قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن اتفاق التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني يواجه خطر الانهيار.
وأوضحت الصحيفة، أمس الثلاثاء،1 كانون الأوّل/ ديسمبر، أنّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية، مايك بومبيو، الإثنين الماضي، أن بلاده "لن تمضي في تطبيع العلاقات مع إسرائيل مالم يوافق الكونغرس، في نهاية الشهر الجاري، على القانون الذي يمنح السودان حصانة من الدعاوى القضائية التي يقدمها عائلات ضحايا تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر 2001".
ونقلت عن مصدر، قالت إنه مطلع على المحادثة الهاتفية، أن "بومبيو طمأن البرهان بأن خطة الحصانة سيتم الموافقة عليها في الأسابيع المقبلة".
وبحسب الصحيفة، فإن إدارة ترامب تخطط بشكل فعلي لعقد حفل توقيع رسمي للاتفاق بين السودان والكيان الصهيوني في وقت لاحق من شهر كانون الأول/ديسمبر الحالي في البيت الأبيض.
لكنها ذكرت أن الكونغرس "وصل إلى طريق مسدود بشأن قانون الحصانة"، الذي سيمنع ضحايا الهجمات "الإرهابية" السابقة من السعي للحصول على تعويضات جديدة من السودان.
وأشارت إلى أنه بدون حصانة الكونغرس للسودان، قد يتردد المستثمرون الأجانب في التعامل معه خشية أن ينتهي بهم الأمر إلى تمويل مليارات الدولارات كتعويضات لـ "ضحايا الإرهاب"، كما أنه من دون الاستثمار الأجنبي لن تكون الحكومة الانتقالية قادرة على حل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان.
من جهته، قال مدير "برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي" الجديد، إيلان غولدنبرغ، إن تعرض الاتفاق للخطر هو نتيجة للجهود المتسرعة من قبل إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق وتحقيق نصر في السياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة.
وأضاف: "شعرت أن إدارة ترامب أجبرت السودان على الأمر. أرادت استخدام تصنيف الإرهاب كأداة سياسية لمحاولة التطبيع مع إسرائيل"، موضحاً: "عندما تقوم بإعداد هذه الأنواع من الصفقات مع عناصر غير ذات صلة ولا معنى لها، يحدث هذا أحياناً".
يذكر أنه في 23 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، توصلت الخرطوم وواشنطن لاتفاق يقضي بإزالة السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، مقابل دفع 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا الهجوم على المدمرة كول في سواحل اليمن عام 2000، وأُسر ضحايا تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام في 1998.
وكان السودان ثالث دولة بعد الإمارات والبحرين تعلن التوصل إلى اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني، حينما أعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن "إسرائيل والسودان ستطبعان علاقاتهما الدبلوماسية بإشراف الرئيس دونالد ترامب".