إسرائيل".
كما تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال في 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، إنّ "هناك دولة أخرى غير الإمارات ستنضم إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل"، وأشار في حينه إلى "وجود محاولات لضم السعودية للاتفاق".
وفي منتصف شهر أكتوبر الماضي، كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنّ صحفيين يعملون في وسائل إعلام سعودية تلقوا أوامر مباشرة من المستوى السياسي في السعودية بتغيير الخط التحريري فيما يتعلق بكيان الاحتلال الإسرائيلي والترويج لـ "التطبيع" على أنه "إيجابي ويخدم المصالح".
وقال صحفي، يعمل في واحدة من أهم وسائل الإعلام السعودية، فضل عدم الكشف عن اسمه، للصحيفة: "نحن لا نتظاهر بعدم الانحياز فيما يخص اتفاقيات التطبيع، وكل فكرة في غير هذا الاتجاه يتم حذفها، ونتعامل برقابة ذاتية في هذا السياق، لأنه لا يسمح لنا بانتقاد الاتفاقيات، التي تم توقيعها بين الإمارات والكيان الإسرائيلي".
وأشار إلى أنّه في بعض الحالات تم حذف مقالات نشرت بناء على اتصالات من أشخاص مسؤولين، كما وتم نقل بعض المقالات إلى مكان غامض، مُشدداً على أنّ الخط التحريري "يجب أن يكون واضحاً، لأن المستوى السياسي السعودي مؤيّد لاتفاقيات التطبيع، ولا يصح أن تبقى مسألة نشر المواد الإعلامية خاضعة للتخمين".