أكّد مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مدينة درعا جنوبي سوريا، تفشّي فايروس " كورونا" في صفوف أبناء مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في المدينة، وسط عجز المصابين عن استيفاء تكاليف وصفات العلاج التي يصفها الأطباء للمصابين، للسيطرة على أعراض المرض ومنع تطوّرها.

ورصد مُراسلنا، عشرات الإصابات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين سواء من المتواجدين داخل المخيّم، أم المهجّرين خارجه، يتكبّدون تكاليف العلاج على نفقتهم الخاصّة، في ظل عجز المستشفيات الحكوميّة عن استقبالهم، مشيراً إلى أنّ العديد من الحالات المُصابة تعاني من مُضاعفات تنفسيّة.

يأتي ذلك، في ظل استمرار المناشدات لوكالة " أونروا" من أجل التصدي لمسؤولياتها في دعم أبناء المخيّمات لمواجهة الوباء، في ظل انهيار المنظومة الصحيّة السوريّة، وضرورة تقديم الدعم المالي للمصابين لزوم تغطية علاجهم.

ووفق مُراسلنا، فإنّ تنصّل الوكالة من دعم المُصابين لتغطية تكاليف علاجهم، سيؤدي إلى موت الكثير من الحالات التي تعجز عن زيارة طبيب خاص، ولا تستفيد من المستشفيات العامّة، التي تغصّ بالمُصابين، عدا عن انتشار الواسطات والمحسوبيّات في اروقة المؤسسات الصحيّة الرسميّة، ما يجعلها غير مُتاحة للجميع.

العلاج لمن يستطيع توفير تكاليفه الباهظة

ونقل المُراسل عن عائلة فلسطينية أصيبت ربّتها وأحد أبناءها بالفايروس قولهم: إنّ تكاليف العلاج عند طبيب خاص، بلغت 270 الف ليرة سوريّة منذ اصابتهم بالفايروس قبل نحو 12 يوماً، في حين يتطلّب استكمال العلاج مبالغ اضافيّة لا تقوى العائلة على استكمالها في ظل ضعف الموارد الماليّة والانهيار المعيشي الذي تشهده البلاد.

وأشار إلى أنّ الأمّ المُصابة وابنها، قصدوا المستشفى الحكومي في درعا بحالة اسعافيّة، بعد إصابتهما بمضاعفات تنفسيّة، الّا أنّ المسشتفى اكتفت بإعطائهم وصفة تضمّنت أمصالاً وحقن من نوع " ديكسا" التي تستعمل لعلاج المضاعفات الالتهابيّة للفايروس، وتبلغ قيمة الوصفة 15 الف ليرة، دون توفيرها لهم، فضلاً عن الطلب منهم استكمال العلاج في المنزل لعدم قدرة المستشفى على استقبال المزيد من الحالات.

وأضاف، أنّ العائلة، اضطرّت لقصد طبيب خاص أكثر من مرّة، الذي يقوم بدوره بكتابة وصفة جديدة في كلّ مرة، وبتكاليف باهظة، حيث تبلغ كشفيّة الطبيب لك زيارة له 6 الاف ليرة سوريّة، إضافة إلى قيمة الوصفة العلاجيّة التي بلغت 27 الف ليرة، عدا عن تكاليف المواصلات.

ووصف مراسلنا في درعا، معاناة مُصابي "كورونا" من اللاجئين الفلسطينيين في درعا، بالكارثيّة، فتأمين تكاليف العلاج ليس مُتاحاً للجميع حسبما أفاد، مشيراً إلى أنّ العائلات التي لديها أشخاص مغتربين، يستطيعون الاستعانة بهم لتلقي الدعم المالي، مؤكّداَ بذات الوقت، أنّ معظم المُصابين، يعكفون عن زيارة الطبيب لعدم توفّر المال لديهم، ما يدفعهم لالتزام منازلهم والاعتماد على وسائل العلاج التقليدية بالاعشاب وسواها.

ويعجز اللاجئون في المخيّم، وفق ما وثّق لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" منذ بداية الجائجة، عن القيام بواجبات الوقاية، في ظل عدم قدرتهم على شراء المواد الوقائيّة، فضلاً عن جعلها أولوية ثانية مقابل الطعام والحاجات الغذائيّة، وسط ارتفاع أصوات المطالبات بتقديم الدعم الإغاثي.

كما تعاني مخيّمات اللاجئين الفلسطينين في عموم سوريا، من شحّ في اسطوانات " الأوكسجين" الطبّي، ما دفع نشطاء في العديد من المخيّمات للمناشدة لتأمينها، ووضعها في خدمة مصابي فايروس " كورونا"، ما يؤشّر على خطورة الأوضاع الصحيّة في المخيّمات.

ويعتبر مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين، من أفقر المخيّمات في سوريا، جرّاء ما تعرّض له من تدمير لمنازل السكّان وموارد رزقهم، حيث يعاني 75% من أبنائه من البطالة، وفق تقديرات غير رسميّة وافانا بها مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في حين لا تتطوّر الأحوال في المخيّم إلّا نحو الأسوأ، جرّاء الانهيار المتوصل في الأوضاع الاقتصاديّة في سوريا.


 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد