شهد مخيم نهر البارد شمالي لبنان اليوم الخميس 24 كانون الأوّل/ ديسمبر، إغلاقاً شاملاً، شلّ المرافق الرئيسية لـ "أونروا" ما عدا العيادة و"السنتيشن" وذلك في سياق احتجاجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المستمرة ضد سياسة التقليصات التي تتبعها إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، طال الإغلاق مكتب الوكالة الرئيسي في مدينة طرابلس.
مشهد الاكتظاظ في العيادة: "القشة التي قسمت ظهر البعير"
كان مشهد الاكتظاظ وانتظار المئات في عيادة "أونروا" داخل المخيم، يوم أمس الأربعاء، حاسماً في الإعلان عن إضراب اليوم.
فصور الأمهات وأطفالهن اللاتي تنتظرن دورهن في العيادة دون أي إجراءات وقائية من فيروس "كورونا" أثارت حفيظة حراكات المخيم والنشطاء فيه، الذين أصدروا بياناً مساء أمس، أعلنوا فيه الإضراب.
واعتبر البيان الصادر أن ما جرى في العيادة هو "إهانة" لنساء المخيم وهن يحملن أطفالهن المرضى، بسبب قرار إدارة "أونروا" إغلاق عيادتين من المركز ونقل موظف من أجل تسيير عيادة مخيم البداوي على الرغم من النقص الكبير في عيادة نهرالبارد.
وأكد البيان أنه كان من الأجدى بإدارة الوكالة زيادة موظفين في ضل تفشي ""كورونا" ودعمها للقطاع الطبي.
وقال مسؤول الحراك الفلسطيني في المخيم، محمد أبو قاسم، إن المشهد يوم أمس في العيادة كان محزناً ومؤسفاً، لكن هناك أسباباً أخرى للإضراب تتعلق بـ "اللامبالاة وعدم وجود أي دعم مادي للاجئين".
وأكد أن الحراكات في المخيم تطالب بمساعدة عاجلة للأهالي والطلاب لناحية القرطاسية، وزيادة عدد الأطباء والصيدليين في العيادة لتسهيل أمور العلاج وعدم اضطرار الأهالي إلى الانتظار ساعات لتلقي العلاج اللازم.
معاناة مضاعفة في نهر البارد
بدوره، أشار عضو الحراك الشعبي في المخيم، علي الصبري، إلى أن المعاناة مضاعفة في مخيم نهر البارد، الذي لا يزال قيد الإعمار.
وأوضح لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن تفشي "كورونا" مستمر والوكالة مضطلعة فقط بالإرشادات، دون أي إجراءات فعلية على الأرض.
كما أن استئناف العام الدراسي شهد أعداداً كبيرة من الطلاب داخل الصف الواحد، تفوق تلك المقرة من منظمة الصحة العالمية ووزارة التربية اللبنانية، عدا عن النقص في المعلمين والكتب.
وفيما يتعلق بعمل العيادة، ذكر الصبري أن عدد اللاجئين القاطنين في مخيم نهر البارد يصل إلى 40 ألف نسمة، ومن غير المعقول أن يكون فقط هناك طبيبين لنحو 300 حالة يومياً.
ولفت إلى أن هناك 4 عيادات بالأصل في مخيم نهر البارد، أغلقت اثنتان منها في عام 2017، وجرى مؤخراً نقل طبيبين من أصل 4، أحدهما إلى مخيم البداوي وآخر إلى منطقة الميناء، وفق قوله.
وحذرت الحراكات في بيانها من تفجر الأوضاع في المخيمات في حال استمرار بسياسة "الاستهتار"، ملوحة بتصعيد تحركاتها في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.