عبّر اتحاد المعلمين لدى وكالة " أونروا" في لبنان، عن استهجانه لرسالة قدّمتها دائرة التربية والتعليم في الوكالة، حمّلت فيها الطاقم الاداري والهيئة التعليمية المسؤولية في تفشي فايروس " كورونا" بالمدارس، واتهمتهم بعدم الالتزام بالتدابير الصحية والإجراءات الوقائية المعمول بها.
وجاء في نص الرسالة موضوع انتقاد الاتحاد، والتي بعثها مدير دائرة التربية والتعليم في "أونروا"، سالم ديب، صباح اليوم الخميس: "أعزائي، أشعر بخيبة أمل لسماع أن بعض معلمينا لم يكونوا صادقين وصريحين مع موظفي الصحة الذين يعملون للسيطرة على تفشي COVID-19 في مدارسنا".
وأكد ديب في رسالته أن على المعلمين اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية أنفسهم ومراقبة صحتهم، داعياً المعلمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي اشتباه في احتمال إصابتهم بفيروس "كورونا".
وطالب ديب المعلمين الإجابة "بصدق" على أسئلة فريق الصحة، والالتزام ببروتوكول "أونروا" الصحي من حيث الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات وغسل اليدين وتعقيمها، وغيرها من الإجراءات ذات الصلة.
بدوره، قال الاتحاد في بيان أصدره ردّاً على الرسالة: "طالعَتنا إدارة التّربيةِ والتَّعليم صباح اليوم الخميسِ برسالة مطولة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية، وأقل ما يمكن وصفها به أنها تفتقد لأدنى معايير الحس الأخلاقي والقِيمي. فقد ألقت الدّائرة بالمسؤوليّة كاملة على الطاقم الإداري والهيئة التعليمية في تفشي وباء كورونا، واتهمتهم بعدم الالتزام بالتدابير الصحية والإجراءات الوقائية المعمول بها في المدارس".
وأضاف البيان: "إن دائرة التربية والتّعليم، وعوضاً عن تقديم شكرها وتقديرها لموظفيها الذين يعملون في المراكز والمدارس في ظروف بالغة الخطورة، خدمة لأبناء شعبهم، وقياماً بواجباتهم وأدوارهم على أكمل وجه؛ إذ بها تصر على اتهامهم بالتقصير وتلقي عليهم تبعة ما يحصل".
واستهجن الاتحاد كلام الإدارة جملة وتفصيلاً، مطالباً إياها بتحري الدقة والموضوعية واحترام المعلمين الذين يُحاربون فيروس "كورونا" في الخطوط الأماميّة.
وأسف الاتحاد أن رسالة الإدارة "خلت تماماً من تمنيات الدائرة بالشفاء العاجل لكل من طالتهم الجائحة وأقعدتهم عن ممارسة أدوارهم في أماكن عملهم، أو حتى الوقوف إلى جانبهم بكلمة حانية تخفف عنهم ما أصابهم".
وتساءل الاتحاد في بيانه: "أين دورُكم ومسؤوليّتكم (إدارة التربية التعليم التابعة لـ "أونروا") في تأمين مستلزمات المدارس من الكتب والقرطاسية وغيرها؟ أين دوركم ومسؤوليتكم في تأمين حاجات المدارس من المعلمين؟ أين دوركم في تطبيق البروتوكول الصحي فيما يتعلق بأعداد الطلاب في الصف الواحد؟ ألم تسمعوا بأعداد الطلاب في بعض الصّفوف التي تفوق الـ 25 طالباً التي هي من صنع أياديكم؟ ألم يرسل لكم اتحاد المعلمين رسائل موثقة عبر البريد الإلكتروني مع الصور والوثائق التي تشير إلى انتهاك إدارتكم أدنى معايير السلامة الصحية والتباعد بين الطلبة ومعلميهم في الصفوف؟ هل يعقل أن يظل مئات الطلاب حتى يومنا هذا من دون معلم ولم ينخرطوا في أي حصة تدريس في بعض المواد؟"
وتابع الاتحاد: "أين البدلاء عن الذين هم في إجازة أمومة أو في إجازة سنوية من دون راتب وعددهم يزيد عن الثلاثين؟ أليس هذا هو دوركم في تأمين الاحتياجات؟"، مُطالباً ختام بيانه إدارة التربية والتعليم بمراجعةٍ فورية في أدائها.
يذكر أن الاتحاد دعا في بيان سابق إلى أوسع مشاركة اعتصام تضامني مع معلمي الدعم والمياومين يوم غد الجمعة عند الساعة العاشرة والنصف أمام المقر الرئيسي لـ "أونروا" في لبنان.